Tarek El Mahaba May Issue | Page 21

كذاب ‏..‏ كذاب إذا قلت « قوي » ، فقوتك مؤقتة ، فقد تفقدها بالمرض أو الشيخوخة ؛ كذلك قد تصبح قوتك منتهي الضعف أمام من هو اقوي منك ‏..‏ كذاب إذا كنت صاحب سلطة ، فالله الذي منحها لك قد يأخذها وقتما يشاء ، و هي تزول منك بطرق كثيرة : التقاعد ، المعاش ، المرض ، انتهاء المدة ‏..‏ كذاب إذا قلت « املك » ، فما انت الا حارس علي ما لا تملك ، و ما كان امس لغيرك ، صار لك اليوم ، و سيصير غدا لغيرك ‏..‏ كذاب إذا ظننت انك تهرب من القصاص ، فالأيام دوارة ، و من أخذت حقوقهم أو اغتبت سيرتهم ، ستحصل من غيرهم علي مرار مضاعف ‏..‏ الدروس : تواضع أمام الله فيرفعك ‏..‏ كن صادقا مع نفسك لترى حقيقة الدنيا ‏..‏ الحقيقة الوحيدة التي لا تزول هي الله « الحق المطلق « ‏..‏
معجزة كل سنة و معجزة كل يوم . فى ذكري معجزة نور القبرالمقدس السنوية اتذكر معجزات تحدث معنا كل يوم ‏..‏ معجزة الاسرار المقدسة فى كل قداس عندما يحل الروح القدس فى سر الافخارستيا لنتناول جسد الرب و دمه و نتحد بالمسيح الحي ‏..‏ معجزة الولادة الثانية عندما يدخل الطفل جرن المعمودية ليولد منها ابنا للمسيح ‏...‏ معجزة التوبة : عندما يعترف الانسان و يتوب امام الله و فى حضرة الكنيسة ممثلا فى الاب الكاهن ، فيغفر له الله ماضيه و يغير طبيعته و يجمله بالفضائل ، و يحول قلبه الشرير من الظلمة الي الطهارة و الامانة و الحب و التواضع ‏..‏ معجزة الحب و التسامح : عندما يسامح المسيحي صاحب القلب الطيب من اساؤا اليه و يغفر لهم ما فعلوه عوضا عن الانتقام ‏..‏ معجزة الثبات علي الايمان و النصرة علي الموت : عندما يتوافد الاقباط بأكثر تمسكا بالايمان بعد كل حادثة استشهاد ، مع قلب مصلي و مؤمن و غافر ، و يقدم مزيد من الحب و التسامح للقتلة و مزيدا من الانتماء و الخدمة و الحب للوطن و للكنيسة ‏..‏ معجزة بقاء المسيحية عبر العصور رغم الالاف من الشهداء و الظلم و الاضطهاد ، مع احتفاظ قلوب اولادها بالقلب الابيض النقي الشفاف المتسامح ، و تمسكهم بالايمان المستقيم ، و تثبيت نظرهم للسماء ، حيث وطننا الاصلي ‏..‏
لسه فيه فرصة . للاستشهاد أنواع ، و لكل نوع إكليل ‏..‏ الأول و الأعظم استشهاد الاعتراف : حينما يموت معترفا علي اسم المسيح ، و له أعظم الاكاليل ‏..‏ و هناك شهيد الهوية ، الذي يقتل لمجرد انه مسيحي ، حتي لو لم يعترف بالمسيح جهرا ‏..‏ هناك أيضا « المعترف » ، الذي أصيب بعاهة مستديمة بسبب إيمانه ‏..‏ و هناك أيضا الشهيد « بدون سفك دم » : شهيد الظلم و الإهانة و التجريح و التعيير الاحتقار ، بسبب إيمانه ‏..‏ هناك أيضا « شهيد الطاعة » : شهيد طاعة الوصية من الامانة و التسامح و التواضع و الصوم و الصلاة و الفضائل ‏..‏ مجالات الاستشهاد كثيرة ، و الاكاليل وفيرة ‏..‏ مع نقطة توازن هامة : نحن لا ندعو أحد للموت ؛ الحياة منحة من الله و ليس من حقنا أن نهدرها تحت عنوان « حب الاستشهاد » ‏..‏ إنما المقصود اننا نحسب أمام الله شهداء بطرق اخري غير الموت ‏..‏
ح نصلي ‏..‏ تفتكر ماذا سنفعل بعد أن سالت دماؤنا علي سعف النخل النقي ، لترتفع آهات الصراخ ممن فقدوا اهاليهم ؛ و عوضاً‏ عن زغرودة الفرح انطلقت دموع الفراق و الصدمة و الظلم من عيون الأبرياء ‏..‏ و بدلا من كلمات التهنئة بالعيد الجميل ، خرجت من أفواهنا صرخات الوجع و التنهد ‏..‏ لن نطلب النقمة ، فمن الصليب و المصلوب تعلمنا حب الظالمين ‏..‏ و لن نسعي للثأر ، و نارها ستأكلنا جميعاً‏ ، و ستحترق بها بلادنا كلها ، و نحن نعرف أن الشكر و الرضي اقوي من من كل الأسلحة ‏..‏ سنصلي ‏..‏ سنرفع أمرنا لصاحب الأمر ، و سنوكله في الدفاع عنا و هو خير المدافعين ‏..‏ سنصلي لنصبر علي الألم و هو فوق الطاقة ‏..‏ سنصلي فصلاتنا ستهز السماء كلها ‏..‏ و بدلا من أن نكلم بعضنا سنكلم صانع السماء و الأرض ، و سنضع بين اياديه دموعنا و تنهداتنا و كسرة قلوبنا و حيرتنا ‏..‏ اسمع منا يا إلهي ، فأنت ملجأنا الواحد الوحيد ، لك لجأنا و علي اسمك توكلنا ، فيا مصدر التعزية عزينا فليس لنا سواك ‏..‏ أمين ‏..‏
‎21‎