سيفين أو الأمير تادرس أو الست دميانة أو غيرهم ، كل هؤلاء السؤال يقول لماذا ربنا تركهم ؟ لماذا من الأول ربنا لم يساعدهم أو ينصرهم علي الأعداء ؟ الإجابة علي هذا السؤال أن ربنا يعطي الفرصة للامتحان أوقات الاستشهاد ، أوقات الامتحان هذه يظهر العنصر الطيب فرصته لثبات الإيمان .
الكتاب المقدس يقول جملة مهمة ، لا بُد أن يكون بينكم بدع ليكون المزكون ظاهرين ، الذين تزكوا أي تطهروا بارزين , آباء الكنيسة الكبار العظماء ما الذي صنع عظمة هؤلاء ؟ الآلام . لولا الآلام لما ظهرت عظمة هؤلاء الآباء الكبار ، لما ظهر صبرهم ، ولما ظهر عنصرهم القوي ، ولما ظهر ثباتهم ، ولما ظهر عنادهم في الحق ، وهذه أمثلة ونماذج وأدلة علي المحبة للة وعلي الصمود والصبر وقوة الثبات وقوة الإرادة وقوة الإخلاص وعدم التزعزع وعدم التردد . كل هذه الصفات كيف تبرز ، كيف تظهر ، كيف يتمرن الإنسان عليها ؟ إلا إذا كانت هناك ظروف الآلام واضطهاد . فنحن كثيرا جدا نسمع من شعبنا هذا السؤال لماذا ؟ لماذا يتركنا الله ؟ لماذا لا يمد يده وينقذنا ؟ الله يصبر ويري ويرقب من السماء ويعرف من الثابت , من الذي يتزعزع ؟ من الذي يصمد ؟ من الذي تخونه قواه ؟ من الذي يستمر ومن الذي يرجع ؟ وهذه العملية تطهر الكنيسة من العناصر الضعيفة . وهي مؤلمة لأن سقوط الأوراق من الشجرة خسارة ثم أنه يلوث الأرض ، ولكن هذه العملية مفيدة للشجرة ، تطهر الشجرة من الأوراق الصفراء الضعيفة . الكنيسة من وقت إلي آخر في حاجة إلي هذه الهزة لتطهيرها ، لتطهيرها من العناصر الضعيفة ، الله لكي يحفظ للكنيسة استمرارها وبقائها يعطي الفرصة لأن تتخلص الكنيسة من العناصر الضعيفة المعطلة ، لكي تتنقى الشجرة وتصير سليمة وتحمل رسالتها إلي الأجيال الآتية ، فالاضطهادات مفيدة ، وفترات الاستشهاد مفيدة ، من جهة لبيان الثبات والصمود ، وبيان محبة الإنسان لله إن كان حقا يحبه من قلبه ، هناك كثيرون يتبعوا الدين لأن تبعيتهم للدين تنفعهم ، تنفعهم للدني ، ويوجد آخرون يربحوا ، علي الأقل غير النفع المادي الذي عند بعض الناس في بعض المجالات ، يكون هناك نفع أدبي ، إن هذا الإنسان ينال كرامة أو ينال مدحا أو يمدح من
الآخرين ، فلان هذا رجل متدين أو إنسان متدين ، هذه البنت متدينة ، هذه تكسبهم شهرة وممكن يترتب عليها نوع آخر من الكسب من أي نوع ، فنحن علي حساب المسيح نكسب ، علي حساب الدين نكسب ، هذه العناصر التي تستفيد من الدين عندما تأتي ساعة الشدة تسقط وتتخلي عن الدين وتتنكر للدين ، فإذا هزت الشجرة وسقطت هذه الأوراق الضعيفة ، فهذا خير للشجرة لكي تتخلص من هذه الأوراق الضعيفة حتى تبقي الشجرة وحتى تكون هناك فرصة للبراعم الجديدة .
نظرة القديسين إلى الاستشهاد
إننا حين نكرم القديسين لا نكرمهم في ذواتهم ، ولكننا نكرم الفضيلة فيهم ، إننا نكرمهم لا من أجلهم ولكن من أجل اسم المسيح الذي بذلوا حياتهم من أجله ، فإن كان مارمينا وإن كان غيره من القديسين المبرزين فليسوا في ذواتهم شيء إلا أنهم خدام لسيد السادات . إنهم لا يصنعون شيء لأجل نفوسهم وإنما عاشوا حياة فيه ضنك كثير وفيه تعب وإرهاق ، دخلوا من الباب الضيق واحتملوا آلام كثيرة واضطهادات متنوعة وتركوا الطريق السهل ، طريق الكرامة والمجد ، أخلوا أنفسهم من بهاء الحياة ومن زخرفه ، طرحوا جانب كرامة العالم والألقاب والمناصب وقنعوا بالمسيح وحده ، فكان نصيبهم نصيب المسيح علي الأرض . « إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم «، اضطهدوا المسيح وعاش في الأرض مضطهدا ، ظلم وحكم عليه ظلم وهكذا كل الذين يختارون طريق المسيح يضعون في قلوبهم أنهم لا يتوقعون مجدا من العالم ، حتى المناصب يتركونها ويطرحونها أرضا ، وكل الإغراءات وكل المزايا التي تعرض عليهم لكي ينكروا اسم المسيح يحتقرونها ويضعونها جانبا ، بل يدوسونها بأقدامهم من أجل اسم سيدهم . اسمعوا بولس الرسول يقول تبكون وتكسرون قلبي إني مستعد ليس فقط أن أربط من أجل المسيح ولكن أن أموت من أجله ، إن نفسي ليست ثمينة عندي ، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي قبلتها من الرب يسوع نفسي ليست ثمينة عندي ، هؤلاء هم الذين وضعوا رؤوسهم علي كف أيديهم ، من أجل الحق الذي خدموه ولول أنهم يؤمنون بالله
ويؤمنون بالحياة الأخرى ، لما كانت تكون عندهم الشجاعة التي يقومون بها علي احتقار أباطيل العالم . وعلي طرح المزايا والمناصب المعروضة عليهم ، وعلي احتمال الآلام والاضطهادات والضيقات التي يتوعدونهم بها . إن عيونهم كانت شاخصة وقلوبهم متطلعة إلي الله الذي يرونه بقلوبهم ويحسبونه في حياتهم وفي حياة العالم ، وكما قال الرسول بولس إني عالم بمن آمنت ، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم . عالم بمن آمنت ، سمح لنفسه بان يعترف بهذا الأمر ، بأنه عالم ، ليس هذا غرور بالعلم ، وإنما نتيجة خبرته ونتيجة علاقته الوطيدة الوثيقة بيسوع المسيح ، وإيمانه اليقيني بالله يسوع المسيح وبقدرته و بلاهوته وبجلاله ومجده وأنه سيد الكون وحافظه ، ليس إيمانه ضعيف ولا رخيص ولا عن جهل ولا عن غباوة ، أن عالم بمن آمنت وموقن ، موقن وهذه أعلي درجات المعرفة أن يصل الإنسان إلي الإيقان ، إلي الثقة التي ليست بعدها ثقة ، أن موقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم .
سبب الاستشهاد في المسيحية
إذن الذين وضعوا نفوسهم من أجل اسم المسيح ، الذين استشهدوا في زمن الضيقة لم يستشهدوا يأسا من الحياة ، لم يستشهدوا تحت ضرورة وإنما استشهدوا لأنهم يعلمون علم اليقين من يستشهدون من أجله ، وأنه يستحق أن يستشهد الإنسان من أجله ، استشهدوا لا عن يأس ولا عن ضيق ولا عن محبة في الموت ويأس من الحياة حاشا ، لأن الذي عرف الله يحب الحياة ، ولا يكرهه ، لأن المسيح كم قال في الإنجيل : أن أتيت لتكون لكم حياة ولكي يكون لكم أفضل ، أنا أتيت لكي تكون لكم حياة ولكي تكون لكم هذه الحياة أفضل ، الذين عرفوا الله يعيشون في الدنيا في سعادة روحية ، وفي سلام مع أنفسهم ومع الآخرين ، ولا يتمنون الموت يأس من الحياة ومن ضيقه ، إنما إذ تمنوا الموت فإنما طمعا لحياة أفضل ، لكن المؤمنون لا يضيقون بالحياة الدنيا ، ولا يشعرون أبدا بأن هذه الحياة لا تستحق أن يحيا الإنسان من أجله ، إن الذي يحب الله لابد أن يحب الكون ويحب الحياة أيضا ، ولكنه من أجل المسيح يستغني عن هذه الحياة في سبيل
7
أباطيل احتقار عيل بها يقومون التي الشجاعة
عليهم، املعروضة واملناصب املزايا طرح وعيل العامل.
التي والضيقات واالضطهادات اآلالم احتامل وعيل
وقلوبهم شاخصة كانت عيونهم إن بها. يتوعدونهم
يف ويحسبونه بقلوبهم يرونه الذي الله إيل متطلعة
إين بولس الرسول قال وكام العامل، حياة ويف حياتهم
وديعتي يحفظ أن قادر أنه وموقن آمنت، مبن عامل
. اليوم ذلك إيل
األمر، بهذا يعرتف بان لنفسه سمح آمنت، مبن عامل
خربته نتيجة وإمنا بالعلم، غرور هذا ليس عامل، بأنه
املسيح، بيسوع الوثيقة الوطيدة عالقته ونتيجة
و وبقدرته املسي يسوع بالله اليقيني وإميانه
وحافظه، الكون سيد وأنه ومجده وبجالله بالهوته
عن وال جهل عن وال رخيص وال ضعيف إميانه ليس
أعيل وهذه موقن وموقن، آمنت مبن عامل أن غباوة،
إيل اإليقان، إيل اإلنسان يصل أن املعرفة درجات
أن قادر أنه موقن أن ثقة، بعدها ليست التي الثقة
اليوم. ذلك إيل وديعتي يحفظ
املسيحية يف االستشهاد سبب
املسيح، اسم أجل من نفوسهم وضعوا الذين إذن
يستشهدوا مل الضيقة زمن يف استشهدوا الذين
رضورة تحت يستشهدوا مل الحياة، من يأسا
من اليقني علم يعلمون ألنهم استشهدوا وإمنا
يستشهد أن يستحق وأنه أجله، من يستشهدون
عن وال يأس عن ال استشهدوا أجله، من اإلنسان
حاشا، الحياة من ويأس املوت يف محبة عن وال ضيق
ألن يكرهه، وال الحياة، يحب الله عرف الذي ألن
لكم لتكون أتيت أن اإلنجيل: يف قال كم املسيح
تكون ليك أتيت أنا أفضل، لكم يكون وليك حياة
الذين أفضل، الحياة هذه لكم تكون وليك حياة لكم
ويف روحية، سعادة يف الدنيا يف يعيشون الله عرفوا
املوت يتمنون وال اآلخرين، ومع أنفسهم مع سالم
املوت متنوا إذ إمنا ضيقه، ومن الحياة من يأس
يضيقون ال املؤمنون لكن أفضل، لحياة طمعا فإمنا
ال الحياة هذه بأن أبدا يشعرون وال الدنيا، بالحياة
يحب الذي إن أجله، من اإلنسان يحيا أن تستحق
ولكنه أيضا، الحياة ويحب الكون يحب أن البد الله