Tarek El Mahaba Easter Issue | Page 10

الشهيدان مار بهنام وسارة أخته

الشهيدان مار بهنام وسارة أخته

‎10‎
كان بهنام Behnam ابنا لسنحاريب ملك الفرس ، يسند والده في الحروب ، وإذ حدثت هدنة استأذنه أن يخرج للصيد مع بعض جنوده ، وبالفعل انطلق إلى البرية يمارس هوايته المحبوبة لديه ، حتى ضل الطريق لمدة يومين كاملين .
إذ جلس الكل للغذاء رأى الأمير صيدً‏ ا ثمينًا فصار يطارده حتى دخل مغارة ، فدخل وراءه وأمسك به . وإذ كان الغروب قد حلّ‏ نام الكل في المغارة . وفي الليل شاهد كما في حلم ملاكًا نورانيًا يناديه باسمه ويعلن له انه سيكون إناءً‏ مختارًا لله ، وينعم بالإكليل السماوي . وإذ كان متحيرًا لا يفهم ما يسمعه طلب منه الملاك أن يمضي إلى شيخٍ‏ متوحدٍ‏ يدعى متى بالقرب منه يرشده إلى الحق .
في الفجر استيقظ الكل ليجدوا الأمير مستعدً‏ ا للرحيل ، وقد ظهرت علامات البهجة على وجهه . أخبرهم الأمير بما رأى ، وكان الكثيرون قد سمعوا عن هذا الراهب الذي عاش في الجبل يجمع حوله جماعة كبيرة من المسيحيين الذين هربوا من ضيق يوليانوس الجاحد ، وأن الله وهبه صنع المعجزات والآيات ، وقد اجتذب كثيرين منهم مارزكا ومارإبراهيم .
لقاؤه مع القديس متى :
اصطحب الأمير رجاله حيث صاروا يبحثون عن القديس حتى التقوا به ، فاستقبلهم بفرح عظيم وسار معهم وكان يحدثهم عن محبة الله الفائقة وعمل السيد المسيح الخلاصي ، فتعلق قلب ماربهنام بالرب ، وإن كان قد طلب من القديس متى أن ينزل معه ليشفي أخته المُصابة بالبرص . وبالفعل نزلوا من الجبل حتى اقتربوا من المدينة حيث توقف القديس هناك وطلب من مار بهنام أن يُحضر إليه القديسة سارة أخته .
تكتم بهنام الخبر ، وإذ التقى بأبيه الذي كان يبحث عنه طلب منه أن يمضي إلى أمه وأخته ، وبالفعل التقى بهما وأخبر والدته بكل ما حدث ، واستأذنها أن يأخذ أخته سارة ليصلي القديس متى عنها . طلب
القديس من سارة أن تؤمن بالسيد المسيح وتجحد الشيطان وكل أعماله ، وقام بتعميدها فخرجت من الماء وقد شُ‏ فيت من البرص . دُهش المرافقون لبهنام وسارة وآمنوا بالسيد المسيح .
تحدث القديس مع الحاضرين عن احتمال الآلام من أجل الإيمان ، ثم انطلق في البرية متجهًا نحو مغارته ، وعاد بهنام ومعه سارة إلى أمها التي فرحت جدً‏ ا بشفاء ابنتها .
وليمة ملوكية : أقام الملك وليمة يجمع فيها العظماء من أجل
شفاء ابنته ، وإذ أُعد كل شيء صُ‏ دم الملك إذ رآها في الحفل ترتدي ثوبًا بسيطًا . وإذ كان يتحدث معها صارت تعلن إيمانها أمام العظماء والأشراف في هدوء وبحكمة . اغتاظ الملك وحسب ذلك إهانة له ! تحوّل الحفل عن البهجة الزمنية إلى اضطراب شديد وخيبة أمل للكل .
استشهادهما : في اليوم التالي جمع الملك بعض مشيريه ليسألهم عما يفعله ببهنام وسارة ولديه ، فسألوه أن يتمهل عليهما ويقوموا هم بإغرائهما وتعقيلهما . أحضر
الملك ابنيه وصار يطلب منهما أن يخضعا له ويسجدا للآلهة ، أما هما فكانا في محبة ووداعة مع حزم يسألونه أن يقبل عمل الله الخلاصي ويتمتع بالشركة مع الله . خرج بهنام وسارة ليجتمعا مع بعض المؤمنين وأعلنا شوقهما أن يلتقيا بالقديس متى الذي في جبل القاف . وإذ سمع الملك أرسل وراء هذا الجمع جندً‏ ا لحقوا بهم وقتلوهم جميعًا ، وكان عددهم نحو أربعين شهيدً‏ ا ، وإذ أبقوا بهنام وسارة قليلاً‏ مترقبين أمر العفو عنهما لم يصل الأمر وخشوا من الملك لذا استعدوا لقتلهما . بسط بهنام وسارة يديهما وصليا ، وفي شجاعة قدما عنقيهما وهما يسبحان الله فنالا إكليل الاستشهاد في ‎14‎ كيهك عام . ‎352‎
حنق الملك عليهما : لم يهدأ الملك بقتل ابنيه والجموع المحيطة بهما ، إنما طلب من الجند أن يرجعوا إلى الأجساد ويلقوا عليها خشبًا ونفطًا وكبريتًا ويحرقونها . لكنهم إذ رجعوا رأوا كأن الأجساد مملوءة بهاءً‏ فخافوا ورجعوا ثانية . قيل أن الأرض انشقت لتحفظ هذه الأجساد إلى حين ، لكن الملك حسب ذلك علامة غضب الآلهة عليهم . أصيب الملك بروح شرير حتى صار يؤذي نفسه ، فكانت زوجته تصلي بدموع وتطلب من إله بهنام وسارة ابنيهما أن يخلصاه . وكانت الملكة ، يشاركها بعض العظماء ، يصومون ويصلون .
إيمان الملك : بأمر الملكة حُمل الملك إلى مكان استشهاد ابنيها ، وهناك صارت تسجد لله وتبكي ، وإذ باتت الليلة هناك ظهر لها ابنها بهنام متوشحًا بثوب نوراني ، يطلب منها أن تحضر القديس متى ليصلي من أجله ويرشدهما إلى الخلاص . في الصباح استيقظت الملكة وتممت ما طلبه ابنها منها ، فجاء القديس وشفى الملك وكرز له ولمن حوله وقام بتعميد الكثيرين .
أقام الملك كنيسة في موضع استشهاد ابنيه وحفظ فيه جسديهما ، وعاد القديس متى إلى جبله حيث تنيح بعد أيام قليلة .