Tarek El Mahaba March Issue | Page 13

في هذا العدد سنكُمل سلسلة أعرف نفسك ؛ ثانيا : الروح يقول الكتاب فى سفر زكريا : الرب باسط ومؤسس الأرض وجابل روح الانسان فى داخلة ، فالروح الإنسانية أوجدها الله فى كل إنسان حتى يستطيع أن يكُون علاقه روحية معة ويتعبد له . فنحن لا نتلامس مع الله بعقولنا ومشاعرنا بل بأرواحنا . فالروح الإنسانيه هى عضو الإحساس والإستقبال الروحى الذى يختلف تماما عن الإحساس المادى أو النفسي فنعرف بها الأمور الروحية فقط أما عقولنا فتساعدنا أن نفهمها . « لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه ‎١‎كو‎١١‎ » ٢ : فالروح التى نعبد بها الله ونستقبل أموره منه تعمل معاً‏ فى توافق ، وللتسهيل يكن أن نقول أن البديهة الروحية والشركة الروحية والضمير ثلاث عناصر مترابطة تعمل في توافق فالضمير هو ذلك العضو الروحى الذى ييز بين الصواب والخطأ ويصدر أحكامة على الأشياء وهو الذى ييز الإنسان عن الحيوان .
ثانياً‏ الجسد : هو ذلك الإناء الداخلي الذي له القدره على الاتصال بالعالم المحيط به لهذا جعل الله الجسد بهذه الروعة ومنها ؛
‎١‎‏-‏ الحواس الخمسه الطبيعية : تستطيع أن تستقبل الإشارات الخارجية وأن تتلامس مع العالم المحيط بها من صوت وصوره وطعم ورائحه وملمس فهى النافذة التى نطل منها على مايدور حولنا ونتمتع من خلالها بتنوع الخليقة .
‎٢‎‏-‏ الغريزة : هى الموجات الداخلية التى تدفع الانسان للحياه والإرتقاء مثل الجنس والأمومة وغيرها . فالغريزة ليست فى حدها شراً‏ بل إنها طاقة للحياه والإثمار للبقاء والبناء ولكن طريقة إستخدامنا إياها هو ما قد يحولها إلي شر يسيُ‏ ء إلينا ، إنها طاقه مدمره عندما لا تكون فى مكانها الحقيقي التى خُلقت من أجله أى :
• عندما تصبح هى السيدالمسيطر على الفكر والارادة .
• أو تصبح تحت سيطرة الخطيه ومحبه الذات .
• أو عندما يصير الجسد هو محور اهتمام الانسان .
‎٣‎‏-‏ الأعضاء والاجهزة المختلفة : هو ذلك التركيب التشريحي والفسيولوجى العجيب لكل الأعضاء والذى يعمل فى توافق وتناسق بديعين .
وعن النفس نلتقي العدد القادم إن أحيانا الرب وعشنا .
‎13‎
النبي : « و يحي عهدكم مع الموت ولا يثبت ميثاقكم مع الهاوية » ( إش ‏(.‏ ‎18‎ : ‎28‎
- 4 ويمسح الرب الدموع وينزع عار شعبه :
لقد نزع الرب عار الابن الضال ومسح دموع توبته ، ونزع العار عن السامرية الأممية وأن ق ذها من حياة الرذيلة ‏...‏ ما أجمل هذه التعزيات وسط الصوم ، إنه على طريق الرحلة يسح الرب دموع الصائمين والتائبين ، وينزع عنا عار الخطية .
‎5‎‏-‏ في ذلك اليوم يغنى بهذه الأغنية ‏...‏ مصدر المقال : موقع الأنبا تكلاهيمانوت .
« يجعل الخلاص أسوارا ً ومترسة » ( إش ‎1‎‏-‏ : ‎26‎ 2 ‏(.‏
« مَن آمن بي تجرى من بطنه أنهار ماء حي ينبع إلى حياة أبدية ‏«.‏ إن كلمات السيد هنا هي أكبر تعزية ‏...‏ إن الصوم قد تحول إلى أغنية ، أغنية فرح وخلاص ثم من بركات الصوم أن أصبح الخلاص أسوارا ً ومترسة الآن تعيش السامرية في حصون الخلاص ، ويعيش الابن التائب داخل أسوار أحضان أبيه ‏...‏ الآن ليس للشيطان سلطان على المحتمين في ظل الصليب في رحلة الصوم المقدس المتهللين بالصوم .
‎6‎‏-‏ يوم الصليب يوم نقمة للشيطان : و دينونة الأشرار ( إش ‎1‎‏-‏ : ‎27‎ ، ‎21‎ ، ‎20‎ : ‎26‎ 9 ‏(.‏
أ-‏ « ادخل مخدعك وأغلق بابك خلفك اختبئ نحو لحيظة حتى يغرب الغضب لأن هوذا الرب ‏...‏ ليعاقب إثم سكان الأرض ‏«.‏
فعلى المؤمنين الاختباء بين ذراعي الرب إلى لحيظة حتى ينتقم الرب بقوة صليبه من شر العالم ودينونتهم ، أما أولاد الله المختبئون في مخادعهم مع المسيح فإلى لحيظة حتى يتم الانتقام . وأولاد الله يعيشون في سلام المسيح في وسط أخطار العالم واضطهاداته وذلك إلى لحيظة لأن أيامنا على الأرض لا تقارن بالأبدية .
ب-‏ وفي يوم الصليب « يعاقب الرب بسيفه العظيم الشديد ( الصليب ) لوياثان الحية الهاربة ‏...‏ ويقتل التنين الذي في البحر » ( إش ‏(.‏ 1 : ‎27‎
فيوم الصليب يوم كسر شوكة الشيطان الذي أغوى الابن الضال والسامرية ويحارب أولاد الله ، ولكن
ليس له سلطان عليهم ماداموا مختبئين بين أحضانه الأبوية إلى لحيظة .
- 7 يوم الصليب يوم غفران : و يوم تسبيح وأغنية ( إش ‏(.‏ 9 ، 2 : ‎27‎
فالرب يكفر عن إثم أشر الأشرار التائبين كالسامرية والابن الضال « لذلك بهذا يكفر إثم يعقوب » ( إش
‏(.‏ 9 : ‎27‎ ويصبح هذا اليوم-‏ يوم رجوع الابن لأبيه ، والسامرية ليسوع ، هو من بركات الصليب-‏ يوم أغنية وتسبيح - وهكذا أراد إشعياء النبي أن يفرح قلب النفوس التائبة السائرة في رحلة الصوم المقدس واضعا ً الصليب أمامها كمصدر للغفران ومصدر للتسبيح والفرح ‏...‏ « فياليت ظل الصليب لا يفارق حياتنا طول رحلة الصوم المقدس .
أخيرا ‏...‏ نبوة يوم الجمعة ( إش ‎13‎‏-‏ : ‎29‎ ‎22‎ )
أولاً‏ : إن أخطر ما يهدد الإنسان في رحلة الصوم المقدس أن يكون الاقتراب إلى الرب ليس عن طريق الصليب بل :
‎1‎‏-‏ بالشفتين لا بالقلب ( إش ‏(.‏ ‎13‎ : ‎29‎
‎2‎‏-‏ أن يكون السير مع الله بالرياء ، وعدم الاعتراف بالضعف « فكتموا رأيهم في قلبهم عن الرب » ( إش
‏(.‏ ‎15‎ : ‎29‎ وتكون أعمالهم أعمال ظلمة رغم أنهم يسيرون مع الكنيسة في رحلة الصوم : إنه صوم بالشفتين لا بالقلب .
ثانيًا : ختام النبوة في هذا الأسبوع هو : أن كل بركات الصليب والصوم المقدس هي للبائسين والمساكين بالروح « و يزداد البائسون فرحا ً بالرب ويهتف مساكين الناس بقدوس إسرائيل » ( إش ‏(.‏ ‎19‎ : ‎29‎
وهذه الآية عينها هي أول وصية في الموعظة على الجبل للراغبين وتبعية السيد المسيح وحمل الصليب . وهي عينها أول نصيحة يقدمها لنا النبي يوم الاثنين في هذا الأسبوع للراغبين في مرافقة الصليب في رحلة الصوم الأربعيني . إن المساكين بالروح هم الذين سينالون بركات هذا الصوم المقدس « وترعى أبكار المساكين ويربض البائسون بالأمان ‏...‏ إن الرب أسس صهيون وبها يحتمي بائسو شعبه » ( إش ، ‎30‎ : ‎14‎
‏(.‏ ‎33‎

إعرف نفسك