Tarek El Mahaba July Issue | Page 16

« نفسيّ‏ فى يَديَّكَ‏ كُلَ‏ حين ، ونَامُوسكَ‏ لم أنسَ‏ « ( مز ) ‎109‎ : ‎119‎ جاءت هذه الآية الجميلة فى القطعة الرابعة عشر من المزمور الكبير في سفر المزامير ، والذي نصل به فى صلاة نصف الليل . هذه الآية تكشفُ‏ لنا الكثير من المعاني الروحية العميقة ، منها :
• مكان الرَّاحة الحقيقي لنفوسنا هو فى يديَّ‏ الله ‏...‏ فهو الذي فَتحَ‏ أحضانه لنا علي الصليب ، ودَعَانا قائلاً‏ : « تعالوا إليَّ‏ يا جميعَ‏ المُتعَبينَ‏ ، والثَقيليّ‏ الأحمال ، وأنا أُريحَكُم « ( مت ‏(.‏ ‎28‎ : ‎11‎
• نفوسنا هي أغلي ما نملك ، وعندما نضعها بين يدي الله ، فأنها تكون فى يد أمينة ، لأن الله هو الوحيد القادر علي حمايتنا من كل الأخطار ، ولن يستطيع أحد أبدا ً أن يخطفَ‏ خِ‏ رافه من بينَّ‏ َ يَديّه ( يو ‏(.‏ ‎28‎ : ‎10‎
• عندما نلجأ إلى الله ونسلِّم نفوسنا بين يديه ، فإنّه يمسح دموعنا ، ويداوي جراحاتنا ‏...‏ وفى أحضانه كُلَّ‏ السلام والراحة والأمان ، وأيضاً‏ كُلَّ‏ الدفء والحنان .
• يد الله قويّة ومُقتَدرة فى عملها ‏...‏ ومن يُسلم نَفسهُ‏ لها فهي تسطيع أن تُغيَّ‏ هُ‏ إلى أفضل ‏...‏ تستطيع أن تُنقّيه منَ‏ الشوائبِ‏ والعيوب ‏...‏ وتستطيع أن تُشكّله ليصير مُشابهاً‏ لصورة المسيح في البرِ‏ والقداسة ‏...‏
• عندما نَستَودِعَ‏ نفوسنا بين يديَّ‏ الله ، فإننا نُسَ‏ لِمَهُ‏ المسئوليةَ‏ لكي يقودَ‏ حياتُنا ، ويدبّرَ‏ كل أمورنا ‏..‏ ونحن نعلم أن الله عنده خطة جميلة لخلاصنا ، ولديه تدبير عظيم ومُبارك لحياة كل من يُسلم إليه بصدق قيادة حياته ، ويخضع كل مشيئته له ‏...‏ كما أننا نثق أنه هو ضابط الكل ، وأن يده هي التي تدبر كل الأمور فى هذا الكون ‏...‏ فعندما نضع نفوسنا فى يديه فهو سيرتب كل ما فيه الخير لنا .
• فى تسليم نفوسنا ين يديَّ‏ الله نهاية للهموم والقلق ، فلا نخاف أو نقلق علي المُستقبل ، أو نَحمِلَ‏ هَم الغد ‏...‏ بل ترتاح نفوسنا من كل هذا ، ويصير شغلنا الشاغل فقط ، بحسب الآية ، هو الّلهج فى ناموس الرب ، والتغذي بكلمته المحيّيه ، والإرتواء بتسبيح اسمه على الدوام ‏...‏
• فى القداس الإلّهي نَصفَ‏ يديَّ‏ الله فنقول : « أخذ خبزاً‏ علي يديه الطاهرتين اللتين بلا عيب ولا دنس الطوباويتين المحييتين « ‏...‏ فيد الله الطاهرة عندما نسلم نفوسنا لها تطهرنا وتقدسنا ، بينما من يضع نفسه فى أيدي مُلوثة سيتلوث بها ‏...‏ وأيضاً‏ يد الله المحيية تستطيع أن تهبنا حياة أبدية فلا نهلك إلي الأبد ( يو ‏(.‏ ‎28‎ : ‎10‎ وتحي رجاء فى قلوبنا ، وضميراً‏ صالحاً‏ فى نفوسنا ، تحيي فى أعماقنا محبة الله والغيرة على خدمته ونشر ملكوته ‏...‏ تُحيِّي فى داخلنا ما قد تلف أو مات بالخطية ، وتجدّد حياتنا ‏...‏ ما أجمل أن تكون نفوسنا بين يدي الله كل حين ‏.....!‏
‎16‎