#مجلة_بحرُنا 1 | Page 3

بحرنا كلمة العدد
لأننا نعي‎��ش على أرض تنفتح على بحرين : بحر الع‎��رب ، وبحر عمان ، وعلى خلي‎��ج : ه‎��و الخليج العربي ، ونطل على مضيق هرمز ال‎��ذي دونت عنه كتابات الرحال‎��ة والمستكش‎��فين الكثي‎��ر إلى حد الأس‎��اطير ، وتمر به س‎��فينة كل أربع دقائق ، فتتمي‎��ز بلادنا بموقعها الجيو-اس‎��تراتيجي ، وتنفتح ع‎��ن طريق البحر على حضارات عظيمة سابقً‏ ا والآن كالحضارة الهندية وحضارة بلاد فارس .
■ ■ ■
لأننا نمثّل صوت قرابة الخمسين ألف صياد عماني يصارعون الأمواج ورهبة المحيطات والبحار لكي يوفروا لنا ولهم قوت يومنا وغذاء أجسامنا من المركّ‏ بات الغذائي‎��ة والمعادن الثمينة كالبروتينات والحديد والكالس‎��يوم وفيتامين س‎��ي ، صيادون اس‎��تغنوا بأنفس‎��هم عن س‎��ؤال الوظيف‎��ة أو العمل المريح ليكس‎��بوا أرزاقهم من كدح أيديهم البيضاء الملطخة بجفاف البحر وقسوة الأملاح .
■ ■ ■
لأننا نعيش على ش‎��واطئ بك‎��ر يمتد طولها لأكثر من ثلاث‎��ة آلاف كليو متر ، ينم‎��و بجوارها المرجان بش‎��تى أنواع‎��ه وتتلألأ على ضفتها الفس‎��فوريات ليلاً‏ لتضفي شيئًا من خيال الشرق العجيب في الحكايات والأساطير ، وتنمو وتعيش ف‎��ي بحارن‎��ا أنواع ن‎��ادرة من الأحي‎��اء البحرية الت‎��ي نكاد نتفرد بها دون س‎��ائر العالمين ، كالحوت العربي الأحدب .
■ ■ ■
لأننا نحتاج إلى تنمية الموارد البحرية ( الاقتصاد الأزرق ) لكي يقوم اقتصادنا عل‎��ى مص‎��ادر نظيف‎��ة أولاً‏ ومس‎��تدامة ثانيًا ، ولك‎��ي نعوّض النف‎��ط والوقود الأحف‎��وري الناض‎��ب لا محالة ، فمس‎��طحاتنا البحرية تس‎��مح لن‎��ا بصيد ملايين الأطن‎��ان س‎��نويًّا في المقاب‎��ل لا يكاد يبلغ مق‎��دار ما نصيده م‎��ن هبة الله لنا نحن العُمانيين إلا أقل من العش‎��ر بل أقل بكثير ( مئتي ألف طن فقط سنويًّا ) والبقية تذهب هباءً‏ وهدرًا .
■ ■ ■
لأننا لا نستفيد من قطاع النقل البحري وتجارة الشحن والخدمات اللوجستية إلا بص‎��ورة بس‎��يطة لا تكاد تذكر في حين أن % ‎90‎ م‎��ن التجارة العالمية تنقل ع‎��ن طريق البحر ، بينما تس‎��يطر دولة مثقلة بالديون وتنفت‎��ح على بحر واحد كاليونان على % ‎15‎ من مجموع شركات النقل البحري وسفن النقل التجاري .
■ ■ ■

لماذا مجلة بحرنا ؟

أسرة التحرير

لأننا نستقبل مئات الآلالف من السيّاح عن طريق البحر والسفن السياحيّة ، ونود أن نجعل من السلطنة وجهةً‏ رائدةً‏ للسياحة القادمة عن طريق البحار والمحيطات .
■ ■ ■
لأنن‎��ا نمل‎��ك موان‎��ئ كثي‎��رة : بعضها س‎��ياحي والآخر تج‎��اري والبقي‎��ة تخدم الصيادين ومرتادي البحر ، ولم نستطع إلى الآن أن نستثمرها الاستثمار الأمثل ال‎��ذي يغيّر وجه الاقتصاد العماني الذي يتصف بأن‎��ه اقتصاد ريعي قائم على النفط فحس‎��ب ليكون من خ‎��لال توظيف الاقتصاد الأزرق اقتصادًا مس‎��تدامًا يقوم على الموارد البشرية المزودة بالمعرفة العلمية الحديثة .
3
بحرنا يوليو سبتمبر ‎2016‎