العذراء القديسة مريم « دائمة البتولية » قبل وأثناء وبعد ولادتها للسيد المسيح ، تنبأ عنها سليمان الحكيم قائلً : « أُختي العرُوس جَنة مُغلقة ، عَينٌ مُقفلة ، ينبوع مَختوم « ( نشيد
) 12 : 4 ، وتنبأ حزقيال النبي : « فقال الرب : هذا الباب يكون مُغلقاً ، لا يُفتَح ولا يدخل منه إنسان ، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مُغلقاً « ( حزقيال ) 2 : 44 . يقول القديس جيروم فى تفسيره لنبؤة حزقيال : ( مع أنَ الباب كان مُغلقاً ، دخل يسوع إلي مريم ، القبر الجديد المنحوت الذي لم يدخل فيه أحداً من قبله ولا من بعده ) . وفى صلاة المجمع نقول : « العذراء كل حين « ، ونصلي فى قسمة صوم وعيد الميلاد : « الكائن فى حضنه الأبوي كل حين أتي وحل فى الحشا البتولي غير الدنس ولدته وهي عذراء وبتوليتها مختومة ». دعا الآباء العذراء « دائمة البتولية « ( ) فيقول القديس إيريناؤس أسقف لون : « الذي هو كلمة الله ... ولد حقاً ... من مريم التى كانت وحتى الآن عذراء « ( Against (. her Xxi ويعترض القديس إكليمنضس السكندري علي من يقول أنها تزوجت ، ويقول : « إن القديسة مريم إستمرت عذراء ( Stomata ) كذلك يقول القديس
العذراء دائمة البتولية « إيبارثينوس «
أثناسيوس الرسولي : « لقد أخذ الرب جسداً إنسانياً حقيقياً من مريم الدائمة البتولية « (
. ) Contra Arianos ويوضح القديس جيروم قدرة الله فى حفظ بتولية العذراء ، فيقول : « مريم هى أم وبتول ، بتول قبل الولادة وبتول بعد الولادة ، الدهشة تأخذني : كيف من هو بتول يولد من بتول ؟ وكيف بعد الولادة تبقي أمه بتول ؟ أتريد أن تعرف كيف ُولِدَ من عذراء وبقيت أمه عذراء بعد الولادة ؟ عندما دخل يسوع على تلاميذه بعد القيامة : « كانت الأبواب مُغَلَّقة « ( يو (. 19 : 20 لا نعرف كيف حدث ذلك لكنك تقول هذه قدرة الله . كذلك عندما تعلكم أن يسوع ولد من العذراء وبقيت أمه عذراء بعد الولادة ، قل : هذا عمل قدرة الله . ذكر القديس متي البشير قول اليهود عن السيد المسيح : « أليس هذا ابن النجار ؟ أليست أمه تدعي مريم ؟ وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا ؟ ( متي ) 55 : 13 لكن كلمة « إخوة « فى التقليد اليهودي لا تقتصر فقط علي المعني الحرفي لها ( أي أبناء الأب أو الأم ) ، بل تمتد لمعني القرابة الجسدية الشديدة . يذكر الكتاب المقدس أن لوطاً ابن أخي إبراهيم ، نجد إبراهيم يقول له : « نحن أخوان « ( تكوين (. 8 : 13 وجاء أيضاً : « فلما سمع إبرام أن أخاه قد سبي « ( تكوين
(. 14 : 14 يعقوب أبو الآباء قال لرحيل أنه : « أخو أبيها « رغم أن أباها خاله وليس أخاه ( تكوين ) 12 : 29 . ولابان
9
للقمص بنيامين المحرقي
يقول ليعقوب ابن أخته : « ألأنك أخي ... « ( تكوين (. 15 : 29 بنفس العُرْف الجاري نفسر قول الكتاب : « إخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا ... « فالمقصود بهم أولاد خالته ( أولاد مريم زوجة كلوبا ) ، فيذكر القديس متي أنه من النساء اللواتي كن ينظرن الصليب من بعيد « مريم أم يعقوب ويوسي « ( متي (، 56 : 27 فالقديسة مريم العذراء كانت واقفة تحت الصليب ، ويؤكد ذلك أيضاً القديس يوحنا ، حيث يذكرهم بالجملة : « كانت واقفات عن صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية « ( يو
) 25 : 19 . أي أن أمه ، غير أخت أمه التي هي مريم زوجة كلوبا أم يعقوب ويوسي .