المحبة أهم الفضائل
15
إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ ليِ مَحَبَّةٌ فَقَدْ صرِ ْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ . 2وَ إِنْ
كَانَتْ ليِ نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسرْ َارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ ليِ كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ ليِ مَحَبَّةٌ فَلَسْ تُ شَ يْئاً . 3وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَاليِ وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَ دِ ي حَتَّى أَحْترَ ِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ ليِ مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَ يْئاً ( 1كورنثوس 3-1 : 13 ) تشبه كنيسة اليوم كنيسة كورنثوس إل حدٍ كبير ، فكنيسة اليوم تنقسم لطوائف متعددة ومتنوعة كما كانت كنيسة كورنثوس . وتنبر كنيسة اليوم على مواهب الروح القدس أكثر من تنبيرها على ثمر الروح القدس الذي يبدأ بالمحبة ( غلاطية (. 23 ، 22 : 5 كما أن الكنيسة اليوم تنبر على المواهب التي تشد انتباه المشاهد ، مثل التكلُّم بألسنة ، أو الشفاء ، أكثر من تنبيرها على المواهب الأكثر أهمية ، مثل الخدمة والتعليم والوعظ والعطاء والتدبير والرحمة والمحبة ( رومية 9-6 : 12 (. وقد ناقش الرسول بولس مواهب الروح القدس في 1كورنثوس 14 ، 12 وبَينْ هذين الأصحاحين جاء أصحاح المحبة . ونحتاج في هذه الأيام أن نتأمل هذا الأصحاح المتوسط ليضبط مواهبنا ، ويوجه إمكانياتنا ، سواء كانت إمكانيات طبيعية أو فوق طبيعية . يقول الرسول بولس في نهاية أصحاح « 12 جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْ نَى . وَأَيْضاً أُرِيكُمْ طَرِيقاً أَفْضَ لَ » ( آية
) 31 ويقصد به طريق المحبة . ونحتاج إل تطبيق تعاليم هذا الأصحاح لنبرهن أننا تلاميذ المسيح . تعوَّدنا أن نسمع عن المحبة من رسول المحبة يوحنا ، ولقبه التلميذ الذي « كَانَ يَسُ وعُ يُحِ بُّهُ » ( يوحنا : 13 (. 23 ويمكن أن نقول نحن أيضاً إنه التلميذ الذي كان يحب يسوع ، فمحبة يوحنا للمسيح صدى صادقٌ أمين قوي لمحبة المسيح ليوحنا الذي يقول : « نَحْنُ نُحِ بُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً » ( 1يوحنا (. 19 : 4 ولكن الرسول بولس يدلي دلوه في بئر المحبة العميق ليُخرج لنا هذا الماء الحي الذي نقرأ عنه في 1كورنثوس . 13 كما يُحدثنا الرسول بولس في غلاطية 6 : 5 عن الإيمان الذي يخلِّص ، وهو الإيمان العامل بالمحبة ، فيقول : « لأَنَّهُ فيِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ » ( غلاطية (. 6 : 5 وتكمُن أهمية المحبة في أنها برهان التلمذة للمسيح ، فقد قال : « بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِ ي : إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ » ( يوحنا (. 35 : 13
1- المحبة أهم من الألسنة والفصاحة ( آية ) 1 قال الرسول بولس : « إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِ نَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ ليِ مَحَبَّةٌ فَقَدْ صرِ ْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَ نْجاً يَرِنُّ » ( 1كورنثوس (. 1 : 13 وربما قصد الرسول
بألسنة الملائكة لغة أسمى من كل لغةٍ يتكلمها الناس أو يعرفونها ، كاللغة التي سمعها الرسول بولس عندما اختُطف إل السماء الثالثة وسمع كلمات لا يُنطق بها ولا يسوغ لأحدٍ أن يتكلم بها ( 2كورنثوس (. 4 : 12 وقد تعني « ألسنة الملائكة » اللغات الأجنبية التي تكلَّم بها الذين امتلأوا بالروح القدس يوم الخمسين . ولكن الكلام بأعظم لغة تسمو فوق إدراك الناس ( بدون محبة ) يشبه النحاس الذي يطن ، أو الصنوج التي ترن ، وهي آلات موسيقية بدائية للغاية ، رخيصة الثمن ، وإيقاعها الموسيقي من أضعف ما يمكن ، فلا يحرك أحداً . فالفصاحة العظيمة واللغة السامية مهما علَت ، إن كانت بغير محبة ، هي كأضعف آلة موسيقية رخيصة لا تعطي لحناً مميزاً . ولا يتحدث الرسول بولس هنا عن الألسنة المفهومة التي أعطاها الله لرسله يوم الخمسين ( أعمال : 2 ) 4 ولكنه يتحدث عن اللغة غير المفهومة التي كانوا يتكلمونها في كورنثوس ، والتي قال الرسول بولس عنها : « لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَ انٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ . وَلَكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسرْ َارٍ .. إِنيِّ أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِ نَةٍ وَلَكِنْ بِالأَوْلَ أَنْ تَتَنَبَّأُوا . لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ حَتَّى
تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً . فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّماً بِأَلْسِ نَةٍ فَماَ ذَا أَنْفَعُكُمْ إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ أَوْ بِعِلْمٍ أَوْ بِنُبُوَّةٍ أَوْ بِتَعْلِيمٍ ؟ اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ ( الجماد ) الَّتِي تُعْطِ ي صَ وْتاً : مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ مَعَ ذَلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقاً لِلنَّغَماَ تِ فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ ؟.. وَلَكِنْ فيِ كَنِيسَ ةٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِماَ تٍ بِذِ هْنِي لِكيَ ْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضاً أَكْثرَ َ مِنْ عَشرْ َةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَ انٍ .. فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَ ةُ كُلُّهَا فيِ مَكَانٍ وَاحِ دٍ
وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ فَدَخَلَ عَامِّيُّونَ أَوْ غَيرْ ُ مُؤْمِنِينَ أَفَلاَ يَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَهْذُونَ ؟« ( 1كورنثوس 2 : 14
و7-5 (. 23 ، 19 ، فالألسنة ، مهما كانت رفيعة ، فهي غير مفهومة ، ولا تحرِّك أحداً ، ولا تنعش أحداً من سامعيها . أما كلمة الوعظ فهي التي تبني . كان أهل كورنثوس يتكلمون كلمات غير مفهومة لا يدركها أحد . وكانت مشاعرهم أثناء التكلُّم بها خالية من المحبة ، لأنهم كانوا يتفاخرون بها على الآخرين . فلم تكن كلماتهم الأعجمية سبب بركة للمستمعين ، بل محاولات لرفعتهم الشخصية ، لأن المحبة غابت منها . عندما يكون الإنسان قليل المحبة يهتم بعطية الله له وينسى المعطي ، كما يأخذ الطفل الصغير الهدية من أبيه ويجري بها ، دون أن يقدم لوالده شكراً ، لأن
اهتمام الطفل بالهدية أكبر من اهتمامه بأبيه ، بسبب بساطة تفكيره . وحب الطفل « للشيء » أكبر من حبه « للشخص «. كذلك نجد أن كثيرين يهتمون بالمواهب أكثر من الواهب الذي أعطى المواهب . ولكن المحبة أهم من المواهب ، لأنها تربطنا بصاحب المواهب وتجعلنا نُحسن استخدام الموهبة ، مستعدين لخدمة الآخرين . لكن إذا ركزنا على الموهبة وحدها بغير محبة للمُهدي ، وبغير تفكير في الهدف الذي من أجله أهدانا الموهبة ، تكون موهبتنا ، مهما سمَت في نظرنا ونظر الآخرين ، نحاساً يطنّ أو صنجاً يرن ! وعندما يكون الإنسان قليل المحبة يفتخر بعطية الله له ، وهذا يعرِّض جماعة المؤمنين للانقسام ، فتكون الموهبة التي يجب أن تبني ، تهدم ، وبدل أن توحّد وتقرّب ، تقسم . فالمحبة أهم من المواهب ، لأن المحبة بركة بدون مواهب ، أما المواهب بدون محبة فلا تنفع شيئاً . كان في الكنيسة الأول فصحاء ، نادوا بالإنجيل وكرزوا بالمسيح عن حسدٍ وخصام وتحزُّب ، لا عن إخلاص ، ظانين أنهم يضيفون إل وُثق الرسول بولس ضيقاً ( فيلبي : 1
(. 16 ، 15 لقد كانوا معلمين ذوي فصاحة مُقنعة ، ولكن بدوافع خالية من المحبة . فلم يكونوا إلا نحاساً يطن أو صنجاً يرنّ . أما الرسول بولس فشرح مشاعره من نحو عمل هؤلاء المعلمين بقوله : « غَيرْ َ أَنَّهُ عَلىَ كُلِّ وَجْهٍ ، سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ ، يُنَادَى بِالْمَسِيحِ ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ . بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً . لأَنيِّ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَؤُولُ ليِ إِلَ خَلاَصٍ بِطِ لْبَتِكُمْ ، وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُ وعَ الْمَسِ يحِ » ( فيلبي
(. 19 ، 18 : 1 وهذه هي المحبة الفصحى الأسمى من كل فصاحة !
حبه من أكرب «لليشء» الطفل وحب تفكريه. بساطة
باملواهب يهتمون كثريين أن نجد كذلك «للشخص».
أهم املحبة ولكن املواهب. أعطى الذي الواهب من أكرث
وتجعلنا املواهب بصاحب تربطنا ألنها املواهب، من
اآلخرين. لخدمة مستعدين املوهبة، استخدام نُحسن
هدي، م ُ لل محبة بغري وحدها املوهبة عىل ركزنا إذا لكن
املوهبة، أهدانا أجله من الذي الهدف يف تفكري وبغري
اآلخرين، ونظر نظرنا يف ت م َ س مهام موهبتنا، تكون
يرن! صنجاً أو ن ّ يط نحاساً
له، الله بعطية يفتخر املحبة قليل اإلنسان يكون وعندما
املوهبة فتكون لالنقسام، املؤمنني جامعة ض ر ِّ يع وهذا
ب، ر ّ وتق د ح ّ تو أن وبدل تهدم، تبني، أن يجب التي
تقسم.
بدون بركة املحبة ألن املواهب، من أهم فاملحبة
شيئاً. تنفع فال محبة بدون املواهب أما مواهب،
وكرزوا باإلنجيل نادوا فصحاء، األوىل الكنيسة يف كان
عن باملسيح
ظانني إخالص، عن ال ب، ز ُّ وتح وخصام حسد
:1 (فيلبي ضيقاً بولس الرسول ثق و ُ إىل يضيفون أنهم
ولكن قنعة، م ُ فصاحة ذوي معلمني كانوا لقد .)16 ،15
أو يطن نحاساً إال يكونوا فلم املحبة. من خالية بدوافع
نحو من مشاعره فرشح بولس الرسول أما . ن ّ ير صنجاً
، ه ٍ ج ْ و َ ُل ِّ ك ل َ ع َ ه ُ أَنَّ َي َ ْ غ « بقوله: املعلمني هؤالء عمل
أَنَا ذَا ه َ ب ِ و َ ، ح ِ ي س ِ م َ بِالْ ادَى ن َ يُ ، ق ٍّ ح َ ب ِ م ْ أَ ة ٍ لَّ ع ِ ب ِ ن َ كَا ء ٌ ا و َ س َ
ؤ ُ يَ ذَا ه َ ن َّ أَ م ُ (
M(
(
(
(
.(
(
=(
(
n(
(
(
(
=M(
(
=혭-m}(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
=.(
(
>(
(
(
(
N(
(
.(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
=.(
(
N(
(
(
(
](
(
N(
(
(
(
N(
(
M(
(
+(
(
(
(
(
(
(
(
>(
(
(
(
^(
(
(
(
}M.(
(
(
(
(
(
(
(
>(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
.(
(
(
(
~(
(
N(
(
(
(
^(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
^(
(
.(
(
>(
(
(
(
(
(
(
(
M-(
(
~(
(
(
(
(
(
^(
(
(
(
}N(
(
(
(
(
(
=N(
(
]n(
(
}=M=](
(
}M]ݘ(
(
}]M݊(
(
}(
(
}
~(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(
(