Lagazelle-89 | Page 94

كسرى ، بين السماء والأرض
I envie escapade I wishlist getaway I رغباتنا مغامرة

كسرى ، بين السماء والأرض

على بعد 270 كيلومترً‏ ا من جنوب غرب تونس العاصمة تكشف لنا قرية كسرى عن سحرها وسط مسار طرقها المتعرّ‏ جة متباهية بعلوّ‏ ها البالغ 1100 متر الذي يجعل منها أعلى منطقة مأهولة في البلاد التونسية والذي يجعلها مميّ‏ ة بمناظرها الطبيعية الخلابة ولكن أيضا
. بتاريخها العريق والمبهر الذي يمكن أن يلتمسه الزوّ‏ ار في كل زاوية وشارع
قرية غامضة ذات ماض عريق بنيت قرية كسرى الصغيرة على مرتفعات هضبة تحمل نفس اسمها ، أسفل جبال الأطلس ، وهي بلا شك واحدة من أقدم المدن في البلاد . كانت كسرى تُعرف سابقًا باسم تشوريزا وتحمل بين طيات تاريخها بصمات لحقبات زمنية عدة . يعود أصل القرية إلى العصور القديمة العليا وكانت في البداية ملاذا للحضارة البونية قبل أن يستولي عليها الفينيقيون والرومان والبيزنطيون
. ليغزوها فيما بعد وأخيرا العرب في القرن السابع مع تعاقب هذه الحضارات لعبت القرية المعلّقة دورا دفاعيا هاما بفضل موقعها الاستراتيجي سواء من خلال الانضمام الى خط الدفاع الروماني الشهير
منطقة ( » limes Tripolitanus « حدود موريطنية « أو ما يعرف باللاتينية « حدودية رومانية شمال إفريقيا وخط دفاع تمتدّ‏ بين ساحل المحيط الأطلسي وحدود طرابلس ) الذي استمر حتى القرن الثاني ، أو من خلال وقوفها حصنا
. أمام الاستعمار الفرنسي
حافظت قرية كسرى على العديد من الآثار التي تخلّد تاريخها الغني والتي تتجلىّ‏ في كل زاوية من زوايا أزقتها المرصوفة بالحصى ليعبر بها الزمن نحو عصور أخرى كبقايا ذاك الحصن العثماني الذي يعود تاريخه إلى القرن 17 والذي يحيي ذكريات الهجمات المتتالية التي ميزت هذه الأرض بينما على جدران بعض المنازل
. لا زالت ترتسم بعض النقوش الفينيقية والرومانية ككنوز زمنية حقيقية
كسرى ، مهد الثقافة الأمازيغية في تونس أكثر ما يلفت الانتباه في هذه القرية التي يقل عدد سكانها عن 3000 شخص هو ارتباطها الوطيد بالثقافة الأمازيغية التي عرفتها في القرنين العاشر والحادي عشر ووفائها لها حيث يكرّس الكسرويون التقاليد الأمازيغية القديمة التي يمكن التماسها ليس فقط في الهندسة المعمارية بل وأيضا وفي خصائص المطبخ
. الأمازيغي والاحتفالات وانت تتجوّل بين الأزقة المنحدرة وسط القرية ، ستجذبك حتما البناءات ذات الطابع
50