PDF GAZ-82 | Page 82

عين دراهم ، وجهة الراغبين في الاختلاء
I envie escapade I wishlist getaway I رغباتنا مغامرة
Eglise de Beni Mtir I Church of Beni Mtir I كنيسة بني مطير

عين دراهم ، وجهة الراغبين في الاختلاء

تحيطها أشجار الفلّين والصّ‏ نوبر التي تمتد على مرمى البصر ، تحيى « عين دراهم » على وقع طبيعة عذراء ملؤها السلام ، لا يمكن لهذه القرية الخلاّ‏ بة ذات القرميد الأحمر إلا أن تحرّك مشاعر زائريها حين تتغيرّ‏ في كلّ‏ فصل ٠ يلتجئ إليها الكثيرون للتزوّ‏ د بشحُ‏ نة من الطّ‏ اقة من خلال اكتشاف كنوز طبيعية جديدة خلال كل زيارة ٠
قرية فريدة من نوعها في الجمهورية التونسية الوصول إلى عين دراهم من العاصمة يتطلب ثلاث ساعات ، حيث يبدأ المشهد بالتغيرّ‏ من بوسالم ، المدينة التي تمثل نقطة اْلتقاء لولايتيْ‏ باجة وجندوبة‎٠‎ فمن الطّ‏ ريق السيارة الصعبة ننتقل إلى طريق متعرجة وحادّة حيث تترك السهّ‏ ول المخضرّ‏ ة المكان لجبال
، خمير المليئة بأشجار الفلّين معلنة اقتراب عين دراهم‎٠‎ عند اجتياز المنعطف الأخير تظهر قرية ساحرة مغطّ‏ اة بالقرميد الأحمر على الجهة التي تصطفّ‏ على جانبيها
٠ » أشجار « جبل البير
٠ » تقف هذه المنازل ذات الطّ‏ ابع المعماريّ‏ الاستعماري شاهدة على ماضي « عين دراهم تلك القاعدة العسكرية القديمة التي أُسست سنة 1882 لاستقبال الكوادر العسكرية في عهد الحماية ، تحولت بسرعة إلى منتجع يزوره عديد السّ‏ ياح الأوروبيين ممّا جعلها تظهر
، حتى على اللّوائح السّ‏ ياحية الفرنسيّة منذ سنة ٠ 1940 ومن آثار شهرة هذه القرية وجود عدد كبير من النزّ‏ ل التي من أشهرها وأقدمها « نزل أشجار الفلّين » الذي سيفتح أبوابه مجدّدا خلال شهر سبتمبر القادم بعد تجديده بالكامل على إثر مرور عقدين على توقف نشاطه‎٠‎ إذا كانت « عين دراهم » قد فقدت جزءا من سحرها على مرّ‏ السنين لصالح مطات سياحيّة أخرى كطبرقة ، إلا أنهّ‏ ا لا تزال الوجهة المفضّ‏ لة للسّ‏ ياح المحليّين الباحثين عن الاستجمام والهروب إلى قلب الطبيعة‎٠‎ تستحوذ « عين دراهم » على الرّقم القياسي في نسبة تهاطل الأمطار في تونس ، حيث توفّر المناظر الجبليّة إطارا استثنائيا متغيرّ‏ ا عبر الفصول‎٠‎ هي جاذبة للمصطافين في الصيف حينما تعاني بقية المناطق من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة ، أماّ‏ في الشّ‏ تاء ، فتغطي الثلوج القرية والغابة وتكسوها برداء أبيض رائع عندما تلامس الحرارة عتبة الصفر ٠
عين دراهم أرض عديدة الثروات الطبيعية تعتبر « عين دراهم » من أهمّ‏ أماكن الصّ‏ يد في تونس نظرا لاحتوائها على أكبر مخزون من الطّ‏ رائد في البلاد . تنتظم حملات صيد الخنزير في أواخر شهر جانفي من كل سنة ، يؤمّها الصيادون من جميع أنحاء تونس‎٠‎ ولذلك تجدون على لوائح المطاعم المحلية ، أطباقا شهية من لحم الخنزير وطرائد أخرى‎٠‎ ومن أكبر عوامل الجاذبيّة في المدينة ، طبيعتها الخلابة ، حيث يتدفق السيّاح إلى هذه القرية المنسيّة بإعداد متزايدة من سكان المدن يأتون بانتظام إلى عين دراهم للتزود بشحنة جديدة من التّواصل الهادئ مع الطبيعة‎٠‎ وهي ظاهرة ما فتئت تتزايد منذ بضع سنوات والتي أدت إلى خلق حركية سياحية كالرّحلات المنظمة ، إلى جانب جولات التنزه على الأقدام وعلى الدّرّاجات الهوائية الجبليّة والتخييم‎٠‎
، تمسح عين دراهم ما يقرب عن 42000 هكتارا من أشجار البلوط المختلطة بالغابات أشجار السنديان والصنوبر ، إلى جانب العيون المائيّة وبذلك يوفر المشهد الغابي لعين دراهم امكانيات عديدة للتجول والاستكشاف‎٠‎ الربيع هو الفصل المثالي للتعرف على
44