7
1- ما هى الروح ؟
الروح هى العنصر الذى وضعه الله فى الإنسان ، والذى من خلاله يتصل الإنسان بالله ، وبالإيمانيات ، وعالم الروح .
فإذا كان الإنسان يشترك مع النبات فى الجسد ومع الحيوان فى الجسد والنفس ، إلا أنه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح ، لذلك يقول البعض عن الإنسان أنه حيوان عاقل ومتدين .
ومنذ فجر التاريخ الإنسان متدين ، حتى وإن ضل الطريق الصحيح ، إلا أن أحشاءه تؤكد له وجود الخالق ، والخير ، والثواب والعقاب ، والخلود . وما شابه ذلك من عالم - الماورائيات - أى ماذا وراء المادة ؟ وماذا وراء الموت ؟ وماذا وراء الزمن ؟ وماذا وراء الطبيعة ؟ وأحياناً يسمونه عالم - الميتافيزيقيا - أى ما وراء الطبيعة المحسوسة !
لقد استلم آدم معرفة الله من الله مباشة ، ثم تعاقبت الأجيال بعد السقوط ، وتشتت البشر بعد بلبلة الألسنة ، وبدأنا نسمع عن عبادات كثيرة ، كعبادة الشمس والقمر والنجوم والعجل والبقرة والتمثيل .
ولكن هذه جميعاً كانت مجرد تعبيرات عن القوة والخير والعدل والسلطان .. وقد أختار الله فى القديم بعض أسار الشريعة والفهم والإيمان ، ومع ذلك كثيراً ما ضلوا وعبدوا الأوثان التى تعبدت لها الأمم فى مختلف حقب الزمان .
ولنا أن نفخر كمصريي بأخناتون العظيم الذى نادى بالإله الواحد ، وقدم له العبادة والسجود ، وتحدث عن بعض صفاته الإلهية ، وكيف أنه جل إسمه - روح بسيط خالد خالق ، يرعى الكون بحبه ، ويشرق عليه بشمسه : ويضمه إليه بحنانه الفائق .
ومع أن الروح هى عنصر الإيمان فى الإنسان ، إلا أنها ما أنفصلت قط عن العقل عنصر التفكير .. لهذا رأينا فى الفلاسفة اليونان وفى الحضارات الشرقية القديمة ، عقولاً استنارت بالروح القدس ، واستشرقت من بعيد آفاق الألوهة الفائقة للعقل والمعرفة ، حتى أستحق الفلاسفة أن يسميهم القديس كليمنضس الإسكندرى أنبياء الوثنية .
إن الروح - أيها القارئ الحبيب هى العنصر الذى يوصلنا
إلى الله ، ويوحدنا
به ، فأحذر أن يضمر هذا العنصر فى حياتك : حينم تهمل خلاص نفسك ، أو حينم تجعل المادة أو الغرائز تتحكم فيك . فأنت مخلوق إلهى ، فوق المادة والتراب ، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية ، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمل الروحى .
2- وسائل أشباع الروح أ- الصلاة : الصلاة هى الحبل السِ ى - بكس السي - الذى من خلاله نتصل بالرب ساً ولا رقيب . وهى أيضاً الحبل السُ ى - بضم السي - الذى من خلاله ننال الغذاء الروحى من السمء لحظة بلحظة ، كالجني فى بطن أمه . والصلاة تفتح عالم الله علينا ، كم تفتح عالمنا عل حبه وفعله الإلهى ، لذلك فهى الفرصة الأساسية التى فيها يشكلنا الله ، ويبنينا ، ويقدسنا ويشبعنا .
+ « الصلاة هى رفع العقل إلى الله » ( الأب يوحنا الدمشقى )
« الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفرغ ، غنى لا يسقط أبداً » ( القديس يوحنا ذهبى الفم (.
+ « حينم تصل ألا تتحدث مع الله ؟ أى امتياز هذا » ( القديس يوحنا ذهبى الفم (. ب- الكتاب المقدس : « بدون القراءة فى الكتب الإلهية ، لا يمكن للذهن أن يدنو من الله » ( مارأسحق السيانى (. « فى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً » ( مز (. 2:1
« � والهذيذ فى الشريعة لا يعنى قراءة كلمتها أو تلاوتها ، بل يتسع إلى تتميم أحكامها بالتقوى » ( الأسقف ايلارى (. « � ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء
الروح » ( مارأسحق السيانى (.
« � ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله » ( مت (. 4:4
كيف أشبع روحياً ؟
« � وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى لفرح ولبهجة قلبى » ( أر (. 16:15
الكتاب المقدس هو بالحقيقة مائدة دسمة ، فيها تشبع أرواحنا وحواسنا ، وتستريح نفوسنا ، فقراءة الكتاب بإنتظام وحرارة قدام المسيح ، فإذا كان السيد المسيح هو الكلمة الذاتية ، فالكتاب هو الكلمة المكتوبة لخلاصنا ، أنه ببساطة : السيد المسيح متكلمً !!
ج- الأفخارستيا : لقد أعطانا الرب جسده ودمه ذبيحة يومية عل مائدته المقدسة ، لكى كل من يأكل منه يحيا إلى الأبد . إنه - خبز الحياة النازل من السمء - واهباً حياة للعالم ، « مأكل حق ومشرب حق «.
+ « من يأكلنى يحيا بى «، « يثبت فىّ وأنا فيه » ( يو 48:6-
(. 57 من هنا تدعونا الكنيسة إلى الأغتذاء اليومى من هذا الس المبارك ، الذى من خلاله نتحد : أ- بالسيد المسيح . ب- بالقديسي . ج- بأخوتنا المؤمني . د- ونصل من أجل العالم كله . د- القراءات الروحية :
القراءة فى الكتب الروحية أساسية للشبع الروحى ، لذلك أوصى الآباء القديسون أولادهم بها ...
أنت مخلوق إلهى ، فوق التراب والمادة ، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية ، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمل الروحى .
« � أتعب نفسك فى قراءة الكتب ، فهى تخلصك من النجاسة » ( القديس الأنبا أنطونيوس (.
« � كن مداوماً ، لذكر سير القديسي ، كيم تأكلك غيرة أعملهم » ( القديس موسى الأسود (.
« � كتبى هى شكل ( سيرة ) الذين كانوا قبل ، أما إن أردت القراءة ففى كلام الله أقرأ » ( القديس أنطونيوس (.
لهذا أوصى الآباء بأن نكرم القراءة كم نكرم الصلاة ، حيث أنهم تكملان إحداهم الأخرى ... ونحن نشكر الله من أجل فيض الكتب والمجلات والنبذات الروحية التى أعطاها الرب لنا فى هذه الأيام .
ه- الإجتمعات الروحية :
نيافه الانبا موسى
يوصينا الرسول بولس أن لا نترك إجتمعاتنا ، بل أن نحرص عل الحضور ، لما فى ذلك من بركة روحية وتعليمية هامة ..
« � غير تاركي إجتمعنا كم لقوم عادة » ( عب (.. 25:10
« � حينم تجتمعون معاً ليس هو لأجل عشاء الرب » ( 1كو (، 20:11 يقصد الأغابى التى تسبق القداس الإلهى ، أى العشاء معاً فى المساء ، قبل تسبيح نصف الليل ..
« � متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم ..« ( الإجتمعات التعليمية (.. ( 1كو (. 26:14
موسى االنبا
ويوحدنا الله، إىل
تهمل حينام حياتك: ىف العنرص هذا يضمر أن فأحذر به،
تتحكم الغرائز أو املادة تجعل حينام أو نفسك، خالص
فيك.
نحو وإتجاهك والرتاب، املادة فوق إلهى، مخلوق فأنت
ىف العنرص هذا يضمر أن خشية فأنتبه واألبدية، الخلود
الروحى. اإلهامل بسبب حياتك
؟ الروح هى م -1
والذى اإلنسان، ىف الله وضعه الذى العنرص هى الروح
الروح. وعامل وباإلميانيات، بالله، اإلنسان يتصل خالله من
الحيوان ومع الجسد ىف النبات مع يشرتك اإلنسان كان فإذا
والروح، بالعقل ذلك بعد يتميز أنه إال والنفس، الجسد ىف
ومتدين. عاقل حيوان أنه اإلنسان عن البعض يقول لذلك
الطريق ضل وإن حتى متدين، اإلنسان التاريخ فجر ومنذ
والخري، الخالق، وجود له تؤكد أحشاءه أن إال الصحيح،
- عامل من ذلك شابه وما والخلود. والعقاب، والثواب
وماذا املوت؟ وراء وماذا املادة؟ وراء ماذا أى - املاورائيات
- عامل يسمونه وأحياناً الطبيعة؟ وراء وماذا الزمن؟ وراء
املحسوسة! الطبيعة وراء ما أى - امليتافيزيقيا
تعاقبت ثم مبارشة، الله من الله معرفة آدم استلم لقد
األلسنة، بلبلة بعد البرش وتشتت السقوط، بعد األجيال
والقمر الشمس كعبادة كثرية، عبادات عن نسمع وبدأنا
والتامثيل. والبقرة والعجل والنجوم
والخري القوة عن تعبريات مجرد كانت جميعاً هذه ولكن
أرسار بعض القديم ىف الله أختار وقد والسلطان.. والعدل
وعبدوا ضلوا ما ً كثريا ذلك ومع واإلميان، والفهم الرشيعة
الزمان. حقب مختلف ىف األمم لها تعبدت التى األوثان
باإلله نادى الذى العظيم بأخناتون كمرصيني نفخر أن ولنا
بعض عن وتحدث والسجود، العبادة له وقدم الواحد،
خالد بسيط روح - إسمه جل أنه وكيف اإللهية، صفاته
ويضمه بشمسه: عليه ويرشق بحبه، الكون يرعى خالق،
الفائق. بحنانه إليه
ما أنها إال اإلنسان، ىف اإلميان عنرص هى الروح أن ومع
ىف رأينا لهذا التفكري.. عنرص العقل عن قط أنفصلت
عقوال القدمية، الرشقية الحضارات وىف اليونان الفالسفة
آفاق بعيد من واسترشقت القدس، بالروح استنارت
الفالسفة أستحق حتى واملعرفة، للعقل الفائقة األلوهة
الوثنية. أنبياء اإلسكندرى كليمنضس القديس يسميهم أن
الروح أشباع وسائل -2
: الصالة أ-
الحبل هى الصالة
خالله من الذى - السني بكرس - ى الس
- ى الس
الحبل أيضاً وهى رقيب. وال ً رسا بالرب نتصل
من الروحى الغذاء ننال خالله من الذى - السني بضم
تفتح والصالة أمه. بطن ىف كالجنني بلحظة، لحظة السامء
اإللهى، وفعله حبه عىل عاملنا تفتح كام علينا، الله عامل
ويبنينا، الله، يشكلنا فيها التى األساسية الفرصة فهى لذلك
ويشبعنا. ويقدسنا
يوحنا (األب الله» إىل العقل رفع هى «الصالة +
الدمشقى)
ً» أبدا يسقط ال غنى يفرغ، ال وكنز عظيم سالح «الصالة
الفم). ذهبى يوحنا (القديس
هذا» امتياز أى الله؟ مع تتحدث أال تصىل « حينام +
الفم). ذهبى يوحنا (القديس
: املقدس الكتاب ب-
يدنو أن للذهن ميكن ال اإللهية، الكتب ىف القراءة «بدون
الرسياىن). (مارأسحق الله» من
.)2:1 (مز وليالً» ً نهارا يلهج ناموسه «ىف
تالوتها، أو كلامتها قراءة يعنى ال الرشيعة ىف «والهذيذ
ايالرى). (األسقف بالتقوى» أحكامها تتميم إىل يتسع بل
غذاء ألنها املزامري لتالوة شبع بال محبة لك «ليكن
الرسياىن). (مارأسحق الروح»
تخرج كلمة بكل بل اإلنسان يحيا وحده بالخبز «ليس
الله» فم من
: األفخارستيا ج-
مائدته عىل يومية ذبيحة ودمه جسده الرب أعطانا لقد
خبز - إنه األبد. إىل يحيا منه يأكل من كل لىك املقدسة،
حق «مأكل للعامل، حياة واهباً - السامء من النازل الحياة
حق». ومرشب
-48:6 (يو فيه» وأنا ىف ّ «يثبت ىب»، يحيا يأكلنى «من +
.)57
الرس هذا من اليومى األغتذاء إىل الكنيسة تدعونا هنا من
: نتحد خالله من الذى املبارك،
املسيح. بالسيد أ-
بالقديسني. ب-
املؤمنني. بأخوتنا ج-
كله. العامل أجل من ونصىل د-
: الروحية القراءات د-
لذلك الروحى، للشبع أساسية الروحية الكتب ىف القراءة
بها... أوالدهم القديسون اآلباء أوىص
نحو وإتجاهك واملادة، الرتاب فوق إلهى، مخلوق أنت
ىف العنرص هذا يضمر أن خشية فأنتبه واألبدية، الخلود
الروحى. اإلهامل بسبب حياتك
من تخلصك فهى الكتب، قراءة ىف نفسك «أتعب
أنطونيوس). األنبا (القديس النجاسة»
غرية تأكلك كيام القديسني، سري لذكر مداوماً، «كن
األسود). موىس (القديس أعاملهم»
أردت إن أما قبىل، كانوا الذين (سرية) شكل هى «كتبى
أنطونيوس). (القديس أقرأ» الله كالم ففى القراءة
الصالة، نكرم كام القراءة نكرم بأن اآلباء أوىص لهذا
الله نشكر ونحن األخرى... إحداهام تكمالن أنهام حيث
التى الروحية والنبذات واملجالت الكتب فيض أجل من
األيام. هذه ىف لنا الرب أعطاها
.)4:4 (مت : الروحية اإلجتامعات هـ-
ولبهجة لفرح ىل كالمك فكان فأكلته كالمك «وجد
.)16:15 (أر قلبى» نحرص أن بل إجتامعاتنا، نرتك ال أن بولس الرسول يوصينا
هامة.. وتعليمية روحية بركة من ذلك ىف ملا الحضور، عىل
تشبع فيها دسمة، مائدة بالحقيقة هو املقدس الكتاب
الكتاب فقراءة نفوسنا، وتسرتيح وحواسنا، أرواحنا
هو املسيح السيد كان فإذا املسيح، قدام وحرارة بإنتظام
أنه لخالصنا، املكتوبة الكلمة هو فالكتاب الذاتية، الكلمة
متكلامً!! املسيح السيد ببساطة: ..)25:10 (عب عادة» لقوم كام إجتامعنا تاركني «غري
الرب» عشاء ألجل ه ليس معاً تجتمعون «حينام
اإللهى، القداس تسبق التى األغاىب يقصد ،)20:11 (1كو
الليل.. نصف تسبيح قبل املساء، ىف معاً العشاء أى
تعليم».. له مزمور له منكم واحد فكل إجتمعتم «متى
.)26:14 (1كو التعليمية).. (اإلجتامعات
يوصلنا الذى العنرص هى الحبيب القارئ أيها - الروح إن