عيد الغطاس المجيد
يتقبل الختم يلقي عنه حالة الموت ويتمتع بالحياة . الختم إذن هو الماء الذي ينزلون فيه أمواتًا ويصعدون أحياء الأب هرماس
* حقا إننا ننزل في المياه مملوءين من الخطايا والدنس ، ونصعد حاملين ثمرًا في قلوبنا ، حاملين في أرواحنا خوف ( الله ) والرجاء بيسوع . القديس برناباس
* يجب أن نُسرع في معرفة أي طريق هو لمغفرة الخطايا ورجاء ميراث الخيرات الموعود بها ، فإنه لا يوجد سوى هذا الطريق : أن تتعرف على هذا المسيح ، وتغتسل في الينبوع ( المعمودية ) الذي تحدث عنه إشعياء لغفران الخطايا ، وهكذا نبتدئ أن نعيش بالقداسة . الشهيد يوستين
* إنني سأروي الطريقة التي تكرّست بها حياتنا لله حينما صرنا جددًا خلال المسيح ... إذ يتقبل كثيرون هذه الأمور التي يتعلمونها والتي ننطق نحن بها ، ويؤمنون أنها حق ، ويعدُون أنهم قادرون أن يعيشوا هكذا ، يتعلمون أن يصلوا ويسألوا الله بأصوامٍ من أجل غفران خطاياهم ، بينما نحن نصلي ونصوم معهم . عندئذ نحضرهم إلى حيث الماء وينالون التجديد بذات الكيفية التي نلنا نحن بها ذلك . فإنهم يتقبلون الغسل بالماء باسم الله الآب ورب كل الخليقة ، ومخلصنا يسوع المسيح ، والروح القدس . الشهيد يوستين
* مغبوط هو سرّ الماء الذي لنا ، فبغسل خطايا العمى الذي أصابنا مبكرًا نتحرر وندخل إلى الحياة الأبدية . * حقا ، يغتسل الجسد لكي تتطهر النفس ، يُدهن الجسد لكي تتقدس النفس ، يُرشم الجسد بعلامة ( الصليب ) لكي تتقوّى النفس . يُظلَّل الجسد بوضع الأيدي لكي تستنير النفس بالروح ( القدس (. العلامة ترتليان
* إلى الذين يمنح لهم الآن غفران الخطايا . بعد التجديد لا توجد حاجة للجرن مرة أخرى ، إنما يكفي غسل الأيدي ، لأن الروح القدس يُعطِّر جسد المؤمن ويطهره بالكامل . قوانين القديس هيبوليتس
* يُدعى هذا الفعل ( المعمودية ) بأسماء كثيرة ، أعني : نعمة ، واستنارة ، وكمالاً ، وحميماً ... فهو حميم لأننا به نغسل خطايانا ، ونعمة إذ تُترك عقوبات خطايانا .
* تغسلنا المعمودية من كل عيب ، وتجعلنا هيكل الله المقدس ، وتردّنا إلى شركة الطبيعة الإلهية بواسطة الروح القدس . القديس إكليمنضس السكندري
* إنها المعمودية التي فيها يموت الإنسان القديم ويولد الإنسان الجديد كما يعلن الرسول ، مؤكدًا أنه خلصنا بغسل التجديد . فإن كان التجديد يتحقق في الغسل أي في المعمودية ، فكيف يمكن للهراطقة -وهم ليسوا عروسً ا للمسيح- أن ينجبوا أبناءً لله خلال المسيح ؟!
18
هو عيد ( الأبيفانيا ) Epiphany ( إيبيفاني ) وهو عيد الغطاس المجيد ، هي معمودية بالتغطيس « وللوقت وهو صاعد من الماء » ولذلك نسمى المعمودية « الغطاس «. وأي معمودية ليست بالتغطيس هي معمودية باطلة أو شكلية أو بلا قيمة . المعمودية غسل للخطايا عمل المعمودية يمثل وحدة واحدة ، لا نستطيع الحديث عن عملها كغسل للخطايا منفصلاً عن عملها كختان للروح ، أو تمتع بالاتحاد مع السيد المسيح كعضو في جسده الأقدس ، لأن عمل الروح متكامل معًا ، لكن من أجل الدراسة حاولت ما استطعت الحديث عن عملها في بنود متتالية ، مبتدأ بعملها كغسل للخطايا الجَدّية والشخصية . في صراحة كاملة تحدث السيد المسيح مع رئيس لليهود قائلاً : « إن كان أحد لا يُولَد من الماءِ والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت السماوات » ( يو (. 5 : 3 مؤكدًا عمل المعمودية الخلاصي أنها الطريق الذي بدونه لا عودة للملكوت المفقود . فإن كانت الخطيئة قد حرَمت الإنسان الأول وبنيه من الفردوس ، وأفقدته سُ كنى روح الرب فيه ( تك (، 3 : 6 فإنه بالولادة الجديدة في المعمودية ( من الماء والروح ) لا يعود الإنسان إلى الفردوس الأول بل إلى ملكوت السماوات الأبدي ، ويصير هيكلاً للروح القدس بغسل خطاياه الجَدّية والشخصية . لهذا يؤكد السيد : « مَنْ آمن واعتمد خلص ...« ( مر (. 6 : 16 وفيما يلي مقتطفات من العهد الجديد عن غسل الخطايا بالمعمودية :
« توبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا ، فتقبلوا عطية الروح القدس » ( حديث الرسول بطرس يوم العنصرة أع (. 38 : 2
« لماذا تتوانى ؟! قُمْ واعتمد وأغسل خطاياك داعيًا باسم الربّ » ( حديث حنانيا لشاول الطرسوسي أع ) 16 : 22
« إذ كان الفُلك يُبنَى ، الذي فيهِ خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماءِ . الذي مثالهُ يخلّصنا نحن الآن أي المعمودية . لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضميرٍ صالحٍ عن الله بقيامة يسوع المسيح » ( 1 بط 21-20 : 3 (.
« أيُّها الرجال أحبُّوا نساءَكم كما أحبَّ المسيح أيضً ا الكنيسة وأسلم نفسهُ لأجلها لكي يقدسها مطهرًا إياها بحميم الماءِ بالكلمة » ( أف 26-5:25 (.
« ولكن حين ظهر لطف مخلّصنا الله وإحسانهُ ، لا بأعمالٍ في برٍّ عملناها نحن ، بل بمقتضى رحمتهِ خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس » ( تي (. 5 : 3 وقد أكد
Pusey في كتابه « التعليم عن المعمودية المقدسة » أنه لا توجد أي عبارة في كل أقوال الآباء وكتاباتهم فسرّ ت هذا القول إلا بأنه عن المعمودية المقدسة ، كما جاءت كل ليتورجيات العماد تؤكد ذلك بطريق أو آخر . شهادة آباء الكنيسة
* كان ضروريًا أن يصعدوا بواسطة المياه لكي يصيروا أحياء ، فإنهم لا يستطيعون أن يدخلوا ملكوت الله ما لم يخلعوا حالة الموت التي كانت لهم قبلاً ... فإنه قبل أن يحمل الإنسان اسم « ابن الله » يكون ميتًا ، ولكنه إذ
القديس كبريانوس
*] يصف القديس كبريانوس لصديقه دوناتوس Donatus عمل المعمودية في حياته فيقول :[ إذ كنتُ ملقيًّا في الظلام وسط الليل المربك ، كنت أتقلب هنا وهناك على وسائد هذا العالم المملوء اضطرابًا ، وأنا أجهل حياتي الحقيقية . كنت بعيدًا عن الحق والنور ، فصرت أفكر في الميلاد الثاني الذي وعدَتني به الرحمة الإلهية لخلاصي ، كأنه أمر صعب وذلك خلال واقع حياتي التي أعيشها : كيف أتمتع بحياة جديدة في حميم المياه الشافية بخلع الطبيعة ذاتها ، ومع احتفاظي بالخيمة القديمة يتغير القلب وتتغير النفس ؟! قلت : كيف يمكن أن يتم هذا ؟ كيف يتحقق تغير عظيم كهذا ، فيخلع عنا دنس كياننا الطبيعي العنيد وعاداتنا القديمة المتأصلة ، وتزول فجأة وبسرعة الشرور التي تعمّقت جذورها في داخلنا زمانًا طويلاً ؟!
لكن بمعونة واهب الحياة غُسلت وصمة الماضي ، وانصبَّ النور المشرق من السماء في صدري ، النور الطاهر المقدس ، بعد أن شربت الروح السماوي ، وخُلقت كإنسان جديد بالميلاد الثاني بطريقة معجزية . كنت قبلاً أشك فيما قد صار لي الآن واضحًا . ما كان مخفيًا صار مُعلنًا . ما كان قبلاً ظلمة قد أشرق ، وما كان صعبًا صار الآن له طريقه ووسائله . ما كان يبدو لي مستحيلاً قد تمتعت الآن به ... إنك تعرف جيدًا ما كنت أنا عليه قبلاً ، وتستطيع أن تتذكر ذلك ، الآن قد نُزع عني هذا . لقد وُهب لي موت الخطية وإحياء قوة القداسة ... أقول أنه هبة من الله . من الله نأخذ كل ما نحن عليه ، وبه نعيش ، وبه ننمو ... القديس كبريانوس
* يُعطَى الروح القدس للذين يؤمنون ، ويولدون ثانية بغسل التجديد . البابا أثناسيوس الرسولي
* بواسطة غسل الميلاد الجديد والتجديد بالروح القدس نصير أبناء الله . القديس باسيليوس الكبير
* نعمة المعمودية تنقي الإنسان من خطيئته ، وتغسله بالكامل من الأوساخ والأقذار اللاحقة به من الرذيلة ... وهي من حيث أنها نجدة للولادة الأولى تجعلنا جُددًا من عتق ، وإلهيين بدلاً مما نحن عليه . القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس * كل خطية تغفر في المعمودية . * إن لم يعتمد ( الموعوظ ) باسم الآب والابن والروح القدس فلن يستطيع أن ينال صفح الخطايا ولا منحة النعمة الروحية . القديس أمبروسيوس
* لا تقدر التوبة وحدها أن تنقي من الرذيلة ، لذا يعتمد المؤمنون حتى يستطيعوا بنعمة المسيح أن يحققوا الأمور التي يعجزون عن تنفيذها بأنفسهم . لا تكفي التوبة للتطهير ، لذا يُقبل المؤمنون على المعمودية .
* يسمع الغير عن العماد فيحسبونه مجرد ماء ، أما أنا فلا أري مجرد المادة المنظورة ، بل أرى تنقية النفس بالروح !