aldoha magazine N 75 | Page 125

‫حداثية، ال يجد أي حرج في إقراء السالم‬ ‫لسيدي عبد الرحمن مول المجمر(صاحب‬ ‫الموقد)، الذي يوجد قبالة كورنيش‬ ‫عين الذئاب. أو سيدي بليوط، أو‬ ‫سيدي عثمان؛ فأغلب أحياء المدينة‬ ‫الكبرى تتحدر تسمياتها من المقدس‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫(األوليائي)، فهذا مجتمع يحكمه الموتى‬ ‫كما صاح ماركس يوم ً، ومن الطبيعي‬ ‫ا‬ ‫أن يتم التوليف، ويستمر الترميق بين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العصري والتقليدي ومن غير تأثير على‬ ‫صيغ االستمرارية وإعادة اإلنتاج.‬ ‫مجال الدار البيضاء أشبه ما يكون‬ ‫برقعة شطرنج، تظل فيها كل حركة،‬ ‫وبغض النظر عن الوضعية المراتبية‬ ‫ّ‬ ‫لفاعلها أو تموقعه في الرقعة، تظل‬ ‫مؤثرة وحاسمة في حال ومآل «اللعبة»‬ ‫الدائرة، فاألمر يتعلق بحقل تتبارى‬ ‫فيه الرموز والرساميل الرمزية المادية.‬ ‫والنتيجة في الغالب تكون لمن يملك‬ ‫أكثر، ما يكرس الفجوة الطبقية، ويعيد‬ ‫ِّ‬ ‫إنتاج التراتبات والتناقضات الصارخة.‬ ‫نشير ختاما إلى أن توطين فكرة‬ ‫ً‬ ‫المدينة، المتحدرة رأس ً، مبنى، ومعنى‬ ‫ا‬ ‫ِّ‬ ‫من المدنية ‪ civisme‬ال ينفصل عن‬ ‫ّ‬ ‫توطين حقوق اإلنسان وبناء مجتمع‬ ‫العدالة االجتماعية، فتوطين المدينة‬ ‫المدنية ليس عملية مستقّة بذاتها. إنها ال‬ ‫ل‬ ‫تكتسب فعاليتها وإجرائيتها، إال في ظل‬ ‫مشاريع مرافقة لها، تنفتح باألساس‬ ‫على الرفع من األوضاع االجتماعية،‬ ‫واالقتصادية، والسياسية، والثقافية.‬ ‫ِّرة‬ ‫لهذا تظل عملية النقل واإلنتاج متعث‬ ‫ومحدودة فيما يخص توطين فكرة‬ ‫المدنية، بسب إخفاقات اجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫وسياسية وثقافية متالزمة، ما يوجب‬ ‫البحث عن ممكنات تغيير شمولي يزاوج‬ ‫بين توفير شروط االنتقال المديني/‬ ‫المدني، وتوفير اإلجراءات المرافقة‬ ‫لها من أمن مجتمعي متعدد األبعاد‬ ‫ِّ‬ ‫والمسارات.‬ ‫إلى ذلك كله تظل البيضاء، كما الكثير‬ ‫ّ‬ ‫من «مدن الملح»، ما بين الماء والماء،‬ ‫مدمنة للترميق والتوليف؛ فال هي‬ ‫َّصت من بداوتها وقبليتها، وال هي‬ ‫تخل‬ ‫َّ‬ ‫انتقلت إلى سجل المدينة والمدنية. إنها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في برزخ البين بين، في أوطان تنتصر‬ ‫لثقافة تأجيل الحسم وإرجاء القرار.‬ ‫الطريق إىل الضوء‬ ‫ال يســتطيع مــكان مــا، بوصفــة‬ ‫وجــودًا وحيــاة وصيــرورة، أن‬ ‫يحول الذاكــرة إلى لحظات انتصار،‬ ‫ِّ‬ ‫إال إذا كان هــذا المــكان يمتلــئ بــكل‬ ‫التناقضــات واإلجابــات واألســرار‬ ‫التي يمتلئ بها مكان مثل حي