Tarek El Mahaba Tarik El Mahabba -February Issue | Page 7

مع يونان النبي

نيافة الأنبا موسى

اللانهائى ، ومهما لاطمتك التجارب والخطايا والهموم ، فإلهك قوى ، يسندك ويعضدك ، القائل : » تعالوا إلىّ‏ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم « ) مت ،( ٢٨ : ١١ » ادعونى فى وقت الضيق انقذك تمجدنى « ) مز ( ١٥ : ٥٠ فتهتف مع معلمنا بولس الرسول قائلاً‏ : » يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا « ) رو ،( ٣٧ : ٨ » حينما أنا ضعيف ، فحينئذ أنا قوى « ) ‎٢‎كو ،( ١٠ : ١٢ » ليقل الضعيف بطل أنا « ) يؤ .( ١٠ : ٣ إن اقتدار الله بلا نهاية ، فطوبى لمن يرتبط بالرب ، لأنه سيختبر كلمات الكتاب : » كل شئ مستطاع للمؤمن « ) مر )، ٢٣ : ٩ ذلك لأن الحقيقة الثابتة والأصيلة تقول : » عند الله كل شئ مستطاع « ) مت )، ٢٦ : ١٩ والمؤمن إنسان يحيا مرتبطاً‏ بالله !! قائلاً‏ : » إلهى صخرتى به احتمى « ) ‎٢‎صم
،( ٣ : ٢٢ » أحبك يارب يا قوتى « ) مز .( ١ : ١٨
٢- حنان الله إلهنا المحب ، اقتدار وحنان !! فالاقتدار وحده خيفاً‏ ، ولكن ربنا حنون ومحب ، وبصورة لا نهائية أيضاً‏ !! هاهو يهتم بخلاص نينوى ويرسل إليهم يونان ، وهاهو يهتم بخلاص يونان حتى لا يهلك !! ويهتم بالجموع ، ويهتم بالفرد !! محبة لانهائية للجماعة المؤمنة ، وهى أيضاً‏ لانهائية لكل إنسان !! » أى حب أعظم ن هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه « ) يو .( ١٣ : ١٥ وهذه حقيقة رياضية ، فرقم ما لانهاية حينما نقسم على أى رقم مهما كبر ، تكون النتيجة = ما لا نهاية ، وحينما نقسم على واحد تكون نفس النتيجة = ما لانهاية . إن حب الله اللانهائى لكل البشر ، هو بعينه الحب اللانهائى لكل إنسان !! » نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً‏ « ) ‎١‎يو .( ١٩ : ٤ هل تعيش أيها القارئ الحبيب هذا لحب اللانهائى ؟!‏ وهل أنت تحيا فى شركة مع الله : صلاة وإنجيلاً‏ وتناولاً‏ وخدمة؟!‏
هنا يكون الحب ، وهنا تكون الإستجابة للحب !! فهو الذى » إذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم إلى المنتهى « ) يو .( ١ : ١٣
٣- حكمة الله يا لها من حكمة إلهية رائعة ، تلك التى نلمسها فى هذا السفر المقدس !! ها هو الرب يتعامل بحكمة مع شعب نينوى ، فيضعهم تحت التهديد ليستيقظوا ويتوبوا ... ليس لأن الله يحب أن يتحكم فى البشر ، ولكن لأن الخطية خاطئة جداً‏ ، ومدمرة للإنسان . والرب حيثما يحثنا على التوبة ، فلمصلحتنا !! فكما يقول الشيخ الروحانى : » التوبة هى أم الحياة وطوبى لمن يولد منها « ولنحاول الآن أن ندرس أى نوع من الخطايا ، لندرك كم هو دمر !! النجاسة ، والخمر ، » الخمر مستهزئة والمسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم « ) أم ( ١ : ٢٠ والإدمان والتدخين !! الخصومات ، والتخربات ، والأنانية ، والغضب ، والنميمة ... هذه السلسلة المؤسفة ، تدمر الإنسان . أما ثمر الروح فهو » محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف « ) غل .( ٢٢ : ٥ إن تعامل الرب مع يونان هو قمة الحكمة : كيف قاده إلى التوبة ؟ ثم إلى الخدمة ؟ ثم إلى المحبة ؟ + التوبة : حينما عاد إلى طاعة الرب .. » حين أعيت فىّ‏ نفسى ذكرت الرب فجاءت إليك صلاتى ، إلى هيكل قدسك « ) يو .( ٧ : ٢ ، ٨
+ والخدمة : حينما عاد إلى الكرازة فى نينوى . » فقام يونان وذهب إلى نينوى بحسب قول الرب « ) يو .( ٣ : ٣
+ والمحبة : حينما تلامس مع قلب الله المحب للأمم وليس لليهود فقط . » فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذى تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه « ) يو .( ١٠ : ٣ فلتكن أيام الصوم بركة وتوبة لنا جميعاً‏ .
7
فى قصة يونان النبى نستطيع أن نلتقى بأمور ثلاثة :
١- اقتدار الله . ٢- حنان الله . ٣- حكمة الله .
١- اقتدار الله وهذا واضح فى أن الرب أعد ريحاً‏ مؤكداً‏ سلطانه على الرياح ، ثم جعل البحر يضطرب مؤكداً‏ سلطانه على البحار ، وأعد حوتاً‏ مؤكداً‏ سلطانه على الكائنات البحرية » وأما الرب فأعد حوتاً‏ عظيماً‏ ليبتلع يونان « ) يو )، ١٧ : ٢ وأعده بتكوين خاص بحيث يستوعب يونان فى تجويفه الفمى ، إذ يقول يونان أن عشب البحر » التف حول رأسه « ) يو )، ٥ : ٢ حتى لا يكون قد دخل إلى المعدة ... مع أن بقاءه حياً‏ فى التجويف الفمى هو أيضاً‏ معجزة !! » حتى أن يونان صار يصلى : » فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت وقال : دعوت من ضيقى الرب فاستجابنى « ) يو .( ١ : ٢
+ كذلك أعد الرب يقطينة ليلقن ا درساً‏ ليونان ، طلعت فى ليلة واحدة ثم هلكت سريعاً‏ بأمر الله ، وذلك حين أعد الرب دودة !! » فأعد الرب الإله يقطينة فأرتفعت فوق يونان لتكون ظلاً‏ على رأسه لكى تخلصه من غمه « ) يو )، ٦ : ٤ » ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجر فى الغد فضربت اليقطينة فيبست « ) يو .( ٧ : ٤ البحر ، الرياح ، الحوت ، النبات ، الدودة ... كلها كائنات خاضعة لله ، خالق الكل ، ضابط الكل ، ومدبر الجميع !! هل اختبرت أيها القارئ الحبيب اقتدار الله فى حياتك ؟
+ إنه الإله القديم ملجأنا ، وأذرعه الأبدية من تحت تسندنا !!
+ إن عشرتك مع الرب فى الصلاة هى سند حياتك