كفــــاح المبدعيــــن
بدأ يف عام 4002 مع “أديو بيتزو”، وهي جمعية من التجار
تناضل ضد إبتزاز املافيا تضم ما يقارب عن 058 عضوا، وحدوا
ّ
ّ
صفوفهم اليوم ملحاربة هذه اآلفة. من بينها، كثري من املبدعني
الشبان الذين تخرجوا من مدارس الفنون بروما وميالنو و
العواصم األوروبية، وعادوا إىل بالريمو والرغبة تساورهم يف
دفع األمور قدما لألمام. فقد احتلوا منذ عام 2102 شارع
“باترنوسرتو” الساحر املوجود يف قلب حي كالسا، وأقاموا
محالت تجارية وورش متخصصة يف صنع املالبس، والتحف
وإكسسوارات الديكور، التي غالبا ما تكون مصنوعة من املواد
املعاد تدويرها. كارميال داكييل من مواليد منطقة “بوغليا”
( )Pouillesتستمد إلهامها من كل ما يعرض يف األسواق. متىش
يف األحياء الشعبية وتجوب شوارع فوسرييا ( ،)Vucciria
وكابو ( )Capoأو بالرو ( )Ballaròبحثا عن أوراق التغليف
واللف امللونة واملزينة. تصنع منها كتيبات تحمل رسائل
شعرية تبيعها يف مكتبة يف شارع “باترنوسرتو”. ومثل العديد
من الفنانني الشبان، تنشط كارميال ضمن الشبكات الجديدة
التي متارس العمل التعاوين اإلبداعي. التي متثل يف آن واحد
أماكن عمل مشرتكة وفضاءات تحتضن فعاليات وأحداث فنية،
تحمل اسم مولتيفولتي، نوي أو كالك. وهو االسم املخترص
ملركز مخابر الفنون املعارصة، الذي أنشأ يف عام 2102 مببادرة
من كريستينا ألغا التي شعرت بعد استكامل دراستها يف مجال
االتصاالت يف مدينة بولونيا اإليطالية بالحاجة إىل مامرسة
العمل يف صلب املجتمع. فاستأجرت شقة كبرية مبعية أصدقاء
من املهندسني املعامريني واملصورين ومصوري الفيديو، لتنفيذ
مرشوع إنشاء املتحف البيئي أوربانو ماري ميموريا فيفا يف
املحطة القدمية للقطارات، حيث صمموا مرافق متعددة
الوسائط هدفها توفري الرغبة وتحفيز سكان بالريمو عىل إنقاذ
الواجهة البحرية، التي أصبحت قذرة ويف حالة تلوث يتعذر
حتى الوصول إليها. لكن الرائد الحقيقي لحركة “موبيدا” هو
فرانشيسكو بنطاليوين الذي ينحدر من عائلة امتهنت تجارة
التحف الدينية منذ عام 5091، وأدرك برسعة أنه يريد أن
يصبح من أصحاب أروقة العرض. حيث يقول “إن بيع تحفة
دينية أو عمل فني هو يف املقام األول بيع يشء نؤمن بقيمته
الحقيقية”. سافر يف عام 9991، إىل نيويورك حيث تعلم
أصول تجارة التحف الفنية القدمية والنادرة عند غاغوسيون
،Gagosianقبل إنشاء رواقه الخاص. “كان هديف أن أتعلم
كيفية تعزيز الرؤية الجديدة واللغة الجديدة للفن الصقيل،
والقضاء عىل القوالب النمطية والكليشيهات التقليدية لصقلية
الريفية والبائسة”. وأصبح اليوم، هذا الفضاء الجميل الذي
يتميز بخرسانته املصقولة قبلة للفنانني املشهورين دوليا :
نذكر منهم أصيلو صقلية أليساندرو دي بييرتو، جوليتا أراندا،
لوريدانو لونغو، وإنيازيو مورتالرو، الذين اتخذوا من الرواق
منربا ألعاملهم الفن