لا تكن الا فرحا
العيد بالنكد .. بمشاكل تافهة وخصام ، أو غضب بلا مبرِّر : إمّا التأخُّر في المواعيد أو توزيع وقت الزيارات والمجاملات أو النقد المستمر وعدم الرضا أو ..
) 4 التفكير المادي أو الشهواني ... الذى يُضيّع علينا جهاد الصوم والسهر ... و كأننا بأيدينا نهدم ما بنيناه في الصوم السابق للعيد ...
و نحتاج ثانيًا أن نتذكّر :
) 1 الفرح الروحي بالعيد يحتاج أولاً حضور قداس العيد والاقتراب من الأسرار المقدسة وكأننا نلمس جسد المسيح فى المذود .
) 2 الفرح بالتوبة ... لأننا لكي نُفرِح إلهنا لابد أن نعود إليه معترفين بخطايانا ، طالبين رحمته ، سائلين معونته لحياة جديدة تليق بتجسده وفدائه وأبديته : « وتفرَحُ أمامَ الرَّبِّ إلهِكَ » ( تثنية (. 11 : 16
) 3 الفرح بالعطاء ... ما أجمل العيد الذي نقضيه في السؤال عن المرضى أو زيارة المجروحين في أحزان كبيوت المنتقلين ، أو توزيع البركات على أخوة الرب المحتاجين .
) 4 الفرح بكلمة الله ... فكل عيد هو عطية المسيح لخلاصنا ، فلكي نهتف بفرح : « الليلويا الليلويا يسوع المسيح ابن الله ولد من العذراء في بيت لحم «، لابد أن نغوص في كلمات الإنجيل والنبوات لنشبع بطعم الحدث ونتذوّق المجد الذي فيه ... لهذا يليق بنا أن نبدأ يومنا في العيد ، بعد سهرة قداس العيد ، بصلاة باكر ، ثم قراءة الإنجيل الخاص بالعيد ، والتأمل ، والتسبيح ، ثم الخروج إلى خدمة الآخرين لنفرحهم بالفرح الروحي والبشارة المفرحة ، ولا نترك خطية تفقدنا سلامنا أو جوًّا عالميًا ينزع فرحنا ... فلا نكن إلا فرحين .
لحن الميلاد المجيد « Geneqlion » ( جينثليون ) يُقال هذا اللحن إمّا قبل لحن الثلاثة تقديسات وأوشية الإنجيل أو أثناء توزيع جسد الرب يسوع المسيح ودمه ، وذلك في الفترة من عيد الميلاد المجيد وحتى
16
وجدتُه حزينًا بعد نهاية الاحتفال بعيد ميلاده .... فسألتُه : « لماذا ؟؟!! لقد كان احتفالاً كبيرًا ، وحضر كثيرون من أصدقائك وأقاربك ... و جاءت لك هدايا بلا عدد ...«
فأجاب : « للأسف ... جاء كثيرون و لكن كأنهم لم يأتوا إليَّ ... جلسوا يتسامرون ويتضاحكون ونسوني ... حاولتُ الاقتراب منهم ، وحاولتُ أن أذكّرهم أني أنا صاحب الحفل ... لكنهم لا يجدون مزاجهم في الحديث معي أو التودد إليَّ ... منهم من جاء ليأكل ... أو ليضحك ... حتى الهدايا ... كانت كما يحبون ... وليس كما أحب أنا ، ليس فيها ما يسعدني ، لقد أفسدوا يومي وضيّعوا فرحتي ...«
إن كان هذا شعور من قد يُقام له احتفال بعيد ميلاده ... وينتهي الاحتفال وكأنه لم يكن ... تُرى كيف يستقبل ربنا يسوع المسيح له المجد احتفالنا بميلاده ... بتجسده ... بدخوله إلى عالمنا ... بمجيئه لخلاصنا ... بمشاركته طبيعتنا ..؟!
قيل قديمًا في ( عاموس (: 21 : 5 « بَغَضتُ ، كرِهتُ أعيادَكُمْ ، ولستُ ألتَذُّ باعتِكافاتِكُمْ .« وقيل أيضً ا في ( إشعياء (: 14 : 1 « رؤوسُ شُ هورِكُمْ وأعيادُكُمْ بَغَضَ تها نَفسي . صارَتْ عليَ َّ ثِقلاً . مَلِلتُ حَملها .«
هل نفرح في عيد الميلاد ؟ وكيف نفرح ؟ هل نصير سبب فرح لإلهنا وبفرحه نفرح .. بل لا نكون إلاّ فرحين ؟! إلهنا سرُّ فرحنا ... أعطانا كل شيء للتمتّع ، وجعل لنا الأعياد سرّ فرح متجدد ، كما قيل فى التثنية : « سبعَةَ أيّامٍ تُعَيِّدُ للرَّبِّ إلهِكَ في المَكانِ الّذي يَختارُهُ الرَّبُّ ، لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ يُبارِكُكَ في كُلِّ مَحصولكَ وفي كُلِّ عَمَلِ يَدَيكَ ، فلا تكونُ إلاّ فرِحًا » ( تثنية (. 15 : 16
لكى نفرح فرحًا روحيًا بالعيد نحتاج أولاً أن نحترس من :
) 1 الانشغال بالأكل واللبس أكثر من اللازم ، وكأننا نسينا تعليم فادينا : « لا تهتَمّوا لحَياتِكُمْ بما تأكُلونَ وبما تشرَبونَ ، ولا لأجسادِكُمْ بما تلبَسونَ ... لكن اطلُبوا أوَّلاً ملكوتَ اللهِ وبرَّهُ ، وهذِ هِ كُلُّها تُزادُ لكُمْ » ( متى (. 33 ، 25 : 6
) 2 الأحاديث العالمية والضحك والصخب الخالي من النقاوة ، وكأننا نفرح بعيدًا عنه ولا ننشغل بصاحب العيد .
) 3 شيطان الأعياد .. الذي يتفنّن في أن يفسد جوّ
عيد الختان المجيد . واللحن عبارة عن « برالكس » )= كلمة يونانية تشير إلى قِطَع تقال بلحن واحد بالتتابع ) مكوّن من ثمانية قِطَع ؛ القطعتان الأولى والثانية لهذا اللحن مدوّنتان باللغة اليونانية وعلى الأرجح هما أساس اللحن ، حيث كانت الكنيسة القبطية في القرون الأولى للمسيحية تستخدم اللغة اليونانية في صلواتها ، ثم أُضيف لهذا اللحن فيما بعد قِطَع باللغة القبطية ، لذلك يُعتَبرَ هذا اللحن من الألحان المبكّرة التي استخدمتها الكنيسة القبطية بلحنه القبطي الأصيل منذ القرون الأولى للمسيحية . واللحن يتكلم عن الحبل البتولي لكلمة الله الأزلي وميلاده من البتول مريم العذراء ، وكذلك ما قيل من قِبَل معلّمي الكنيسة وأنبياء العهد القديم عن بتولية وطهارة مريم العذراء .
بالنسبة لنغمات هذا اللحن فهي عبارة عن مزيج من المقاطع الموسيقية الحزينة التي تُقال في أسبوع الآلام الخلاصية ، وأخرى من نغمات تعبرّ عن الفرح . وقد يتساءل البعض عن سبب وجود عنصر النغم الحزين في لحن عيد الميلاد المجيد ونحن فرحون بميلاد السيد المسيح ؟! والردّ على هذا التساؤل هو أن كلمة الله الأزلي أخذ جسدًا كاملاً من مريم العذراء ، وصار إنسانًا ، وكان لابد له أن يموت على الصليب ، ويُدفَن في القبر ثلاثة أيام ، ويقوم من الأموات . فالكنيسة تريد أن تنبّه أذهاننا في فترة عيد الميلاد المجيد إلى الهدف من التجسد الإلهي وهو خلاص البشرية ، كما وضّ حه لنا القديس أثناسيوس الرسولي فى كتاب « تجسد الكلمة » حيث قال : ».... إذ أخذ ( أي كلمة الله الأزلي ) من أجسادنا جسدًا مماثلاً لطبيعتها ، وإذ كان الجميع تحت قصاص فساد الموت ، فقد بذل جسده للموت عوضً ا عن الجميع ، وقدّمه للآب » ( تجسد الكلمة ، 4:8