ثقــافـة
culture I culture I
كـــــــــــان روبتزوف طالبا شابا يحظى مبنحة دراسية من املدرسة الوطنية للفنون الجميلة بسان بيرتسبورغ، اكتشف الرشق عام
3191 عرب بالد االندلس و طنجة. و يف عام 4191، وصل إىل مدينة تونس بعد أيام قليلة من وصول “ماكا” و “كيل” إليها، فاستقر بها
ملدة طويلة و حصل عىل الجنسية الفرنسية عام 4291، و مل يرجع أبدا إىل روسيا. و أصبح يرتدّد عىل معهد البحوث لقرطاج فأتيح
له أن يرسم صورا زيتية لشخصيات معروفة مام فتح له أبواب األوساط الراقية من املجتمع االستعامري آنذاك. و يف عام 0291، أقام
معرضا يضم أكرث من مائة و عرشين لوحة من إنجازه فكرسه الصالون التونيس الذي يرشف عليه الكسندر فيشاي “رسام األضواء”.
ّ
و كانت لوحات املناظر الطبيعية و الحدائق التي عرضها و هي تنتسب إىل التيار “بعد االنطباعي” و تتميز بلمساتها األنيقة و
تلوينها الرصني، قريبة من حيث األسلوب من لوحات صديقه البارون ديرالنجي، و تسحر الناظرين كام تسحرهم رسوم البدويات
كبرية الحجم و الالت كان يختارهن يف البداية من بني موديالت املصور رودولف ليهنارت. و قد كانت شواغله التوثيقية يف مجاالت
ّ
اللباس و وسائل الزينة و الوشم – حيث كانت رسومه تتخذ كصور ملنشورات ارناست غوبار – مصدر إلهام له لرسم مشاهد مألوفة
من الحياة اليومية (إعداد الكسكيس – نساء مكتحالت 5191). إال أن روبتزوف أوىل فيام بعد اهتامما أكرب إىل كيفيـــــــة النظر و
إىل األحــــــاسيس لدى موديالته (عليـــــاء، 7391). “ إنهم البدو الجبليون، الخشنون و الجهلة، هم الذين يتوفر فيهم الحسن،
و النبل و التهذيـــــــب، أمـــا نحن، املمثلني للحضارة املتقدمة عىل سواها، فنحن نتصف بالبشاعة، و الدناءة و الخشونـــــة”.
روبتزوف، و ان كان مسترشقا “اثنوغرافيا”،
فهو يرفض ما يف هذا املجال من تطرف،
عىل أنه قد رسم سلسلة من األجسام
العارية طبّق فيها أساليب التقاليد الغربية
عىل موديالت أوروبيني و رشقني. و يف
مذكراته التي كتبها يف أواخر حياته و
كذلك يف املقاالت القليلة التي كتبها ملجلة
“تونس” تحت عنوان “ربع قرن يف البالد
التونسية” دافع روبتزوف عن رضورة
متسك الرشق بالو