Tarek El Mahaba Tarik El Mahabba -February Issue | Page 8

نياحة القديس أنبا بولا أول السواح

نياحة القديس أنبا بولا أول السواح

القديس بولس فدخل إليه وسجد كل منهما للآخر وجلسا يتحدثان بعظائم الأمور . ولما صار المساء أتى الغراب ومعه خبزة كاملة . فقال القديس بولس للقديس أنطونيوس : الآن قد علمت انك من عبيد الله . إن لي اليوم سبعين سنة والرب يرسل لي نصف خبزة كل يوم ، أما اليوم فقد أرسل الرب لك طعامك ، والان أسرع واحضر لي الحلة التي أعطاها قسطنطين الملك لأثناسيوس البطريرك . فمضى إلى البابا أثناسيوس أخذها منه وعاد بها إليه . وفيما هو في الطريق رأى نفس القديس الأنبا بولا والملائكة صاعدين
بها . ولما وصل إلى المغارة وجده قد تنيح ، فقبله باكيا ثم كفنه بالحلة وأخذ الثوب الليف . ولما أراد مواراة جسده الطاهر تحير كيف يحفر القبر ، وإذا بأسدين يدخلان عليه وصارا يطأطأن بوجهيهما على جسد القديس ، ويشيران برأسيهما كمن يستأذناه فيما يعملان . فعلم انهما مرسلان من قبل الرب ، فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه بمخالبهما . وحينئذ واري القديس أنطونيوس الجسد المقدس وعاد إلى الأب البطريرك واعلمه بذلك ، فأرسل رجالا ليحملوا الجسد إليه . فقضوا أياما كثيرة يبحثون في الجبل فلم يعرفوا له مكانا ، حتى ظهر القديس للبطريرك في الرؤيا واعلمه إن
الرب لم يشأ إظهار جسده فلا تتعب الرجال ، فأرسل واستحضرهم . أما الثوب الليف فكان يلبسه الأب البطريرك ثلاث مرات في السنة أثناء التقديس . وفي أحد الأيام أراد إن يعرف الناس مقدار قداسة صاحبه فوضعه على ميت فقام لوقته . وشاعت هذه الأعجوبة في كل ارض مصر والإسكندرية . صلاته تكون معنا آمين . » نياحة الأنبا بولا أول السواح . كان له أخ اسمه بطرس ظلم بولا في ميراث أبيه . وفي أثناء ذهابه للوالي ليحتكما له شاهد جنازة فسأل لمن ؟ فقالوا لأحد عظماء هذه المدينة . فقال لنفسه مالي إذن وأموال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان . ثم إلتفت لأخيه وقال له : إرجع يا أخي فلست مطالبًا إياك بشئ مما لي . ثم خرج من المدينة وأرشده ملاك ) إذ أخذ يصلي ‎٣‎أيام أن يرشده الرب أين يذهب ( أن يذهب للبرية الشرقية الداخلية . وهناك كان يُرسل له غراب بنصف خبزة يوم لمدة ‎٧٠‎سنة . ولما أراد الله أن يظهر قداسته أرسل له الأنبا أنطونيوس . وكان الأنبا أنطونيوس يظن أنه أول من سكن البرية وقال له الملاك عن الأنبا بولا » يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدمه ، وبصلاته ينزل الرب المطر والندى على الأرض ، ويأتي بالنيل في حينه ». ولما جلس مع الأنبا أنطونيوس أتى الغراب بخبزة كاملة . فقال الأنبا بولا الآن علمت أنك من عبيد الله ، أسرع وأحضر الحلة التي أعطاها قسطنطين الملك للبابا أثناسيوس . وفيما هو عائد بالحلة رأى نفس الأنبا بولا والملائكة صاعدين بها . ولما وصل إلى المغارة وجده قد تنيح فكفنه بالحلة وأخذ الثوب الليف . وحفر له أسدان ليدفن جسد الأنبا بولا ولم يعثروا على المكان ثانية وظهر القديس للبطريرك وأعلمه أن الرب لا يريد أن يظهر جسده . وكان البطريرك يلبس ثوب الليف ٣ مرات في السنة أثناء التقديس . وفي أحد الأيام أراد أن يعرف الناس مقدار قداسة صاحبه فوضعه على ميت فقام لوقته .
8
في مثل هذا اليوم من سنة ٣٤١ م تنيح القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح . كان هذا القديس من الإسكندرية ، وكان له أخ يسمي بطرس ، وبعد وفاة والدهما ، شرعا في قسمة الميراث بينهما ، فلما أخذ أخوه الجزء الأكبر تألم بولس من تصرف أخيه وقال له : لماذا لم تعطني حصتي من ميراث أبى ؟ فأجابه لأنك صبي وأخشي إن تبدده ، أما انا فسأحفظه لك . وإذ لم يتفقا ، مضيا للحاكم ليفصل بينهما . وفيما هما ذاهبين ، وجدا جنازة سائرة في الطريق ، فسال بولس أحد المشيعين عن المتوفى ، فقيل له إنه من عظماء هذه المدينة وأغنيائها ، وهوذا قد ترك غناه وماله الكثير ، وها هم يمضون به إلى القبر بثوبه فقط . فتنهد القديس وقال في نفسه : ما لي إذن وأموال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان . ثم التفت إلى أخيه وقال له : ارجع بنا يا أخي ، فلست مطالبا إياك بشيء مما لي . وفيما هما عائدين انفصل عنه بولس وسار في طريقه حتى وصل إلى خارج المدينة . فوجد قبرا أقام به ثلاثة أيام يصلي إلى السيد المسيح إن يرشده إلى ما يرضيه . أما أخوه فانه بحث عنه كثيرا ، وإذ لم يقف له على اثر حزن حزنا عظيما وتأسف على ما فرط منه . أما القديس بولس فقد أرسل إليه الرب ملاكا أخرجه من ذلك المكان وسار معه إلى إن آتى إلى البرية الشرقية الداخلية ، وهناك أقام سبعين سنة لم يعاين أثناءها أحدا . وكان يلبس ثوبا من ليف ، وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة في كل يوم . ولما أراد الرب إظهار قداسته وبره ، أرسل ملاكه إلى الأب العظيم أنطونيوس ، الذي كان يظن انه أول من سكن البرية ، وقال له : يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدميه ، وبصلاته ينزل الرب المطر والندي على الأرض ، ويأتي بالنيل في حينه . فلما سمع أنطونيوس هذا قام لوقته وسار في البرية الداخلية مسافة يوم . فارشده الرب إلى مغارة