La Gazelle | Page 104

‫رحلـة عبـر الزمـن‬ ‫‪voyage dans le temps I journey through time I‬‬ ‫‪évasion‬‬ ‫‪fly away‬‬ ‫ّ‬ ‫لنتحـلق‬ ‫باليرمو أو أناقة الملكة البائدة. حضيت باليرمو “بتودد” كل من اليونانيين والرومــان‬ ‫والفينيــقييــن والنورمــان واألسبــان والبريطــانيين فـي وقت الحق، مدينة فـي غاية‬ ‫من الجمـــال، تحيط بها الجبال التي تطل على شوارعها المستقيمة، والبحر األبيض‬ ‫​​ غربا، ولكن جمالها غالبا ما تشوبه حــالة من التردي واإلهمــال.‬ ‫المتوسط‬ ‫غــــــــــــالبــــــا ما تنسب لألرضار التي خلفها قصف‬ ‫قوات الحلفاء خالل الحرب العاملية الثانية. ولكن بعد ستني‬ ‫عاما، ما زال ما ال يزيد عن 3 % من سكانها يعيشون يف وسط‬ ‫املدينة التاريخية، مام يدعو إىل التساؤل. إن السبب الحقيقي‬ ‫يكمن يف مكان آخر اسمه كوسا نوسرتا أو املافيا. إن فيلم‬ ‫،العراب ‪ III‬لكوبوال، الذي تم تصويره يف شوارع املدينة ،‬ ‫ّ‬ ‫فضال عىل أنه أسطورة سينامئية وهو حقيقة وواقعا ملموسا‬ ‫أحبط أي تحسنا و وقف عائقا أمام دخول هذه املدينة بشكل‬ ‫كامل يف القرن الحادي والعرشين. بالتأكيد بالريمو تفخر وتعتز‬ ‫بتقاليدها، وبالحركة التي تعم شوارعها الصاخبة، فهي رشهة‬ ‫وتعج باألسواق والقصور والكنائس والساحات املشيدة عىل‬ ‫الطراز البارويك عىل غرار “كواترو كانتي” التي تعد قلبها‬ ‫النابض. فهي أكرث حداثة مام قد تبدو عليه. هي بكل بساطة،‬ ‫تكافح من أجل البقاء. وهناك من يزعم​​أن األموال األوروبية‬ ‫املخصصة للثقافة أو ملشاريع البنية التحتية الكربى، تختفي‬ ‫أحيانا و ينتهي بها املطاف يف جعبة املافيا.‬ ‫فحتى مرسح ماسيمو : دار األوبرا ببالريمو، يعاين من نقص‬ ‫يف املوارد. “إنها ال تحتوي حتى عىل قاعة تدريب” يأسف‬ ‫جيواكينو النزا تومايس، املدير السابق ألوبرا روما ومرسح‬ ‫سان كارلو بنابويل. “وهذا ما مينع تنظيم عدة عروض يف نفس‬ ‫الوقت، كام هو الحال يف معظم مسارح األوبرا العريقة”.وعىل‬ ‫الرغم من ذلك، فإن جياكينو ابن العم واالبن الروحي لجوزيبي‬ ‫تومايس دي المبيدوزا املؤلف الشهري للرواية “ايل غاتوباردو”‬ ‫(الفهد)، التي اقتبس منها لوتشينو فيسكونتي الفيلم الذي‬ ‫يحمل نفس العنوان يف عام 3691، وزوجته نيكوليتا عادا‬ ‫للعيش يف بالريمو. ألن روح هذه املدينة ترسي يف دمائنا.‬ ‫