رحلـة عبـر الزمـن
voyage dans le temps I journey through time I
évasion
fly away
ّ
لنتحـلق
باليرمو أو أناقة الملكة البائدة. حضيت باليرمو “بتودد” كل من اليونانيين والرومــان
والفينيــقييــن والنورمــان واألسبــان والبريطــانيين فـي وقت الحق، مدينة فـي غاية
من الجمـــال، تحيط بها الجبال التي تطل على شوارعها المستقيمة، والبحر األبيض
غربا، ولكن جمالها غالبا ما تشوبه حــالة من التردي واإلهمــال.
المتوسط
غــــــــــــالبــــــا ما تنسب لألرضار التي خلفها قصف
قوات الحلفاء خالل الحرب العاملية الثانية. ولكن بعد ستني
عاما، ما زال ما ال يزيد عن 3 % من سكانها يعيشون يف وسط
املدينة التاريخية، مام يدعو إىل التساؤل. إن السبب الحقيقي
يكمن يف مكان آخر اسمه كوسا نوسرتا أو املافيا. إن فيلم
،العراب IIIلكوبوال، الذي تم تصويره يف شوارع املدينة ،
ّ
فضال عىل أنه أسطورة سينامئية وهو حقيقة وواقعا ملموسا
أحبط أي تحسنا و وقف عائقا أمام دخول هذه املدينة بشكل
كامل يف القرن الحادي والعرشين. بالتأكيد بالريمو تفخر وتعتز
بتقاليدها، وبالحركة التي تعم شوارعها الصاخبة، فهي رشهة
وتعج باألسواق والقصور والكنائس والساحات املشيدة عىل
الطراز البارويك عىل غرار “كواترو كانتي” التي تعد قلبها
النابض. فهي أكرث حداثة مام قد تبدو عليه. هي بكل بساطة،
تكافح من أجل البقاء. وهناك من يزعمأن األموال األوروبية
املخصصة للثقافة أو ملشاريع البنية التحتية الكربى، تختفي
أحيانا و ينتهي بها املطاف يف جعبة املافيا.
فحتى مرسح ماسيمو : دار األوبرا ببالريمو، يعاين من نقص
يف املوارد. “إنها ال تحتوي حتى عىل قاعة تدريب” يأسف
جيواكينو النزا تومايس، املدير السابق ألوبرا روما ومرسح
سان كارلو بنابويل. “وهذا ما مينع تنظيم عدة عروض يف نفس
الوقت، كام هو الحال يف معظم مسارح األوبرا العريقة”.وعىل
الرغم من ذلك، فإن جياكينو ابن العم واالبن الروحي لجوزيبي
تومايس دي المبيدوزا املؤلف الشهري للرواية “ايل غاتوباردو”
(الفهد)، التي اقتبس منها لوتشينو فيسكونتي الفيلم الذي
يحمل نفس العنوان يف عام 3691، وزوجته نيكوليتا عادا
للعيش يف بالريمو. ألن روح هذه املدينة ترسي يف دمائنا.