Tarek El Mahaba Tarik El Mahabba -February Issue | Page 10

الزواج من غير المؤمنين

ثانيًا : الزواج السابق قبل الدخول في الإيمان لأحد الطرفين أو كليهما
والمقصود هنا هو الزواج الذي تم بين أشخاص غير مسيحيين ثم دخل أحدهما إلى الإيمان . متزوجين قبل الإيمان .. وقد آمن أحد الطرفين ولم يؤمن الآخر بعد ) ‎١‎كو ٧-٢٧٧ : ٨ ( » ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل أنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا . ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا . لأن التزوج أصلح من التحرق . وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها . وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها . ولا يترك الرجل امرأته . وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضى أن تسكن معه فلا يتركها . والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضى أن يسكن معها فلا تتركه . لأن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة ، والمرأة غير المؤمنة مقدسة
في الرجل . وإلا فأولادكم نجسون . وأما الآن فهم مقدسون . ولكن إن فارق غير المؤمن فليفارق . ليس الأخ أو الأخت مستعبدًا في مثل هذه الأحوال . ولكن الله قد دعانا في السلام . تعقيب عام
إن الزواج في المسيحية هو على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة ) رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
.( ٣٣-٢٢ : ٥
والرجل في المسيحية هو رأس المرأة ، والمرأة تخضع
للرجل خضوع الكنيسة للمسيح فكيف يقوم هذا المثال في زيجة بين طرف مسيحي وطرف غير مؤمن ؟!‏
وكيف يكون الرجل هو مثال المسيح في الأسرة إذا كان إنسانًا غير مؤمن ؟!‏
ولذلك فإن التصريح بزواج المسيحي من غير المسيحي هو تدمير للحياة الزوجية من منظار المسيحية .
وما مصير الأطفال الذين يولدون في أسرة ممزقة من الناحية الدينية ؟
وما موقف الطرف المسيحي في الدول التي تحتم أن يكون الرجل له دين معين ؟
وفي الدول التي تحتم أن يكون الأطفال لهم دين معين ؟
وما مصير الأطفال الذين يولدون في ظل قوانين تمنعهم أن يكونوا مسيحيين ؟ وتكون الكنيسة هي المتسببة في ذلك !!
وهل تستطيع الكنيسة أنتعمد أطفالاً‏ يولدون في أسرة ممزقة من الناحية الدينية ، لا تعرف لهم مصيرًا تربويًا في الحياة المسيحية ولا مصيرًا قانونيًا في ديانتهم ؟
وإذا كان معلمنا بولس الرسول قد قال إن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة المؤمنة أو العكس فإنه يقصد أن العلاقة الزوجية بين رجل وامرأة تزوجا زواجًا حقيقيًا قبل الإيمان لن تعتبر زنا حينما يؤمن أحد الطرفين .. لأن المسيحية تحترم الزواج السابق للإيمان وتميّز بينه وبين الزنا والفجور ، وتعتبر أن إيمان أحد الطرفين
10
تعليم بولس الرسول فيما يختص بهذا الموضوع :
يتلخص تعليم القديس بولس الرسول في هذا الأمر في نقطتين :
أولاً‏ : أنه يأمر بعدم وجود شركة حياتية سرائرية بين المؤمن وغير المؤمن
ثانيًا : أنه يسمح لزواج قام قبل الدخول في الإيمان بأن يستمر ولو إلى حين دون أن تكون لهذاالزواج صفة السر الكنسي الذي لا يمكن إلغاؤه ويكون استمرار هذا الزواج ممكنًا حينما يدخل أحد الطرفين إلى الإيمان . فإذا لحق به الطرف الآخر .. فهنا يمكن أن تعطى الكنيسة لهذا الزواج بركة السر المقدس الذي لا ينفصل .
القديس بولس الرسول ينهى عن أن المؤمن باعتباره هيكل لله الحي أن يلتصق مع غير المؤمن في جسد واحد وهيكل واحد ونشير هنا إلى :
قوله ) ‎١‎كو ( ٦ : ١٦ » أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد لأنه يقول يكون الاثنان جسدًا واحدًا ».
وفى ) ‎١‎كو ( ٦ : ١٧ » وأما من التصق بالرب فهو روح واحد ».
وفى ) ‎١‎كو ( ٦ : ١٩ » أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم ».
فإذا كان من التصق بزانية فهو جسد واحد .! فما بالك بمن يتزوج بامرأة غير مؤمنة .. .
وبهذا يتضح أن القديس بولس الرسول ينهى عن الزواج بغير المؤمنين . ومما يؤكد ذلك قوله في ) ‎١‎كو
( ٤٠ ، ٧ : ٣٩ » المرأة مرتبطة بالناموس مادام رجلها حيًا . ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط .