Tarek El Mahaba March Issue | Page 19

عناية الله

+ رواها أحد الخدام فيقول : أنا خادم للشباب في كنيسة من كنائس القاهرة وكنت سعيداً‏ بعمل الله » معي في الخدمة وفي مهنتي حيث أعمل طبيب أمراض قلب . وفي ذات يوم طلب مني أسقف أسوان الذهاب لمحافظة أسوان لعمل اجتماعات للشباب هناك في إجازة الصيف ، فذهبت . وفي اليوم السابق لعودتي للقاهرة ، ذهبت لزيارة أحد الشباب ولماعلمت أسرته بسفري ، أوصتني بتسليم مبلغ معين من المال إلى أسرة فقيرة تسكن في القاهرة ، أسرة مكونة من ٦ أولاد و قد مات الأب وتركهم في رعاية الأم التي لا حول لها ولا قوة ، ولكن الله لا ينساها . وعندما عدت للقاهرة ، نسيت الأمر تماما ، وكنت قد وضعت الظرف الذي به المال في حقيبتي الطبية ، كانت هذه الحقيبة التي أضع فيها السماعة الطبية وجهاز الضغط ، ولكن نظرا للصفة السيئة التي أتمتع بها وهي عدم النظام ،
فقد كانت هذه الحقيبة المسكينة تحتوى على كل شئ وأي شئ يخطرببالك ، فلذلك لم أنتبه لوجود المبلغ بها وذات يوم وقد استدعيت للذهاب للمستشفى ، وكنت على عجلة من أمري ، فقد ركبت تاكسي . وبعد أن سار التاكسي مسافة قليلة ، توقف السائق وعرفت منه ان « العجلة نامت » ويجب تغييرها . نزلت وأنا في قمة الضيق بسبب التأخير ووقفت أنتظر تغيير العجلة ، وكان الجو حارًا للغاية ، فذهبت لكشك مجاور لأشرب زجاجة كوكاكولا ، وفيما أنا واقف بجوار الكشك سمعت هذاالحديث من شباك أحد المنازل الفقيرة المجاورة للكشك ، كلا لم يكن حديثاً‏ بل كان صلاة ‏.....«‏ أنت عارف يارب أن آخر لقمة في البيت أكلوها الأولاد قبل ما ينزلوا المدرسة والبيت كله فاضي ومعيش فلوس وإحنا يارب ملناش غيرك نتكل عليه ونلجأ له ‏««‏ و كانت المرأة
تبكي وهي تصلي ‏.....‏ وهنا فقط تذكرت أمر الظرف والمال الذي كان يجب علي توصيله ، فأخرجت الحقيبة الطبية وأخذت أبحث عن الظرف لمدة عشر دقائق حتى وجدته ، وقرأت العنوان و ‏......‏ واقشعر بدني ووقف شعر رأسي ، فقد كان العنوان هو نفسه المكان الذي أقف عنده وهذا هو البيت المقصود ، بل إنها هي المرأة الفقيرة التي يجب علي أن أعطيها المال . دخلت بسرعة البيت وأعطيتها المال وحكيت لها هذه القصة العجيبة ، بكت السيدة من شدة التأثر وأدركت مدى عناية الله بها وبأولادها ، فهو قاضي الأرامل وأبو الأيتام ‏.«.‏ إهداء لكل إنسان حزين مهموم فاقد ثقته بالله ولكل إنسان ليس له من يهتم به ولكل إنسان منسى ومتروك من الآخرين .
‎19‎