« نفسيّ فى يَديَّكَ كُلَ حين ، ونَامُوسكَ لم أنسَ « ( مز ) 109 : 119 جاءت هذه الآية الجميلة فى القطعة الرابعة عشر من المزمور الكبير في سفر المزامير ، والذي نصل به فى صلاة نصف الليل . هذه الآية تكشفُ لنا الكثير من المعاني الروحية العميقة ، منها :
• مكان الرَّاحة الحقيقي لنفوسنا هو فى يديَّ الله ... فهو الذي فَتحَ أحضانه لنا علي الصليب ، ودَعَانا قائلاً : « تعالوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبينَ ، والثَقيليّ الأحمال ، وأنا أُريحَكُم « ( مت (. 28 : 11
• نفوسنا هي أغلي ما نملك ، وعندما نضعها بين يدي الله ، فأنها تكون فى يد أمينة ، لأن الله هو الوحيد القادر علي حمايتنا من كل الأخطار ، ولن يستطيع أحد أبدا ً أن يخطفَ خِ رافه من بينَّ َ يَديّه ( يو (. 28 : 10
• عندما نلجأ إلى الله ونسلِّم نفوسنا بين يديه ، فإنّه يمسح دموعنا ، ويداوي جراحاتنا ... وفى أحضانه كُلَّ السلام والراحة والأمان ، وأيضاً كُلَّ الدفء والحنان .
• يد الله قويّة ومُقتَدرة فى عملها ... ومن يُسلم نَفسهُ لها فهي تسطيع أن تُغيَّ هُ إلى أفضل ... تستطيع أن تُنقّيه منَ الشوائبِ والعيوب ... وتستطيع أن تُشكّله ليصير مُشابهاً لصورة المسيح في البرِ والقداسة ...
• عندما نَستَودِعَ نفوسنا بين يديَّ الله ، فإننا نُسَ لِمَهُ المسئوليةَ لكي يقودَ حياتُنا ، ويدبّرَ كل أمورنا .. ونحن نعلم أن الله عنده خطة جميلة لخلاصنا ، ولديه تدبير عظيم ومُبارك لحياة كل من يُسلم إليه بصدق قيادة حياته ، ويخضع كل مشيئته له ... كما أننا نثق أنه هو ضابط الكل ، وأن يده هي التي تدبر كل الأمور فى هذا الكون ... فعندما نضع نفوسنا فى يديه فهو سيرتب كل ما فيه الخير لنا .
• فى تسليم نفوسنا ين يديَّ الله نهاية للهموم والقلق ، فلا نخاف أو نقلق علي المُستقبل ، أو نَحمِلَ هَم الغد ... بل ترتاح نفوسنا من كل هذا ، ويصير شغلنا الشاغل فقط ، بحسب الآية ، هو الّلهج فى ناموس الرب ، والتغذي بكلمته المحيّيه ، والإرتواء بتسبيح اسمه على الدوام ...
• فى القداس الإلّهي نَصفَ يديَّ الله فنقول : « أخذ خبزاً علي يديه الطاهرتين اللتين بلا عيب ولا دنس الطوباويتين المحييتين « ... فيد الله الطاهرة عندما نسلم نفوسنا لها تطهرنا وتقدسنا ، بينما من يضع نفسه فى أيدي مُلوثة سيتلوث بها ... وأيضاً يد الله المحيية تستطيع أن تهبنا حياة أبدية فلا نهلك إلي الأبد ( يو (. 28 : 10 وتحي رجاء فى قلوبنا ، وضميراً صالحاً فى نفوسنا ، تحيي فى أعماقنا محبة الله والغيرة على خدمته ونشر ملكوته ... تُحيِّي فى داخلنا ما قد تلف أو مات بالخطية ، وتجدّد حياتنا ... ما أجمل أن تكون نفوسنا بين يدي الله كل حين .....!
16