Tarek El Mahaba March Issue | Page 18

اِعْ‏ مَ‏ لُوا لاَ‏ لِلطَّ‏ عَ‏ امِ‏ الْبَائِدِ‏ ، بَلْ‏ لِلطَّ‏ عَ‏ امِ‏ الْبَاقِ‏ ي لِلْ‏ حَ‏ يَاةِ‏ الأَبَدِ‏ يَّةِ‏ الَّذِ‏ ي يُعْ‏ طِ‏ يكُ‏ مُ‏ ابْنُ‏ الإِنْسَ‏ انِ‏
كلمة السر ‏!!‏ عند أحد المطاعم الشهيره بشارع عباس العقاد ، خرج عم جرجس ، عامل النظافه بالمطعم ، خرج من الباب الخلفي ليفرغ محتويات صندوق القمامه في المكان المخصص لذلك خلف المطعم ، فتسمرت قدماه وارتعشت يداه حين وجد طفل صغير من اطفال الشوارع يشارك الكلاب التي تجمعت تلتقط قوتها من فضلات الطعام ، وقد جمعتهم صداقة الجوع واللامأوي رق قلب الرجل وفي رفق شديد وحنان بالغ وضع يده علي كتف الطفل وقربه إليه حتي يشعر بالأمان أنت جعان ؟!‏ هتقدر تجبلي ساندوتش من جوه ؟!‏ لأ أنا هبعتك مكان قريب ، تأكل فيه لما تشبع ‏!!‏ انت شايف الفيلا اللي هناك دي ، آخر الشارع عاليمين ؟!‏ روح هناك ‏...‏ خبط عالباب ‏...‏ واللي يفتحلك قوله متي ‏!!‏ ‎٣٤‎ : ‎٢٥‎ اتجه الصبي ناحية الفيلا وقد ملأ الأمان والاطمئنان قلبه طرق الباب ، ففتحت له سيده ، ملامح وجهها أوحت له بنفس الأمان
والاطمئنان الذي أحسه في لمسة يد عم جرجس عامل النظافه بالمطعم قال لها الطفل متي : ‎٢٥‎
‏......‏ ‎٣٤‎ أجابته السيده ، إتفضل ‏!!‏ دخل الطفل خلفها واذا به من الداخل بيت فسيح مريح وجميل تنفس الصعداء وقال في نفسه ، يا إلهي معقوله هيأكلوني هنا ؟!!!‏ وهنا قاطعته السيده ، يبدو انك جعان ، مش كده ؟ فعلا تعالي ورايا اتفضل وأخذته الي مائده فيها من الأطعمة ما لم يره من قبل حتي في
الأفلام ‏!!‏ اتفضل ، كل اللي نفسك فيه ، لغاية لما تشبع اكل الطفل حتي شبع وأخذ يردد في نفسه مع أني لا أعرف من هو متي ، ‎٣٤‎ : ‎٢٥‎ ‏.......‏ لكن يبدو أنه رجل غني وطيب وكريم
بعد أن اكل الطفل وشبع ، جاءته السيده مره
أخرى وقالت سأجهز لك الحمام ، وأحضرت له غيار نظيف وتركته في الحمام ليأخذ دش قبل النوم ، غاب الطفل وقت طويل وهو مستمتع في البانيو وهو ما زال يردد في نفسه ، مع أني لا أعرف من هو متي ‏.....‏ ‎٣٤‎ : ‎٢٥‎ لكن يبدو أنه رجل طيب وكريم بعد الحمام اصطحبته السيده إلي غرفة النوم وقالت له ، هنا سيكون مكانك الليله ، اتجه الطفل الي سريره الدافي المريح ونام واستدفأ استدفأ بدفأ وحنان بالغ وأمان واطمئنان قلب لم يحسه أبدا من قبل ، وراح يغط في نوم عميق حتي الصباح في الصباح قالت له السيده ، اتبعني لغرفة الطعام لكي تتناول فطورك . تبعها الطفل وأكل وشبع حينئذ سألته السيده ، بالأمس حينما فتحت لك الباب قلت لي ، متي : ‎٢٥‎
‎٣٤‎ تري هل تعرف ماذا يعني ذلك ؟!!‏ أجابها الطفل بصراحه انا لا اعرف معناها ، ألا يوجد هنا عم متي ؟؟!!‏
صديقي ‏...‏ صديقتي إن أردت أن تعرف معني كلمة السر ، افتح كتابك المقدس الآن وإقرأ متي ، ‎٣٤‎ : ‎٢٥‎ وبعد أن تعرف كلمة السر قرر ماذا انت فاعل ‏!!‏
‎18‎