ثلاث صلبان وثلاث قصص المشهد هو مكان للإعدام ، مكان للموت . هناك كان المسيح مع شخصين اخرين . هذان الشخصان لم يكونا شخصين عاديين ، لقد كانا مجرمين . الكتاب المقدس لا يقول لنا ما هي جرائمهما ، ولكن هذا غير مهم ، المهم انهما مجرمان . ولكن مجرد إعدامهما بالصلب كان كافي ليقول لنا انهما ارتكبا جرائم فظيعة . أمامنا يا أخوتي نوعان مختلفان من البشر ، مجرمان يمثلان طبقتين من البشر . اللص الأول ، المجرم الذي لم يؤمن و الذي سوف نطلق عليه في هذه العظة صليب الرفض ، يمثل الخطيئة ويمثل الأشخاص الذين يعيشون ويموتون في تمرد ضد الله وشرائعه . المجرم الثاني ، اللص الذي آمن ، سوف نطلق عليه اليوم صليب القبول و التوبة ، و يمثل الأشخاص الذين سوف يخلصون عبر نعمة الله و من خلال دم ربنا يسوع المسيح . قد نتفاجأ اذا علمنا ان المجرم الذي تاب كان ايضاً يسخر من يسوع قبل الحادثة التي قرأناها الان ، في مرقس 32-29 : 15 نقرأ : « وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام . خلّص نفسك وانزل عن الصليب . وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قالوا خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها . لينزل الآن المسيح ملك اسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن . واللذان صلبا معه كانا يعيرّ انه «. كلاهما كانا متشابهان ، كلاهما كان مذنبين بجرائم فظيعة ، وتم أدانتهم ، وهم الان يحصلان على العقاب العادل . لم يكن هناك أي اختلاف بين هذين الشخصين ، لقد كانا متشابهين . هذان المجرمان يمثلوننا بشكل كبير ، انهما يمثلان البشر من حيث اننا نحن ايضا مجرمين ، لا يوجد اختلاف بيننا . كلنا متشابهون من حيث اننا منفصلين عن الله بسبب خطايانا ، منفصلين عن الله القدوس . نحن متشابهون من حيث اننا تحت قوة الخطية و سيطرتها : « لانه لا فرق . اذ الجميع اخطأوا واعوزهم مجد الله » ( رومية 23-22 : 3 (. لكن هناك كان اختلاف جوهري في نهاية القصة . واحد من المجرمان تاب و الأخر لم يتب . لقد ركزت في معظم مقدمة في هذه العظة على المجرمين في هذا المشهد ، ولكن كان هناك شخص ثالث ، لقد كان يسوع المسيح . لنطلق أسم صليب التبرير و النعمة على صليب المسيح . في هذا اليوم سوف ننظر الى ثلاثة صلبان و ثلاثة أشخاص و ثلاثة قصص مختلفة . في يوحنا 18 : 19 نقرأ « حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا ويسوع في الوسط «. اليوم يا أخوتي سوف نتعمق بهذه القصة . سوف نتمعن بصليب الرفض و الخطيئة . سوف نتمعن بصليب القبول و التوبة . و أخيرا سوف نتمعن بصليب النعمة و التبرير . أولا : لننظر الى صليب الخطيئة و الرفض : في لوقا 39 : 23 نقرأ ان واحد من المجرمين تكلم مع يسوع و قال :« وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا ان كنت انت المسيح فخلّص نفسك وإيانا .« هذا العدد من إنجيل لوقا ممكن ان يخبرنا الكثير عن هذا الشخص و صفاته ، و لكن سأركز اليوم على ثلاثة أمور تخبرنا بها هذه الأعداد : ) 1 هذا المجرم لم يؤمن : تمعن في الكلمات التي قالها هذا المجرم « ان كنت انت المسيح ؟« أخوتي ، الشيطان يتكلم هنا . هل تذكرون ما الذي يقوله انجيل متى4 3 : عندما قال الشيطان تقريبا نفس الكلمات عندما كان يجرب الرب يسوع :« فتقدم اليه المجرب وقال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا .« تذكر يا أخي و يا أخوتي عندما تجد شك و ارتياب في حياتك في امور تتعلق في علاقتك مع الله ، ان الشيطان هو الذي يقوم بهذا العمل وهو الذي يحرك هذه الامور في حياتك . الشيطان هو مصدر التشويش . ان يحب و يتمنى وبل يشجع الناس على الشك و الارتياب وعدم الأيمان بكلام الله وخاصة فيما يتعلق بالخلاص عن طريق الرب يسوع . اسمعوا ما الذي يقوله الكتاب المقدس في رسالة العبرانيين :« 6 : 11 ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي يأتي الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه .« أي شخص يريد ان يؤمن بالرب يسوع فيجب عليه ان يؤمن به بشكل كامل و لا يترك للشك مجال في حياته . على الأغلب فأن هذا المجرم قد سمع الجنود و الأشخاص الذين كانوا تحت الصليب يهزئون من يسوع و يسخرون منه قائلين : « ان كنت ملك اليهود فخلص نفسك «. لابد ان هذا اللص فكر بالأمر بشكل منطقي . انه من غير المعقول ان يكون يسوع ملك على اليهود او ملك على أي شيء اذا لم يكن بإمكانه ان ينقذ نفسه من الصليب .!! لو كان في الحقيقة ذلك الإنسان الذي يدعى انه « ابن الله » لماذا لا يطلب من اباه ان يرسل ملائكة تنقذه وتنقذ المجرمين معه من هذا الموت الفظيع ؟ من المغري ان نذهب مع التيار كما فعل هذا المجرم . لكن في نفس الوقت فان هذه الأمور قد تجلب لنا دينونة عظيمة عندما يأتي يسوع مرة اخرى . أخوتي لنأخذ صليب الرفض و الخطيئة كتحذير لنا . يجب ان نأخذ الرب يسوع كمصدر و أساس الخلاص و ان لا نشك في كلامه او وعوده لنا . كثير من البشر في هذا الوقت لا يختلفون عن الشخص المعلق على صليب الرفض . الكثير من الناس يقولون : ان يسوع كان إنسان جيد و انه فعل بعض المعجزات ولكنه لم يكن انسان يختلف عن غيره ، انظروا انه حتى لم يخلص نفسه من الموت على الصليب . الشيطان يفرح جداً لأن يسمع هذه الكلمات تخرج من أفواهنا . لكن يجب ان نتمهل قبل ان ننطق بهذه الكلمات التي سوف تجلب لنا الدينونة . الكتاب المقدس لم ينتهي بموت يسوع على الصليب . القصة لها تكملة ، الرب يسوع قام من الموت قاهراً الشيطان و شوكة موته . هذا دليل واضح ان يسوع لو اراد ان يخلص نفسه لفعل ذلك بسهولة لكنه كان يريد ان يحقق هدف اعظم و أسمى و هو تخليص البشرية من تحت وطأة الخطيئة من خلال دمه المسفوك الذي سوف يعطي الأمل بالمستقبل المشرق بالشركة مع الله . ) 2 ملء الشك قلب هذا المجرم : الشك الموجود في قلب هذا المجرم يذكرني بقصة توما ، توما الشكاك . الكثير منا يعرف قصته عندما لم يصدق التلاميذ الآخرين عندا اخبروه انهم رأوا الرب يسوع بعد ان قام من بين الأموات . رفض التصديق حتى يرى يسوع بعينه و يعاين جراحه . الرب يسوع لم يكن غاضب منه عندما ظهر مرة اخرى و كان توما وقتها مع التلاميذ . لقد تفهم الرب يسوع وضع توما و أراده ان يعرف انه انسان غير كامل . قد يحدث ان يشك البشر بعض الاحيان . الامر العظيم في هذه القصة ان الرب يسوع تفهم الأمر . الشك هو شيء طبيعي في الطبيعة البشرية الخاطئة . توما هو ليس الانسان الوحيد في العالم الذي يشك . أريد أن اقرأ لكم إحصائية نشرتها جريدة مسيحية بعد ان قامت بعمل استفتاء بين أعضاء إحدى الكنائس المعروفة في أمريكا : % 22 غير متأكدين بشكل كامل ان الله موجود % 31 غير مقتنعين بقصة الميلاد من مريم عذراء % 38 غير مقتنعين ان يسوع مشى على الماء % 43 لديهم شكوك ان الرب يسوع سوف يعود مرة اخرى
% 33 لديهم شكوك ان الشيطان موجود .
) 3 بدا هذا المجرم متكبراً بدل ان يكون هذا المجرم متواضع يتطلع الى الرأفة و الرحمة نقرأ في الكتاب المقدس انه كان يجدف على الرب يسوع . كان لدى هذا المجرم مشكلة الكبرياء في حياته . الرب يسوع كان من الناحية النظرية على الأقل الشخص الوحيد الذي يمكن ان ينقذه في تلك اللحظة اذا كان لديه الأيمان انه ابن الله . لكن لا ، لم يكن يريد ان يكون متواضع و يطلب من يسوع ان يساعده . لقد ضيع فرصة عظيمة لن تعود مرة أخرى . يجب ان نتعلم درس هذه اليوم من خلال هذا المجرم ، هذا الدرس هو ان لا نكون متكبرين بل يجب ان تتميز حياتنا بالتواضع . يوحنا المعمدان يعلمنا درس عظيم عن التواضع . اسمعوا ما يقول في إنجيل يوحنا « 27 : 1 هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه .« يوحنا المعمدان الذي كان نبي عظيم ، شعر انه غير مستحق ان يفك رباط حذاء الرب يسوع . على الرغم ان الرب يسوع قال في لوقا » 28 : 7 لاني اقول لكم انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان «. اذا كان يوحنا أعظم الأنبياء كان يعتبر نفسه غير مستحق حتى ان يمس حذاء الرب يسوع ، فماذا عنا ؟ يا أخوتي يجب علينا ان نضع الكبرياء جانباً . أريد أن أخبركم بنكتة حدثت في الحقيقة ترينا كيف ان الانسان يحب التكبر : كلكم تعرفون محمد على كلاي الملاكم المشهور . يوم من الأيام حجز مقعد في طائرة و وصعد جلس في مقعده بالطائرة لكنه لم يربط حزام الأمان . فطلبت منه المضيفة بأدب ان يربط حزامه فرد عليها ان سوبرمان لا يحتاج الى حزام أمان ( يقصد نفسه ) فردت عليه المضيفة : طبعا سوبرمان لا يحتاج الى حزام أمان لأنه لا يحتاج الى طائرة . فقام محمد على كلاي بربط حزامه بعد ان شعر بالحرج . ثانيا : لنتكلم عن صليب القبول التوبة : ) 1 لقد خاف الله في إنجيل لوقا العدد 40 نقرأ :« فاجاب الآخر وانتهره قائلا أولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه .«
18