La Gazelle | Page 152

‫رحلـة عبـر الزمـن‬ ‫‪voyage dans le temps I journey through time I‬‬ ‫‪évasion‬‬ ‫‪fly away‬‬ ‫لنتحـلّق‬ ‫”‬ ‫حللنا بالجزيـــــرة : األرض اليـوم،‬ ‫قـــــــاحلة و البحــــر فـــــي كل مكـــــــان.‬ ‫النخيــــــــل كذلــــك‬ ‫“‬ ‫دامــــــــــت الرحلة البحرية ساعة و نصفا منذ مغادرة‬ ‫ميناء صفاقس. عىل منت مركب العبور "اللود"، ترتاءى لنا‬ ‫صورة كالرساب : يف ما وراء املرآة، جزر قرقنة. أرض منبسطة‬ ‫كالفطرية، عرضة للرياح ال يعرتض النظر فيها أي ترضيس.‬ ‫الخطوط العمودية الوحيدة التي تبدو لنا ليست سوى أرشعة‬ ‫السفن و جريدات النخيل البارزة من املاء.‬ ‫تاريخ الجزيرة املعروف يعود إىل العهد الفينيقــــي. املؤرخ‬ ‫اإلغريقي هريودوت يف كتابه "البحوث" يف القرن الخامس‬ ‫قبل امليالد، يورد بعض األوصــاف : " بالقرب من هذا البلد،‬ ‫يوجد، عىل حد قول القرطاجنيني، جزيـرة جد ضيقة تسمـى‬ ‫ّ‬ ‫سريونيـس. طولها مئتا غلوة (الغلوة = 006 قدم)، و ميكن‬ ‫االنتقال إليها بسهولــــة من األرض اليــــابسة، وهي مغطاة‬ ‫بالزيــــاتني و شجر العنب".‬ ‫حللنا بالجزيرة : األرض، اليوم، قاحلة و البحر يف كل مكان.‬ ‫النخيل كذلك. يجب أن نقول إن كل يشء يف قرقنة ينطلق من‬ ‫النخلة : فثامرها غنية، و من النخلة يستخرج رشاب "الالڨمي"،‬ ‫و غصونها تستخدم ملصيدات األسمــاك و لسقوف املنــازل،‬ ‫و خشبها لصنع أجزاء من السفن.‬ ‫فردوس يسبح في األزرق الممتد‬ ‫ّ‬ ‫طريق خطـّها الرومان لعبور الجزيرة. نحن نسلكها اليوم.‬ ‫منر بالبلدات الصغرية. البيوت مازالت، يف معظمها، محافظة‬ ‫عىل طابعها األصيل : كلها يف مستوى واحد و جدرانها مبنية‬ ‫بالحجارة و مبيضة بالجري و سقوفها بجذوع النخيل.‬ ‫عىل طول طريقنا، البحر ال يختفي عن األنظار. ال بد من القول بأن‬ ‫البحر يف قرقنة مصدر رزق. البحر هنا محىل بـ "الرشايف": خطوط‬ ‫451‬ ‫‪La Gazelle 53 I‬‬