#مجلة_بحرُنا 1 | страница 13

الاآخر الاأ‎�سود الذي ي‎�سميه الزَّانَة . الله الله الله اأكبر ! تبارك الله اأح‎�سن الخالقين ! ما اأهون الاإن‎�سان اإلى ما اأبدع الرحمن ! اأوغلن‎���ا في البحر ‎�شيئا حتى اأَدْهَ‏ ‎�شَ‏ نا ‎�سِ‏ رْبٌ‏ ‎�ضخم بديع م‎���ن أا‎�سماك الدولفين ، يتقافز اأَقْوا‎�سً‏ ا على وَ‏ تَر ‎�سط‎���ح البحر ، وخلفه ق‎���وارب ال‎�صيادين لا يريدون اإلا أا‎�سم‎���اك التون‎���ة المُتَيَّمَة باأ‎�سم‎���اك الدولفين ؛ فهي تتبعه‎���ا حيث ذهبت ، نافث‎���ةً‏ وراءه‎���ا في جو البحر من ح‎���ر ‎�صدورها ! قلت للفار‎�س‎���ي : ولم لا ي‎�صيدون أا‎�سم‎���اك الدولف‎�ي‎�ين اأنف‎�سها ؟ ق‎���ال : لاأنها اأذك‎���ى من أان ت‎�صاد ! قلت : وهل هم اأغبى من اأن ي‎�صيدوها ! ولكنه ‎�ش‎���رح لي فيما بعد ، كيف يحت‎���اج ‎�صيدها ‏-و إان كان ممنوعا-‏ اإلى محا‎�صرتها كما يحا‎�صر المطاريد !
أاوق‎���ف الغي‎�ل‎�لاني قارب‎���ه ، ف‎�صَ‏ فَرَ‏ ، وتب‎�ي‎�ين اأن اأحد محركيه قد تعطل ، فراأى اأن نلجاأ اإلى بندر الرو‎�ضة ( أاق‎���رب موائ‎���ل ال‎�صيادي‎���ن والبح‎���ارة والمت‎�شبهين به‎���م ‏(،‏ لنملاأ خ‎���زان الوقود اطمئنان‎���ا ، ونطلب من ي‎�صلح المحرك ، فاإذا ‎�صَ‏ فٌّ‏ م‎�ُ‎صْ‏ طَ‏ فٌّ‏ ، كل يريد الوقود مثلم‎���ا نري‎���د ، واإذا م‎�ستودع‎���ه عل‎���ى مرتف‎���ع ، تنزل منه الخراطيم الطويل‎���ة اإلى مر‎�سى خا‎�ص يحاذيه الق‎���ارب بعد الق‎���ارب . التزمنا حَ‏ دَّن‎���ا ولا ‎�سيما اأننا م‎�ضط‎���رون إالى انتظار من ي‎�صل‎���ح المحرك ، وملاأنا خزان القارب بمئة وع‎�شري‎���ن لترا ، و‎�صببنا عليها قارورت‎���َ‎يْ‏ زي‎���ت ، وحفظن‎���ا إالى حينٍ‏ ق‎���ارورة ثالثة ومعن‎���ا اأوعية وق‎���ود م‎�ستقلة ( جَ‏ رَاكِ‏ ‎���ن كبيرة ‏(،‏ ثم تحركنا اإلى جان‎���ب ننتظر حتى ح‎�ضر ثلاثة فنيين ولم يفلحوا في اإ‎�صلاح المحرك ، فاكتفينا بالاآخر .
لم نذه‎���ب ع‎���ن بن‎���در الرو‎�ض‎���ة حت‎���ى جَ‏ وَّ‏ ل‎���ْ‎تُ‏ فيه ‏-فاإذا ق‎�ص‎���ر ال‎�سفير الاإنجليزي على مرقبة ، يرفرف في ‎�سماء الم‎���كان العزيز عَ‏ لَمُه-‏ و‎�ص‎���ورت مناظره ، وا‎�سترح‎���ت اإلى حمام م‎�ستراح‎���ه الاأعجمي الفخم ، وتو‎�ساأت ، ثم ‎�صليت الظهر بالقارب ، وكذلك ‎�صليت م‎���ن بعدُ‏ الع‎�ص‎���ر والمغرب ، واإن لم اأ‎�ستط‎���ع اأن اأكمل ‎�ص‎�ل‎�لاة الع‎�ص‎���ر واقفا والقارب اإع‎�ص‎���ار على ‎�صفحة
‎13‎
بحرنا يوليو سبتمبر ‎2016‎