La Gazelle | Page 114

‫‪évasion‬‬ ‫‪fly away‬‬ ‫ّ‬ ‫لنحـلــق‬ ‫زيـارة برفقة دليـل‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫‪3,4. Cap Serrat, une région‬‬ ‫‪encore sauvage, pour clôturer‬‬ ‫‪ce voyage au cœur de la‬‬ ‫‪Tunisie I Cap Serrat, a wild‬‬ ‫‪region, to end this journey to‬‬ ‫‪the heart of Tunisia. I‬‬ ‫املحطة األخرية لهذه الرحلة التي‬ ‫حملتنــا إىل قلب تـونس كانت‬ ‫هذه املنطقة الربية التي تُدعـى‬ ‫كــاب سيــرات. ‪I‬‬ ‫الغـزالــــة‬ ‫85 ‪I‬‬ ‫711‬ ‫زيـارة برفقة دليـل‬ ‫‪visite guidée I guided tour I‬‬ ‫تأمل األشياء وحيدا وسط املعامل التي يعود عمرها إىل آالف‬ ‫السنني، ولكن هذا يقلص من الفوائد التي ميكن أن يجنيها‬ ‫البلد من السياحة الجامعية. مع ذلك يجب اإلشارة إىل أن‬ ‫معظم هذه املواقع تفتقد إىل البنية التحتية الالزمة الستيعاب‬ ‫الوافدين وانه من الصعب اإلقامة هناك. وهذا ميثل مرشوع‬ ‫عمل للوزير القادم …‬ ‫وبعد بضعة أيام قضيتها يف جربة يف ترف فندق من فيئة‬ ‫5 نجوم، علها تعينني بلطف عىل استعادة طعم املغامرة و‬ ‫الظروف الصعبة التي تواكبها ؛ واصلت الرحلة نحو تطاوين‬ ‫ومنطقة القصار، حيث الحصون الحجرية التي كانت سالل‬ ‫غذائية ومواضع لتخزين املنتوجات الفالحية، تنترش وهي يف‬ ‫حالة متداعية فوق قمم جبال غنية باملعادن، وهي تشهد عىل‬ ‫هذه الحقيقة التي لطاملا أثارت استغرايب ؛ وهي أن الصحراء‬ ‫تزخر بالحياة والحضور البرشي عىل عكس ما يوحي به اسمها.‬ ‫وخالل فرتة اسرتاحة استغليتها اللتقاط الصور التقيت‬ ‫بعمر، أحد سكان املدينة الذي أخذت أتجاذب معه أطراف‬ ‫الحديث. ثم اقرتحت عليه أن أوصله إىل منزله الذي يبعد‬ ‫مسافة 8 كيلومرتات عن هذا املكان عىل منت السيارة ما دام‬ ‫ليس لدي وجهة معينة أقصدها. ومبا أننا كنا يف وقت متأخر‬ ‫ من اليوم، دعاين إىل قضاء الليل يف منزله حيث عرفنى عىل‬ ‫ّ‬ ‫والديه، وشقيقه، وشقيقاته وأطفاله. وبعد أن تناولنا طبقا‬ ‫من الكسكيس غاية يف اللذة أعدته والدته، قضينا الليل يف‬ ‫استحضار أطوار حياتنا املختلفة والتي أقل ما ميكن أن نقول‬ ‫عنها أنها متباعدة كل البعد ؛ حياة متجذرة يف هذه األرض‬ ‫الصخرية التي يعيشها محمد رفقة عائلته ؛ وحيايت، كأعزب‬ ‫غري متقيد بأي التزام يطوف العامل منذ 03 عاما. إنني أحب‬ ‫هذه اللقاءات املفاجئة العفوية التي صبغت رحاليت التي‬ ‫قمت بها يف أماكن نائية، متتد من جبال األنديز إىل منغوليا.‬ ‫يف مثل هذه اللحظات املتسمة بالبساطة، والرصاحة والنزاهة،‬ ‫نلمس يف نهاية املطاف عاملية اإلنسانية التي تتجاوز خالفاتنا‬ ‫القامئة عىل املصري الفردي، واملعتقدات، واملناخ، والرثوة ...‬ ‫كان قرار مغادرة هذا املكان يف الصباح الباكر خيارا صعبا ملا‬ ‫ملسته من حسن االستقبال وكرم الضيافة لكن املسرية متواصلة‬ ‫ولقاءات أخرى يف انتظاري. وصلت إىل أقىص النقطة الجنوبية‬ ‫للرحلة ولذا وجب عيل أن أواصل الرحلة يف اتجاه الشامل‬ ‫الغريب، نحو دوز وتوزر عرب مطامطة، حتى الوصول إىل مدينة‬ ‫طربقة. مناظر طبيعية جديدة وخالبة تنتظرين، فضال عن‬ ‫العديد من نقاط التفتيش. حيث تنتظرين يف جميع التقاطعات‬ ‫الرئيسية حواجز الرشطة، الذين تنتاب أعوانهم الدهشة عند‬ ‫رؤية شخص أجنبي يسافر مبفرده يف سيارة رباعية الدفع تتسع‬ ‫ألكرث من شخص واحد. وألن الطبيعة متقت الفراغ، عادة ما‬ ‫يطلب مني نقل بعض "الزمالء الذين يلتحقون مبراكزهــم"‬ ‫أو الذين يغادرونها إىل البلدة أو القرية املقبلة عىل طريقي.‬ ‫ملـا ال ؟ خربة جديدة يف سرييت الذاتية : سائق ناقالت الجنود.‬ ‫تستعد توزر الحتضان فعاليات الكثبان االلكرتونية، وسجلت‬ ‫أسعار الفنادق ارتفاعا بالتزامن مع تنظيم هذا املهرجان‬ ‫املوسيقى واالحتفايل فهرعت إىل متغزة ؛ لكن القرص املحيل‬ ‫الشهري، الذي كرث امتداحه، أغلق أبوابه، نتيجة املصاعب‬ ‫االقتصادية. ولحسن حظي، أخذت معي عثامن الذي كان يحاول‬ ‫ركوب إحدى السيارات املارة عىل الطريق املؤدي إىل البلدة،‬ ‫والذي استضافني يف بيته لتناول العشاء مع أبنائه الستة وزوجته‬ ‫صليحة. تعيش األرسة عىل مساحة تقدر بهكتارين مزروعة‬ ‫بأشجار النخيل ورثها عن أبيه والتي تقع يف فجوة خرضاء هي‬ ‫عبارة عىل واحة جبلية وسط الصخور والحىص. لقاء مدهش مع‬ ‫ِ‬ ‫رب هذه العائِلَة، الجيولوجي الهاوي الذي تفصلني عنه عدة‬ ‫َ ُّ‬ ‫عقود من العمر، والذي يتكلم، رغم أنه مل يغادر البلدة أبدا،‬ ‫اللغة الفرنسية بطالقة، التي تعلمها عىل يدي مدرس أصيل‬ ‫منطقة بريتاين الفرنسية أقام يف هذه القرية يف الستينات. يف‬ ‫اليوم املوايل، اكتشفت مبعية عثامن وابنه، اللذان لعبا دور املرشد‬ ‫السياحي، العجائب الطبيعية التي تزخر بها املنطقة، واملعروفة‬ ‫مبيداس والتي تحتوي أيضا عىل كنوز جيولوجية وتوفر مناظر‬ ‫وإطالالت خالبة عىل شط الجريد.‬ ‫وبعد أن قطعت مسافة تبلغ حوايل مائة كيلومرت نحو الشامل،‬ ‫تغري املشهد. وحل محل الطبيعة الصخرية والصحراوية أرايض‬ ‫مروية وغنية، ومحل الكتل الشائكة التي تصارع الرياح أشجار‬ ‫الزيتون واللوز. اقرتبت من املنطقة املعروفة بطاولة يوغرطة،‬ ‫لكن استحال عيل التوقف، النعدام إشارات املرور واللوحات‬ ‫اإلرشادية املالمئة. ورسعان ما اكتشفت يف ضواحي الكاف،‬ ‫تونس التي مل يكن ليدر بخلد أحد أن يشاهد فيها هذه املناظر‬ ‫الطبيعية التي تبدو وكأنها يف منطقة السافوا أو سويرسا.‬ ‫انحراف صغري نحو الغرب، وها أنا يف املوقع األثري بحيدرة‬ ‫الواقع عىل مرمى حجر من الحدود الجزائرية. أتأمل مبفردي‬ ‫قوس النرص الروماين الذي بقي محفوظا عىل حاله تقريبا وهو‬ ‫يطل عىل واد ترعى فيه قطعان األغنام. رجل مسن قدم نفسه‬ ‫عىل أنه حارس اآلثار، رافقني يف زيارة املوقع وأَسرَ إيل أنني أول‬ ‫َّ‬ ‫زائر أجنبي يف هذا الشهر. جلست عىل السور الروماين وأطلقت‬ ‫عنان مخيلتي فأبرصت الفيالق الر ومانية وسمعت خطواتهم‬ ‫التي يرتدد صداها عىل هذه الحجارة القدمية. أي من املواقع‬ ‫األثرية األخرى التي سوف أكتشفها يف األيام القليلة املقبلة سوف‬ ‫ترتك يف نفيس هذا الشعور بالحنني إىل زمن وىل ومىض ومل يبقى‬ ‫منه إال هذه الحجارة اليائسة التي لن متحى من ذاكرة التاريخ.‬ ‫‪" (…Sic transit gloria mundi‬هكذا تعرب أمجاد العامل").‬ ‫انتهت رحلتي إىل الشامل يف طربقة، مدينة مشوهة بالبنايات‬ ‫العشوائية والغري القانونية والتي غادرتها عىل وجه الرسعة ؛‬ ‫قاصدا عني دراهم هذه املدينة املعلقة يف قمة الجبل ذات‬ ‫الغابات الكثيفة بأشجار الفلني والبلوط التي تكسوا وديان‬ ‫هذه املنطقة الخرضاء التي تطل عىل البحر. قطعان من األغنام‬ ‫تعد باملئات تنترش يف التالل، تقحمني يف مشاهد مستمدة‬ ‫مبارشة من كتاب "العهد القديم".‬ ‫ها أنا يف كاب سريات، جنة تنعم بالهدوء والجامل. إنني‬ ‫أستمتع، دون وعي، باللحظات األخرية من الهدوء والسكينة.‬ ‫وبعد أن قطعت عرشين كيلومرتا من الطريق، تعطلت السيارة‬ ‫فتوقفت عىل جانب الطريق. ال تفصلني عن العاصمة تونس‬ ‫سوى 021 كيلومرتا حيث نويت العودة بعد اثنني أو ثالثة أيام.‬ ‫مل يبقى لدي سوى بضعة أيام لتوديع أصدقايئ واالستعداد‬ ‫ملغادرة هذا البلد الذي رصت أعتربه بالدي حقيقة بعد 6‬ ‫أسابيع قضيتها يف الغوص يف أعامقه.‬ ‫سأغادر البالد كام وصلت، مع سيارة معطبة داخل عنرب‬ ‫الباخرة قرطاج ، ولكن حامال ذكريات ال تنىس. لقد اكتشفت‬ ‫هذا البلد املضياف واألخّاذ الذي ال نعرف يف الحقيقة عنه‬ ‫إال القليل. عىل الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، يحافظ‬ ‫التونسيون عىل االبتسامة والتفاؤل وعىل تقاليدهم املتميزة‬ ‫بالكرم وحسن الضيافة التي ستبقى بالنسبة يل مجسدة يف‬ ‫عمر، وعثامن وأرسهم.‬ ‫سأعود، بالتأكيـــد، ولكن تلك قصة أخــــرى.‬ ‫‪I‬‬ ‫‪impeccable French, thanks to a Breton teacher who‬‬ ‫‪worked in this village during the sixties. The day after, he‬‬ ‫,‪and his son show me the natural marvels of the region‬‬ ‫‪known for its Gorges of Midès but also for its geological‬‬ ‫‪treasures and breathtaking panoramas over the Chott‬‬ ‫.‪El Jerid downhill‬‬ ‫.‪A hundred kilometers North, the landscape changes‬‬ ‫‪The rock is replaced by a rich soil, the windblown‬‬ ‫‪thorny trees transform into olive and almond trees. I‬‬ ‫‪arrive near Jugurtha but never find it, in the absence‬‬ ‫‪of appropriate signage. I soon discover in the Kef‬‬ ‫‪surroundings an unsuspected Tunisia, with‬‬ ‫.‪landscapes similar to Savoie or Switzerland‬‬ ‫‪A little detour towards West brings me near the‬‬ ‫‪Algerian border, in the archaelogical site named‬‬ ‫‪Haidra. Alone in the world, I contemplate an almost‬‬ ‫‪intact Roman triumphal arch which overlooks a valley‬‬ ‫‪covered with sheeps. An old man who introduces‬‬ ‫‪himself as the guard tells me that I am the first foreign‬‬ ‫‪visitor of the month. Sitting on a Roman wall, I let my‬‬ ‫‪thoughts wander, thinking about Roman times. The‬‬ ‫‪footsteps of the cohorts of legionnaires seem to‬‬ ‫‪resonate on the centenary stones. None of the other‬‬ ‫‪archaeological sites that I am going to discover during‬‬ ‫‪the next days will carry such a nostalgic aura. Sic‬‬ ‫.)» ‪transit gloria mundi… (« So fades the world’s glory‬‬ ‫‪My trip ends in Tabarka, a town disfigured by‬‬ ‫.‪informal constructions and which I leave quickly‬‬ ‫‪From Aïn Draham, perched in the mountains, I see‬‬ ‫‪cork-oak forests that cover the valleys of this green‬‬ ‫‪region overlooking the sea. Hundreds of sheep herds‬‬ ‫‪are scattered on the hills. The image seems to come‬‬ ‫.‪straight out of the Old Testament‬‬ ‫‪Here I am in Cap Serrat, a marvel of isolation and‬‬ ‫‪beauty. Without knowing it, I enjoy my last moments‬‬ ‫‪of calm. Twenty kilometers further, my transmission‬‬ ‫‪blows up. I am only 120 kilometers away from Tunis‬‬ ‫.‪where I planned to go in 2 or 3 days‬‬ ‫‪I have a few days left to say good bye to my friends‬‬ ‫‪and get ready to leave this country that I almost‬‬ ‫.‪consider as my own after 6 weeks of immersion‬‬ ‫‪I leave as I arrived, with a broken car in the hold of the‬‬ ‫‪Carthage, but enriched with unforgettable souvenirs. I‬‬ ‫,‪have discovered a relatively unknown country‬‬ ‫‪extremely welcoming and charming. Inspite of their‬‬ ‫‪problems, Tunisians keep their smile and hospitality. I‬‬ ‫.‪will never forget Amor, Othman and their families‬‬ ‫‪I will be back, that’s for sure, but that’s another story. I‬‬ ‫‪évasion‬‬ ‫‪fly away‬‬ ‫ّ‬ ‫لنحـلــق‬ ‫‪visite guidée I guided tour I‬‬ ‫‪country. Nevertheless, it must be noted that hosting‬‬ ‫‪infrastructure is non-existent around most of these‬‬ ‫...‪sites. Another job for a future minister‬