الاآخر الاأ�سود الذي ي�سميه الزَّانَة . الله الله الله اأكبر ! تبارك الله اأح�سن الخالقين ! ما اأهون الاإن�سان اإلى ما اأبدع الرحمن ! اأوغلن���ا في البحر �شيئا حتى اأَدْهَ �شَ نا �سِ رْبٌ �ضخم بديع م���ن أا�سماك الدولفين ، يتقافز اأَقْوا�سً ا على وَ تَر �سط���ح البحر ، وخلفه ق���وارب ال�صيادين لا يريدون اإلا أا�سم���اك التون���ة المُتَيَّمَة باأ�سم���اك الدولفين ؛ فهي تتبعه���ا حيث ذهبت ، نافث���ةً وراءه���ا في جو البحر من ح���ر �صدورها ! قلت للفار�س���ي : ولم لا ي�صيدون أا�سم���اك الدولف�ي�ين اأنف�سها ؟ ق���ال : لاأنها اأذك���ى من أان ت�صاد ! قلت : وهل هم اأغبى من اأن ي�صيدوها ! ولكنه �ش���رح لي فيما بعد ، كيف يحت���اج �صيدها -و إان كان ممنوعا- اإلى محا�صرتها كما يحا�صر المطاريد !
أاوق���ف الغي�ل�لاني قارب���ه ، ف�صَ فَرَ ، وتب�ي�ين اأن اأحد محركيه قد تعطل ، فراأى اأن نلجاأ اإلى بندر الرو�ضة ( أاق���رب موائ���ل ال�صيادي���ن والبح���ارة والمت�شبهين به���م (، لنملاأ خ���زان الوقود اطمئنان���ا ، ونطلب من ي�صلح المحرك ، فاإذا �صَ فٌّ م�ُصْ طَ فٌّ ، كل يريد الوقود مثلم���ا نري���د ، واإذا م�ستودع���ه عل���ى مرتف���ع ، تنزل منه الخراطيم الطويل���ة اإلى مر�سى خا�ص يحاذيه الق���ارب بعد الق���ارب . التزمنا حَ دَّن���ا ولا �سيما اأننا م�ضط���رون إالى انتظار من ي�صل���ح المحرك ، وملاأنا خزان القارب بمئة وع�شري���ن لترا ، و�صببنا عليها قارورت���َيْ زي���ت ، وحفظن���ا إالى حينٍ ق���ارورة ثالثة ومعن���ا اأوعية وق���ود م�ستقلة ( جَ رَاكِ ���ن كبيرة (، ثم تحركنا اإلى جان���ب ننتظر حتى ح�ضر ثلاثة فنيين ولم يفلحوا في اإ�صلاح المحرك ، فاكتفينا بالاآخر .
لم نذه���ب ع���ن بن���در الرو�ض���ة حت���ى جَ وَّ ل���ْتُ فيه -فاإذا ق�ص���ر ال�سفير الاإنجليزي على مرقبة ، يرفرف في �سماء الم���كان العزيز عَ لَمُه- و�ص���ورت مناظره ، وا�سترح���ت اإلى حمام م�ستراح���ه الاأعجمي الفخم ، وتو�ساأت ، ثم �صليت الظهر بالقارب ، وكذلك �صليت م���ن بعدُ الع�ص���ر والمغرب ، واإن لم اأ�ستط���ع اأن اأكمل �ص�ل�لاة الع�ص���ر واقفا والقارب اإع�ص���ار على �صفحة
13
بحرنا يوليو سبتمبر 2016