فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَد
لاحظ كاهن كنيسه إحدى القرى أن أحد المزارعين المسيحيين قد تغيب عن حضور القداس مرتين متتاليتين فزاره للإطمئنان عليه . و لما طرق الباب فتح له أبن ذلك المزارع ، أما المزارع نفسه كان فى هم شديد ، فنسى أن يقوم و يرحب بالكاهن ، و يقبل يديه و يأمر له بالقهوة او الشاى !. فانقبض قلب الكاهن خوفا على أبنه المزارع و قال له : خيرا يا ولدى ! مالك جالسا مهموما ماذا حدث ؟! فرد الرجل : المحصول يا أبانا ... محصول القمح .؟ - ماله المحصول ؟! – جاء ناقصا هذا العام ... و عائلتى معرضه للجوع شهريين !.
– و كيف ذلك ؟
– أنت تعلم يا أبانا أنى رجل أعول أسره كثيره الأفراد تستهللك كل شهر عشر كيلات من القمح ... و محصول الحقل الذى أملكه مساوى لاحتياجات فهو عاده 120 كيله ... و لكنى بعدما جمعت القمح بالمخزون هذا العام وجدته 100 كيله فقط ... و لذا تجدنى فى هم من اين أت بخبز للأسرة فى الشهريين الباقيين ؟. علما بأني راجل محدود الدخل ليس عندى مصدر آخر للحصول على مال لأشترى به قمحا من جهه اخرى . قال ابونا الكاهن : و لهذا السبب لم تحضر القداس فى المرتيين الأخيرتين ؟! قال المزارع : نعم ... أن المشكله جعلتنى أنسى .!
– هل لهذه الدرجه تحمل الهم ؟. اسمع يا ولدى ! يمكنك أن تخلص من القلق وتنام مستريحا الليله و كل ليله ، و تعود إلى وجهك الأبتسامه الجميله ، و تذكر حقوق الله عليك فتعود إلى الصلاه و حضور القداس . بشرط ان تطيعنى فيما أشير به عليك ، ولا تسألنى عما سأطلبه منك . ؟
– حاضر يا أبى أريد أن أخلص من الهم و الغم بأى ثمن ... قال الأب الكاهن : كل ما أطلبه أن تأمر امرأتك بأن تذبح دجاجه و تسلقها و تحمرها و تحضرها هنا . قال المزارع : هذا أمر بسيط .! و بعد فتره قصيره كانت الدجاجه مجهزه كما طلب أبونا من المزارع و قال المزارع الدجاجه جاهزه يا أبانا . فقال الكاهن الحكيم : ضعها فى وعاء مغطى ، و لفها بقطعه قماش محكمه مع عده أرغفه ... و لما نفذ الرجل ... قال أبونا : هيا بنا الأن نخرج إلى جهه سأعينها لك ... – و ماذا سسنفعل بالدجاجه و الخبز ؟ - ستعرف الأن . و أذكر إننا أتفقنا على ألا تسأل !!!! و خرج الأثنان من الدار ... و الرجل حامل الطعام الشهى و الخبز الطرى الجميل . و سارا بمحازاه شاطىء الترعه ... حتى اقتربا من كوخ متواضع عند طرف القريه و قال الكاهن : أطرق باب هذا الكوخ فإذا فتحت لك الأرملة الساكنه فيه ، فقل لها خذى هذه دجاجه و خبز عشاءا لك إنت و أولادكم الليله . فإذا رفضت أن تأخذه منك فأطلب منها أن تبقيها للصباح . أما أنا فأجلس بين الزروع قليلا فى انتظار عودتك لتخبرنى بما سيكون ... و أطاع الرجل و طرق الباب فخرجت له الأرملة و إثنان من أبنائها . فقال لها الرجل : خذى الدجاجه المحمره و هذه الأرغفه عشاء لك هذه الليله . فقالت : الحمدلله . لقد تعشينا ( بجبن قريش ) أرسله لنا الرب على يد أحد الرجال المحسنين . فقال الرجل : ابقيها عندك إلى الصباح لتتغدوا بها مستقبلا ، فقالت المرأه : و هل تضمن لنا أن نعيش إلى الصباح ؟! اننى يا سيدى أعيش حسب الكتاب المقدس : ولا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بنفسه يكفى اليوم شره ، توفى زوجى منذ سنوات وترك لى خمسه أبناء و لكن الله لم يهملنا و لم يتركنا لأننا متوكلون عليه صحيح انى أعمل لاعول أولادي لكن مطالب الحياه الكثيره لايكفى جهدى لسدها ... و الرب لم يتركنا . كل يوم يرسل لنا إحسانا و انا لا أعرف الهم أو القلق فالمسيحى لايصح أن يعيش قلقا مهموما نحن أفضل من طيور كثيره و كما الرب أوصانا الا نهتم بالغد أنا لا أستطيع أن أخالف وصيه الله عشت سنين طويله أرملة و لم يتركنا نشعر بالاحتياج ولا يوما واحداً ولا حتى الى اى شئ ولو قليلا جداً فإن الله يبارك فأنا لاأستطيع أن أكسر الوصيه و أخذ الأكل ! فان الله يدبر حياتنا كما يليق . ثم رجع الرجل و معه الطعام و قال : هذه المرأه أعطينى درسا عظيما درس الأتكال على الله لن أحمل هم الغد سامحنى يا أبانا ...
« فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأِ َنَّ ٱلْغَدَ يَهْتَمُّ بمِ َا لِنَفْسِ هِ . يَكْفِي ٱلْيَوْمَ شرَ ُّهُ .«) مَتَّى 6:34 )
15