ReMed 2018 Remed 5 - Histoire de la Médecine | Page 39

المستعمرة من طرفي لتنتج فيروسات سيدا جديدة متكونة من مزيج بين مورثاتي الأصلية ومورثاتها. حينها يصل وقت « تصدير » المنتوج ، فيحين الوقت ذات لمغادرة الغرفة. « كي لا يمرڤ بنا أحد » مثلما تقولون في الجزائر ، فإنّني أقوم بتحطيم جدران الغرفة ، عفوا أقصد الخلية ، لتتحرّر فيروسات الVIH
الشكل جديد ، وبهذه الطريقة يتغير شكلي كل مرّة فتعجز خلايا الجسم عن التعرف و القضاء عليّ‏. أنا ، وأعوذ بالله من كلمة أنا ، أتبع الموضة عزيزي. المشاهد ، لن تتمكّن شرطة الأنتربول ولا مناعة الجسم من التعرف عليّ‏
بدرجة أولى ، وتقضي على عدد مهم منها ، مما يؤدّي إذا لو فهمت جيدا ما قلته ، فأنت بمجرد دخولك للجسم تستهدف الخلايا المناعية من نوع LT4 •... لإضعاف مناعة الجسم والإصابة بفقدان المناعة المكتسبة ؟ كل ما في الأمر أنّني أمتلك مفاتيح تلك الغرف ، أمتلك مفاتيح خاصة لا تفتح إلّ‏ تلك مي نتا ما تفهمش ، تظنّ‏ حقّا أنّني أدفع المال لدخول الخلايا LT4
.» الغرف ، أقصد الخلايا التي أرتبط بها ، وهذا ما تحسدني عليه باقي الفيروسات ياو « لي عندو المفتاح ما تعاندو بالمال تقصد لي « عندو الزهر ما تعاندو بالمال » ؟ •
... كيف كيف المهم فهمت واش حاب نقول حسنا أين كنت ؟ لا تُقاطعني مرّة أخرى من فضلك. عندما أنتج فيروسات جديدة وبمجرد تحطيمي لجدران الخلية وسرقة كل ما بداخلها من طرف تلك الفيروسات ، تموت الخلية المناعية مسكينة نتيجة ذلك ، وأشرع في مهاجمة خلايا مناعية أخرى. لكن كثير من الناس لا تفرّق بين الإصابة بفيروس
بالسيدا ، أي مرض فقدان المناعة المكتسبة الله يحفظنا منّو ، حيث يُعتبر آخر مرحلة للإصابة والوصول إليها يستغرق حوالي عشر والإصابة الVIH
في الفندق فيصير عددها أقل من 200 غرفة ، بتعبير آخر حين يصبح تركيز سنوات في حالة عدم تلقّي العلاج ، أي حين أدمّر معظم الغرف LT4 في الدم أقل من / 200 مم 3 وينهار النظام المناعي. أنا لم أقتل أي مريض من قبل ، تَتَّهمو فيا باطل أنا خاطيني كنت فالميسنجر ، كل الخلايا LT4
ما أقوم به هو إضعاف مناعة الجسم وتتكفل أمراض أخرى تسمّى بالانتهازية كالأنفلونزا مثلا بتهديدِ‏ حياة المُصاب ، حيث أنَّها تنتهز فرصة ضعف. مناعة جسمِه للانتشار فيه و التَّتسبب في وفاتِهِ‏
لفهمٍ‏ أدقٍّ‏ لما ورِ‏ د في كلامِكَ‏ ربما سنعود قليلا للوراء وبالتحديد لسنوات السبعينات ، حدّثنا أكثر عن تاريخ ظهور الفيروس ؟ •
الأول ، انتقل للإنسان عن طريق احتكاكه بالقردة في جبال شفّة تاع إفريقيا ، القردة معروفة بأنها أول من حمل الفيروس VIH إن أسلافي ، أقصد فيروس ال لكنه لا يتسبب في قتلها بسبب اختلاف نظامها المناعي عن مناعة الإنسان. أول حالة وفاة بشرية كانت في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية سنة. 1959 لكن مثلما قلت أنا كأي رجل أعمال أحب السفر وأبحث عن مناخ ملائم للاستثمار ، فعبَرتُ‏ الأطلسي صوب أفضل مكان للاستثمار ذلك الوقت « أمريكا » التي عُرِ‏ فت بالانفتاح الجنسي ، أين سُّجِّلت أوَّ‏ ل حالة وفاة كانت سنة. 1969 في البداية اعتقد الأطباء أنني أُصيبُ‏ المثليين فقط ، ثم اعتُقدوا أنني أصيب متعاطي المخدرات أيضا ، قبل أن تتَّضِ‏ حَ‏ إمكانيَّة تنقُّلي لأي شخص عادٍ‏ ، بالإتصال الجنسي غير المحمي ، استعمال الحقن بالنسبة لمتعاطي المخدّرات أو العاملين في الأوساط الطبية و شفرات الحلاقة المستعملة وغير المعقّمة أحيانا. أركّز على هذه النقاط لأنها السبب الأول لانتشاري في الجزائر ، وكذا من الأم الحامل إلى
. الجنين أو الرّضيع ، بالرّغم من أن آخر الدراسات توصلت لعلاج يحمي الجنين في هذه الحالة. حتى في الجزائر يمكن القيام بذلك ما تخافوش
لنتحدث الآن عن السيدا في الجزائر ، رغم أن الأرقام هنا ليست بالكبيرة ، لكنها تبقى مقلقة لحدّ‏ ما ، ما هي أبرز طرق انتشارك هنا والعوامل التي •
ساعدتك في ذلك ؟ مثلما تعلمون فإن أول تشخيص للإصابة في الجزائر كان سنة ، 1985 نحن اليوم في سنة 2018 وعدد المصابين تجاوز 10 آلاف شخص. النسبة متقاربة
، بين الجنسين والسبب الرئيسي يكمن ، مثلما تسمونه هنا في الجزائر ، في العلاقات غير الشرعية وغير المحمية ، وكذا استعمال الحقن لتعاطي المخدّرات شفرات الحلاقة المعادة الاستعمال في ظرف زمني قصير جدّا كذلك يمكن أن تؤدّي للإصابة في بعض الأحيان. عدد المصابين هنا في الجزائر ، مثلما عليه
، الحال في معظم البلدان الإسلامية ، قليل مقارنة بمناطق أخرى كإفريقيا السوداء أو حتّى أمريكا ، لكن المشكل هنا في أن الناس تخاف من إجراء الفحص وكذا عدم التقيد بما يوصي به الطبيب. العلاج متوفّر في المستشفيات في بلدكم لكن الآخذين به قلّة. المصابون في الجزائر ، والذين تكون أعمارهم في الغالب في الثلاثينات ، يعانون من نوع من التهميش نظرا لغياب الوعي حول المرض في المجتمع ، ممّا يؤدّي لكثير منهم إلى العزلة ورفض تلقّي العلاج. العلم اليوم تطوّ‏ ر. أنا ، وأعوذ بالله من كلمة أنا ، أصبح من الممكن العيش معي بصفة عادية ، عند المداومة على تلقّي العلاج والتزام نظام حياة مثالي سواء تعلّق الأمر بالحياة الجنسية أو التقيّد بشروط النظافة بصفة عامة. لهذا وافقت على إجراء الحوار معكم ، يوجد الكثير من العمل لنشر الوعي حول المرض في
.) الجزائر ، أنا ناس ملاح... سيتي( يضحك
ماهي الأعراض التي قد تجعل المريض يقوم بالفحص ؟ •
، عند الإحتكاك بأي شخص مصاب أو يُشك في أنه مصاب ، فإن الأعراض الأولية تكون مُشابهة لأعراض الأنفلونزا العادية ، حرارة مرتفعة فوق 38 درجة بقع جلدية حمراء ، آلام بالرأس ، بالبطن والعضلات ، بالإضافة إلى إسهال وتقيّء. لكن هذه الأعراض تزول بصفة عادية في البداية نظرا لتدخل مناعة الجسم التي تشرع في إنتاج أجسام مضادة للفيروس. أفضل فترة للفحص هي حوالي 3 أشهر بعد آخر سلوك من السلوكات التي ذكرناها سابقا والتي يمكن
. أن تؤدّي للإصابة
، بالحديث عن العلاج ، من سنة 1970 إلى اليوم ، كثير من البحوث قد تمّ‏ انجازها للوصول إلى علاج أو على الأقل التقليص من آثارك على المناعة • هل لك أن تذكر لنا أبرز العلاجات التي تأثرت بها ؟
هذا صحيح ، فأنا ، وأعوذ بالله من كلمة أنا... ما قدروليش ولكن لم أعد مرضا قاتلا كما كنت. حتّى وإن لم يتمكّن الأطباء والباحثون إلى اليوم من إيجاد علاج بطريقة عادية طول مدّة حياته. عرفت ، VIH يقضي عليّ‏ تماما ، إلّ‏ أنّه تم تطوير العديد من العلاجات التي تمكّن المريض من التعايش معي ، أي فيروس
الكثير من المرضى الذين عاشوا أكثر من الأطباء الذين أعلنوا لهم المرض ، معدّل الحياة مثلا اليوم في الولايات المتحدة لمصاب بالفيروس يُداوم على تلقّي. العلاج يصل لأكثر من خمسين سنة بعد الإصابة
ReMed Magazine- Numéro 5 39