Tarek El Mahaba April Issue | Page 15

كلمات منفعه

- عدم التأجيل
إن عملت النعمة في قلبك ، وشعرت باشتياق إلى التوبة ، فلا تؤجل ولو إلى دقائق معدودة ‏..‏ ما أدراك ، ربما يزول الدافع ، ويزول التأثير الخارجي ، وتزول الرغبة في التوبة ، وتحاول أن تبحث عن التوبة ، فلا تجدها ‏..‏ كما أن تأجيلك للتوبة ، يعطى الشيطان فرصة ، لكي يستعد لك ، ويعرقل طريقك . مادام قد عرف أن التوبة في نيتك ‏..‏ ما أسهل أن تشتد حروبه ، ويجعل طريق التوبة صعبًا أمامك ‏..‏ إن الكتاب يعتبر رفضك لصوت الله في داخلك ، لونًا من قساوة القلب ( اقرأ مقالاً‏ آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات ‏(.‏ لذلك يقول الوحي الإلهي : ( إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم ) ( عب ‏(.‏ 3 كذلك هذا التأجيل ، وعدم الاستجابة لصوت الله وعمله فيك ، يعتبر استهتارًا بعمل النعمة . وقد يسمح الله أن ترتفع نعمته عنك ، وأن يلقيك إلى أيدي أعدائك ، وتذلك الخطية ، وحتى تشعر بقيمة النعمة التي رفضتها ، ولا تعود ترفض فيما بعد ، حينما تعمل النعمة فيك للتوبة ‏..‏ الابن الضال ، حينما افتقدته النعمة ورجع إلى نفسه ، قال ( أقوم الآن ، وأذهب إلى أبى ) وللحال قام وذهب ، وانتهز الحرارة الروحية قبل أن تبرد في القلب ، وقبل أن يختطفها العدو ‏..‏ يقول الكتاب ( مفتدين الوقت ، لأن الأيام شريرة ) استفد إذن من وقت تشعر فيه باشتياق إلى الله . وفى الحال ، حول الاشتياق إلى واقع عملي ، لكي تظهر أنك تريد الله ، كما يريدك هو ‏..‏ كثيرون من الذين أجلوا التوبة ، لم يتوبوا على الإطلاق . ولما حاولوا التوبة فيما بعد ، وجدوا الطريق صعبًا جدًا أمامهم . والأسوأ من ذلك كله ، أن كثيرين منهم ما عادوا يريدون ‏..!‏ وفى كل مرة تؤجل التوبة . قل لنفسك ما معنى هذا ؟ هل معناه إنك ترفض مصالحة الله ؟!‏ وأنك تفضل الاستمرار في مقاومته ؟!‏ وأنك لا تبالي بمخاصمة الله ، ولا تبالي بجرح محبته ؟
- لا تيأس
+ مهما كانت حالتك الروحية ضعيفة ، فلا تيأس ، لأن اليأس حرب من حروب الشيطان ، يريد بها أن يضعف معنوياتك . ويبطل جهادك ، فتقع في يديه . وإن كنت تيأس من نفسك ، فلا تيأس أبدا من نعمة الله . إن كان عملك لا يوصلك إلى التوبة ، فإن عمل الله من أجلك ، يمكن أن يوصلك . + وفي حياتك الروحية ، أحيانًا يكون سبب اليأس ، هو وضعك أمام مثاليات فوق مستواك ، وخطوات واسعة لا تتفق مع التدرج اللازم . وإذ لا يمكنك إدراك ما تريده ، فإنك تيأس . لذلك يحسن أن تضع أمامك نظاما تدريجيا في حدود قوتك وإمكانياتك ، وفي حدود ما منحك الله من نعمة . وأعلم أن الله لا يريد منك سوى خطوة فقط . فإن خطوتها يقتادك إلى غيرها ، وهكذا ‏..‏ وقد تيأس بسبب أنك لا تستطيع أن تقف أمام الله ، إلا إذا ما أصلحت حالك أولاً‏ . الأفضل أن تقول له : لست أستطيع أن أصلح نفسي أولا ثم آتيك . وإنما آتيك لكي تصلحني .
+ لا تيأس إن كنت تشعر أنك لا تحب الله ولا تقل : ما الفائدة من كل أعمالي إن كنت لا أحبه ! قل : إن كنت لا أحب الله ، فإنه يعزيني لأنه يحبني . وبمحبته يمكنه أن يجعلني أحبه . + إن كنت تستخدم الوسائط الروحية ، ولا تشعر بصلة حقيقية مع الله ، فلا تيأس . أثبت في القراءة الروحية ، حتى إن كانت بلا فهم ( اقرأ مقالاً‏ آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات ‏(.‏ واثبت في الصلاة ، وإن كانت بلا حرارة ، وفي الاعتراف وإن كان بلا انسحاق ربما من أجل ثباتك تفتقدك النعمة ، وتعطيك الفهم والحرارة والانسحاق . + مجرد ثباتك في الوسائط الروحية ، يجعل الله في فكرك ، ولو بلا توبة ! أما إن يئست وأبطلت هذه الوصايا ، فقد تنحدر إلى أسفل ، وتنسى الله كلية .
+ حتى لو كنت في حالة ضعيفة ، لا تيأس . خير لك أن تبقى حيث أنت ، من أن يدفعك اليأس إلى أسوأ
‎15‎