Tarek El Mahaba | Page 9
الشهيد فيلوباتير مرقوريوس
ولد قديسنا عام 225م من أبوين وثنيني،
وسمي «فيلوباتري» (وهو اسم يوناين معناه:
محب اآلب) .ورسعان ما تح َّول أبواه إىل
املسيحية ،وبدأ يعظان ويوزعان الصدقات،
و َعلَّام ابنهام وفق التعاليم املسيحيّة .ويف
سن السابعة عرش انضم القديس إىل الجيش،
ورسي ًعا ما نال شهرة عالية كمبارز (بالسيف)،
وكان بار ًعا يف التخطيط الحريب.
ويف إقليم اإلمرباطوران داكيوس وفالرييانوس
أرسال مرسو ًما بأنه عىل الجميع عبي ًدا وأحرا ًرا
أن يقدموا الذبائح لألوثان الرومانية ،و َمن
يعىص ذلك األمر سيواجه عقوبة املوت .وبعد
ذلك املرسوم بقليل ،شَ بَّت الحرب بني الرببر
والرومان ،وحارب جيشان بعضهام برضاوة.
ويف أحد األيام يف ذروة املعركة ،رأي مرقوريوس
(وهو االسم الذي حصل عليه عندما متت
ترقيته إىل رتبة قائد) رؤيا ،عن رجل ُمحاط
بالنور يحمل سيفًا يف يده اليُمنىُ ،معطيًا إياه
السيف ،ويخربه بأنه سيوف ينترص عىل الرببر،
وبأن يذكر الرب -إلهنا -بعد املعركة.
أخذ القديس السيف وهجم عىل الرببر
برضاوة ُمسقطًا عرشات منهم ،وقتل ملكهم
وحاشيته وكثريين ،فارتعب الرببر وف ّروا
خائبني ،وانترص الرومان .وبعد ذلك تم إعطاء
مرقوريوس لقب «القائد األعىل لكل القوات
الرومانية» ،وكان عمره يف ذلك الوقت 25
عا ًما -ستجد املزيد عن هؤالء القديسني هنا
يف موقع األنبا تكال يف أقسام السري والسنكسار
والتاريخ وأقوال اآلباء -وانشغل القديس بحياته
الجديدة ،وكان يُحتفى به يف كل بلدة يعربها.
ويف يوم من األيام ظهر مالكًا من ِق َبل
الرب للقديس أبوسيفني ُمخ ًربا إياه بأنه سوف
يعاين الكثري بسبب املرسوم ،ولكنه سوف
ينال إكليل النرصة يف السامء .وبعد ذلك
دعاه داكيوس ليسأله يف بعض شئون الدولة،
وبعد ذلك اقرتح أن يذهبوا جمي ًعا للمعبد
ليذبحوا لألوثان ،فانسحب البطل برسعة من
بني الجمع .فالحظ ذلك جندي غيور وأعلم
رضا بسبب
داكيوس بأن مرقوريوس مل يكن حا ً
أنه يدين باملسيحيّة .ولكن اإلمرباطور مل يُ َص ِّدق
ذلك ،وأراد أن يتأكَّد بنفسه..
وتأكَّد بعد ذلك عندما اعرتف مرقوريوس
بشجاعة بأنه مسيحي .وحاول اإلمرباطور
9
إقناعه بالعدول عن ديانته وتركها ،وعندما
فشل بدأ يُ ّعذِّب ُه بعذابات كثرية منها الحرق،
وتقطيع جسده باملسامري ..ولكن كان الله
يعينه ويق ّويه ،حتى تم قطع رأسه ونال إكليل
الشهادة .وكان ذلك يوم 4ديسمرب 250م.
بركة صلواته تكون معنا ،آمني .ولربنا املجد
الدائم إىل األبد .آمني.