évasion
fly away
ّ
لنحـلــق
زيـارة برفقة دليـل
3
4
3,4. Cap Serrat, une région
encore sauvage, pour clôturer
ce voyage au cœur de la
Tunisie I Cap Serrat, a wild
region, to end this journey to
the heart of Tunisia. I
املحطة األخرية لهذه الرحلة التي
حملتنــا إىل قلب تـونس كانت
هذه املنطقة الربية التي تُدعـى
كــاب سيــرات. I
الغـزالــــة
85 I
711
زيـارة برفقة دليـل
visite guidée I guided tour I
تأمل األشياء وحيدا وسط املعامل التي يعود عمرها إىل آالف
السنني، ولكن هذا يقلص من الفوائد التي ميكن أن يجنيها
البلد من السياحة الجامعية. مع ذلك يجب اإلشارة إىل أن
معظم هذه املواقع تفتقد إىل البنية التحتية الالزمة الستيعاب
الوافدين وانه من الصعب اإلقامة هناك. وهذا ميثل مرشوع
عمل للوزير القادم …
وبعد بضعة أيام قضيتها يف جربة يف ترف فندق من فيئة
5 نجوم، علها تعينني بلطف عىل استعادة طعم املغامرة و
الظروف الصعبة التي تواكبها ؛ واصلت الرحلة نحو تطاوين
ومنطقة القصار، حيث الحصون الحجرية التي كانت سالل
غذائية ومواضع لتخزين املنتوجات الفالحية، تنترش وهي يف
حالة متداعية فوق قمم جبال غنية باملعادن، وهي تشهد عىل
هذه الحقيقة التي لطاملا أثارت استغرايب ؛ وهي أن الصحراء
تزخر بالحياة والحضور البرشي عىل عكس ما يوحي به اسمها.
وخالل فرتة اسرتاحة استغليتها اللتقاط الصور التقيت
بعمر، أحد سكان املدينة الذي أخذت أتجاذب معه أطراف
الحديث. ثم اقرتحت عليه أن أوصله إىل منزله الذي يبعد
مسافة 8 كيلومرتات عن هذا املكان عىل منت السيارة ما دام
ليس لدي وجهة معينة أقصدها. ومبا أننا كنا يف وقت متأخر
من اليوم، دعاين إىل قضاء الليل يف منزله حيث عرفنى عىل
ّ
والديه، وشقيقه، وشقيقاته وأطفاله. وبعد أن تناولنا طبقا
من الكسكيس غاية يف اللذة أعدته والدته، قضينا الليل يف
استحضار أطوار حياتنا املختلفة والتي أقل ما ميكن أن نقول
عنها أنها متباعدة كل البعد ؛ حياة متجذرة يف هذه األرض
الصخرية التي يعيشها محمد رفقة عائلته ؛ وحيايت، كأعزب
غري متقيد بأي التزام يطوف العامل منذ 03 عاما. إنني أحب
هذه اللقاءات املفاجئة العفوية التي صبغت رحاليت التي
قمت بها يف أماكن نائية، متتد من جبال األنديز إىل منغوليا.
يف مثل هذه اللحظات املتسمة بالبساطة، والرصاحة والنزاهة،
نلمس يف نهاية املطاف عاملية اإلنسانية التي تتجاوز خالفاتنا
القامئة عىل املصري الفردي، واملعتقدات، واملناخ، والرثوة ...
كان قرار مغادرة هذا املكان يف الصباح الباكر خيارا صعبا ملا
ملسته من حسن االستقبال وكرم الضيافة لكن املسرية متواصلة
ولقاءات أخرى يف انتظاري. وصلت إىل أقىص النقطة الجنوبية
للرحلة ولذا وجب عيل أن أواصل الرحلة يف اتجاه الشامل
الغريب، نحو دوز وتوزر عرب مطامطة، حتى الوصول إىل مدينة
طربقة. مناظر طبيعية جديدة وخالبة تنتظرين، فضال عن
العديد من نقاط التفتيش. حيث تنتظرين يف جميع التقاطعات
الرئيسية حواجز الرشطة، الذين تنتاب أعوانهم الدهشة عند
رؤية شخص أجنبي يسافر مبفرده يف سيارة رباعية الدفع تتسع
ألكرث من شخص واحد. وألن الطبيعة متقت الفراغ، عادة ما
يطلب مني نقل بعض "الزمالء الذين يلتحقون مبراكزهــم"
أو الذين يغادرونها إىل البلدة أو القرية املقبلة عىل طريقي.
ملـا ال ؟ خربة جديدة يف سرييت الذاتية : سائق ناقالت الجنود.
تستعد توزر الحتضان فعاليات الكثبان االلكرتونية، وسجلت
أسعار الفنادق ارتفاعا بالتزامن مع تنظيم هذا املهرجان
املوسيقى واالحتفايل فهرعت إىل متغزة ؛ لكن القرص املحيل
الشهري، الذي كرث امتداحه، أغلق أبوابه، نتيجة املصاعب
االقتصادية. ولحسن حظي، أخذت معي عثامن الذي كان يحاول
ركوب إحدى السيارات املارة عىل الطريق املؤدي إىل البلدة،
والذي استضافني يف بيته لتناول العشاء مع أبنائه الستة وزوجته
صليحة. تعيش األرسة عىل مساحة تقدر بهكتارين مزروعة
بأشجار النخيل ورثها عن أبيه والتي تقع يف فجوة خرضاء هي
عبارة عىل واحة جبلية وسط الصخور والحىص. لقاء مدهش مع
ِ
رب هذه العائِلَة، الجيولوجي الهاوي الذي تفصلني عنه عدة
َ ُّ
عقود من العمر، والذي يتكلم، رغم أنه مل يغادر البلدة أبدا،
اللغة الفرنسية بطالقة، التي تعلمها عىل يدي مدرس أصيل
منطقة بريتاين الفرنسية أقام يف هذه القرية يف الستينات. يف
اليوم املوايل، اكتشفت مبعية عثامن وابنه، اللذان لعبا دور املرشد
السياحي، العجائب الطبيعية التي تزخر بها املنطقة، واملعروفة
مبيداس والتي تحتوي أيضا عىل كنوز جيولوجية وتوفر مناظر
وإطالالت خالبة عىل شط الجريد.
وبعد أن قطعت مسافة تبلغ حوايل مائة كيلومرت نحو الشامل،
تغري املشهد. وحل محل الطبيعة الصخرية والصحراوية أرايض
مروية وغنية، ومحل الكتل الشائكة التي تصارع الرياح أشجار
الزيتون واللوز. اقرتبت من املنطقة املعروفة بطاولة يوغرطة،
لكن استحال عيل التوقف، النعدام إشارات املرور واللوحات
اإلرشادية املالمئة. ورسعان ما اكتشفت يف ضواحي الكاف،
تونس التي مل يكن ليدر بخلد أحد أن يشاهد فيها هذه املناظر
الطبيعية التي تبدو وكأنها يف منطقة السافوا أو سويرسا.
انحراف صغري نحو الغرب، وها أنا يف املوقع األثري بحيدرة
الواقع عىل مرمى حجر من الحدود الجزائرية. أتأمل مبفردي
قوس النرص الروماين الذي بقي محفوظا عىل حاله تقريبا وهو
يطل عىل واد ترعى فيه قطعان األغنام. رجل مسن قدم نفسه
عىل أنه حارس اآلثار، رافقني يف زيارة املوقع وأَسرَ إيل أنني أول
َّ
زائر أجنبي يف هذا الشهر. جلست عىل السور الروماين وأطلقت
عنان مخيلتي فأبرصت الفيالق الر ومانية وسمعت خطواتهم
التي يرتدد صداها عىل هذه الحجارة القدمية. أي من املواقع
األثرية األخرى التي سوف أكتشفها يف األيام القليلة املقبلة سوف
ترتك يف نفيس هذا الشعور بالحنني إىل زمن وىل ومىض ومل يبقى
منه إال هذه الحجارة اليائسة التي لن متحى من ذاكرة التاريخ.
" (…Sic transit gloria mundiهكذا تعرب أمجاد العامل").
انتهت رحلتي إىل الشامل يف طربقة، مدينة مشوهة بالبنايات
العشوائية والغري القانونية والتي غادرتها عىل وجه الرسعة ؛
قاصدا عني دراهم هذه املدينة املعلقة يف قمة الجبل ذات
الغابات الكثيفة بأشجار الفلني والبلوط التي تكسوا وديان
هذه املنطقة الخرضاء التي تطل عىل البحر. قطعان من األغنام
تعد باملئات تنترش يف التالل، تقحمني يف مشاهد مستمدة
مبارشة من كتاب "العهد القديم".
ها أنا يف كاب سريات، جنة تنعم بالهدوء والجامل. إنني
أستمتع، دون وعي، باللحظات األخرية من الهدوء والسكينة.
وبعد أن قطعت عرشين كيلومرتا من الطريق، تعطلت السيارة
فتوقفت عىل جانب الطريق. ال تفصلني عن العاصمة تونس
سوى 021 كيلومرتا حيث نويت العودة بعد اثنني أو ثالثة أيام.
مل يبقى لدي سوى بضعة أيام لتوديع أصدقايئ واالستعداد
ملغادرة هذا البلد الذي رصت أعتربه بالدي حقيقة بعد 6
أسابيع قضيتها يف الغوص يف أعامقه.
سأغادر البالد كام وصلت، مع سيارة معطبة داخل عنرب
الباخرة قرطاج ، ولكن حامال ذكريات ال تنىس. لقد اكتشفت
هذا البلد املضياف واألخّاذ الذي ال نعرف يف الحقيقة عنه
إال القليل. عىل الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، يحافظ
التونسيون عىل االبتسامة والتفاؤل وعىل تقاليدهم املتميزة
بالكرم وحسن الضيافة التي ستبقى بالنسبة يل مجسدة يف
عمر، وعثامن وأرسهم.
سأعود، بالتأكيـــد، ولكن تلك قصة أخــــرى.
I
impeccable French, thanks to a Breton teacher who
worked in this village during the sixties. The day after, he
,and his son show me the natural marvels of the region
known for its Gorges of Midès but also for its geological
treasures and breathtaking panoramas over the Chott
.El Jerid downhill
.A hundred kilometers North, the landscape changes
The rock is replaced by a rich soil, the windblown
thorny trees transform into olive and almond trees. I
arrive near Jugurtha but never find it, in the absence
of appropriate signage. I soon discover in the Kef
surroundings an unsuspected Tunisia, with
.landscapes similar to Savoie or Switzerland
A little detour towards West brings me near the
Algerian border, in the archaelogical site named
Haidra. Alone in the world, I contemplate an almost
intact Roman triumphal arch which overlooks a valley
covered with sheeps. An old man who introduces
himself as the guard tells me that I am the first foreign
visitor of the month. Sitting on a Roman wall, I let my
thoughts wander, thinking about Roman times. The
footsteps of the cohorts of legionnaires seem to
resonate on the centenary stones. None of the other
archaeological sites that I am going to discover during
the next days will carry such a nostalgic aura. Sic
.)» transit gloria mundi… (« So fades the world’s glory
My trip ends in Tabarka, a town disfigured by
.informal constructions and which I leave quickly
From Aïn Draham, perched in the mountains, I see
cork-oak forests that cover the valleys of this green
region overlooking the sea. Hundreds of sheep herds
are scattered on the hills. The image seems to come
.straight out of the Old Testament
Here I am in Cap Serrat, a marvel of isolation and
beauty. Without knowing it, I enjoy my last moments
of calm. Twenty kilometers further, my transmission
blows up. I am only 120 kilometers away from Tunis
.where I planned to go in 2 or 3 days
I have a few days left to say good bye to my friends
and get ready to leave this country that I almost
.consider as my own after 6 weeks of immersion
I leave as I arrived, with a broken car in the hold of the
Carthage, but enriched with unforgettable souvenirs. I
,have discovered a relatively unknown country
extremely welcoming and charming. Inspite of their
problems, Tunisians keep their smile and hospitality. I
.will never forget Amor, Othman and their families
I will be back, that’s for sure, but that’s another story. I
évasion
fly away
ّ
لنحـلــق
visite guidée I guided tour I
country. Nevertheless, it must be noted that hosting
infrastructure is non-existent around most of these
...sites. Another job for a future minister