Qst-Nagah june . 2013 | Page 18

كل يوم قصة نجاح
العدد الثالث يونيو ‎2013‎ العدد الثالث يونيو ‎2013‎
كل يوم قصة نجاح
‎35‎ ‎34‎
theeteempire @ hotmail . com
فإذا تسللت إلى شخص ما زال يحلم ومن ثم أسمعته بلطف بعض الموسيقى أو سلطت ضوءاً‏ على وجهه أو رششته بالماء فمن المرجح أنك تضيف المحفزات إلى حلمه ، ومع ذلك فإن أكثر ما أظهرته البحوث أهمية هو أنه لديك أحلام أكثر مما كنت تعتقد ،
وسرعان ما اكتشف علماء النوم أنه لديك في المتوسط 4 أحلام كل ليلة تحصل كل ‎90‎ دقيقة أو نحو ذلك وتدوم كل منها لحوالي
‎20‎ دقيقة ، وحينما تستيقظ تنسى أغلب هذه الاوقات الحلمية ويكون الإنطباع بأنك حلمت أقل بكثير مما هو الحال .
ولكن هناك إستثناء لهذه القاعدة وهو الإستيقاظ أثناء الحلم ، وعندما يحدث ذلك ستتذكر عادة جوهر ( زبدة ) الحلم وربما بعض الجزئيات المعينة فيه ، لكن إذا لم يكن الحلم له وقع خاص على نفسك فإنك سرعان ما تنسى كل شيء عنه .
ومع ذلك هناك جملة من الظروف التي يمكن لها أن تزيد كثيراً‏ من فرص تذكر هذه الأحلام ، ففي عملية شبيهة بربط الكلمات يمكن لحادثة تحصل حينما تكون يقظاً‏ أن تثير الذاكرة .
سيناريو مفترض
لنتخيل مثلاً‏ 3 ليالي من الأحلام المزعجة ، في اليوم الأول ذهبت لسريرك بعد يوم شاق في العمل وخلال الليل انجرفت خلال مراحل متنوعة من النوم واختبرت أحلام متعددة .
وعند الساعة ‎7:10‎ صباحاً‏ يقوم دماغك مجدداً‏ بإطلاق رشقات ليقدم لك حلقة أخرى من الخيال الكامل ، وفي الدقائق العشرين المقبلة تجد نفسك تزور مصنعاً‏ للمثلجات ( آيس كريم ) وتقع في برميل ضخم من سائل الفراولة المتموج ومن ثم يدق جرس المنبه وتستيقظ وفي عقلك أجزاء من صور المصنع وآيس كريم الفراولة .
وفي اليوم الثاني ترى عدة أحلام ، وعند الساعة ‎2:00‎ بعد منتصف الليل تجد نفسك في منتصف حلم خبيث تقود خلاله سيارتك على طول طريق ريفي مظلم وفي مقعد الركاب تجد ( إيريك تشاغرز ) أحد نجوم غناء الروك المشهورين والمفضلين لديك .
وفجأة يقفز ضفدع ضخم بلون بنفسجي عند مقدمة السيارة السيارة فتنحرف لتتجنب الضفدع لكنك تصبح خارج الطريق فتصطدم بشجرة ، وبالعودة إلى العالم الحقيقي تستيقظ من الحلم مع ذاكرة مبهمة عن : ( إيريك تشاغرز ) ، وضفدع بنفسجي اللون ، وشجرة ، وموت وشيك .
وفي الليلة الثالثة عند الساعة ‎4:00‎ فجراً‏ تختبر تجربة حلمية صادمة ، وكأنها شأن سريالي تجبر فيها على سماع ( أومبا لومبا ) في إصدار جديد من فيلم « تشارلي ومصنع الشوكولاته » .
في الصباح تستيقظ وتشغل المذياع لتصاب بصدمة عندما تعرف بأن ( إيريك تشاغرز ) لقي مصرعه في حادثة سيارة خلال الليل .
فوفقاً‏ للتقرير انحرف عن طريق المدينة ليتجنب سيارة كانت قد جنحت إلى الجانب الخاطئ من الطريق فاصطدم بعمود إنارة .
ومن المثير في الأمر أن هذه الأخبار التي سمعتها ستعمل عمل المحفزات فالحلم عن حادث السيارة سيقفز إلى عقلك وستنسى آيس كريم الفراولة ، وزعيق ( أومبا لومبا ) المتعب .
عوضاً‏ عن ذلك سوف تتذكر الحلم الذي يبدو أنه يتماثل مع الأحداث في العالم الحقيقي وسيكون لديك ربما قناعة بأنك تمتلك قدرة جيدة على التنبؤ ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد لأن الأحلام تميل لأن تكون سريالية إلى حد ما بحيث يسهل حرفها لكي تتطابق مع الأحداث التي حصلت فعلاًُ‏ .
في الواقع لم يكن ( تشاغرز ) يقود سيارته على امتداد طريق ريفي ، كما أنه لم يصطدم بشجرة ولم يتضمن الحادث ضفدعاً‏ عملاقاً‏
بلون بنفسجي رغم أن الطريق الريفي يشبه طريق المدينة وعمود الإنارة يشبه إلى حد ما شجرة . لكن ماذا نقول عن الضفدع البنفسجي العملاق ؟
حسناً‏ ، ربما يرمز إلى شيء ما غير متوقع مثل السيارة الأخرى التي جنحت عبر الطريق أو ربما سيكون غلاف ألبوم ( تشاغرز ) المقبل يتضمن ضفدعاً‏ أو ربما كان ( تشاغرز ) يرتدي قميصاً‏ بنفسجياً‏ في وقت الحادث ، وهذا يعتمد على قدرتك الإبداعية ورغبتك في تصديق أنك تملك صلة نفسانية مع السيد ( تشاغرز ) المتوفى مؤخراً‏ فتبقى كافة إحتمالات التطابق مرهونة فقط بحدود خيالك .
لديك الكثير من الأحلام والمواجهات مع الكثير من الأحداث أيضاً‏ ، وفي معظم الأوقات تكون الأحلام غير متعلقة بالأحداث فتنساها .
ومع ذلك يحدث في أحد المرات أن يتوافق حلمك مع إحدى الأحداث وبمجرد حصول ذلك يسهل تذكر هذا الحلم وبالتالي تقنع نفسك بأن الحلم تنبأ بشكل سحري بالمستقبل .
في الواقع هذا مجرد عمل لقوانين الإحتمالات ، وتساعد هذه النظرية أيضاً‏ في تفسير خاصية مثيرة للفضول نجدها في أحلام المعرفة المسبقة عن الأمور
. pre-cognitive dreaming
تنطوي معظم الهواجس على قدر كبير من الحزن والعذاب خصوصاً‏ مع أناس يتكهنون إغتيالات لزعماء حول العالم أو حضور مجالس العزاء لأصدقائهم الأعزاء أو رؤية سقوط الطائرات من السماء أو مشاهدة مشاركة دول في الحروب .
إذ نادراً‏ ما يحكي الناس عن إشارات سارة في المستقبل مما شاهدوه أو أحسوه في أحلامهم كأن يشاهدوا شخص ما سعيد وهو حفلة زفافه أو لحصوله على عرض من عمله ، كما اكتشف علماء النوم أن حوالي % ‎80‎ من الأحلام بعيدة عن ما هو سار وتتركز على حوادث سلبية .
ونظراً‏ لهذا تكون الأخبار السيئة سبباً‏ في تحفيز ذاكرة الحلم أكثر بكثير من الأخبار الجيدة ، مما يفسر لماذا تتضمن معظم أحلام المعرفة المسبقة pre-cognitive dreams على المصائب والموت .
عودة إلى كارثة أبرفان
آنفاً‏ ذكرنا كيف وجد ( جون باركر ) ‎60‎ شخصاً‏ بدا أنهم تنبأوا بكارثة ( أبرفان ) ، لكن لم يكن هناك دليل على أن ‎36‎ حالة من هذه الحالات كانت أحلاماً‏ سجلوها فقط قبل الكارثة .
وقد يكون لهؤلاء الناس الذين استجابوا لدعوة ( باركر ) الكثير من الأحلام الأخرى قبل سماعهم عن حادثة ( أبرفان ) لكن جرى تذكرها والإبلاغ عنها فقط بمجرد تطابق حلم معين من أحلامهم مع مأساة ( أبرفان ‏(،‏ ليس هذا فحسب قد يعني الإفتقار إلى أي سجل جرت كتابته في وقت حدوث الحلم أنه قد تعرض لتبديل أو تحريف
عن غير عمد لكي يتوافق مع أحداث ( أبرفان ) .
فالسواد المبهم قد يتحول إلى فحم ، والغرف قد تتحول إلى غرف تدريس ( فصول ) ، وسفوح التلال المنزلقة قد تتحول إلى واد « ويلزي ‏«)‏ نسبة إلى مقاطعة ويلز البريطانية ‏(.‏
بالطبع قد يجادل الذين يؤمنون بالأمور الماورائية بأنهم مقتنعون بالأمثلة التي يرويها الناس لأصدقائهم ولأفراد عائلتهم عن أحلامهم أو التي يدونوها في مذكراتهم ومن ثم يكتشفون بأنها تتوافق مع أحداث مستقبلية .
في أواخر الستينيات من القرن الماضي وجد الباحثون أن محتوى أحلامنا لا يكون متأثراً‏ بالأحداث التي تحيط بنا فحسب بل يعكس غالباً‏ ما يثير قلق عقولنا ، وهذا قد يفسر إحدى أهم الأمثلة البارزة عن المعرفة المسبقة المزعومة لكارثة ( أبرفان ‏(.‏
" Do what you can , with what you have , where you are ‏".‏ Eleanor Roosevelt
" We are the hero of our own story ‏".‏ Novelist Mary McCarthy )