La Gazelle | Page 142

‫زيـارة برفقة دليـل‬ ‫مديـــــنة "بولونيا" الكائنة يف وسط منطقة "إمييليا- رومانيا"،‬ ‫هي مدينة ترجع إىل القــــرون الوسطى، و قد حــــافظت‬ ‫عىل هذا الطابع األصـــيل عىل الوجه األكمل – مبا يف ذلك من‬ ‫حشود السيـــاح !‬ ‫و هي محطة البد من التوقف فيها باعتبار طابعها املعامري،‬ ‫ّ‬ ‫و أطعمتها الشهية، و برمجتها الثقافية، و الحياة الليلية و‬ ‫الطالبية فيها، و غريها من الخصائص املميزة التي ستكتشفونها‬ ‫بأنفسكم عىل العني !‬ ‫و قليل هم الذين يغادرون بولونيا دون أن يساورهم الندم‬ ‫عىل أنهم مل يربمجوا إقامة أطول فيها.‬ ‫مدينة "بولونيا" يفوح منها عبيق الشباب الطاليب الذي متتزج به‬ ‫امتزاجا عميقا علوم الجهابذة الذين مروا من مقاعد جامعتها‬ ‫ليبلغوا إىل كراسيها و ذلك منذ القرن الثالث عرش للميالد.‬ ‫و اليوم، فهي تحتضن شخصيات عىل غرار "امبارطو إيكو"‬ ‫يعملون جميعا بولع و شغف كبريين عىل تبليغ معارفهم‬ ‫النفيسة إىل األجيال الجديدة. ذلك أن مدينة "بولونيا" هي‬ ‫التي أنشئت بها أقدم جامعة يف أوروبا – وهو أمر ال ريب فيه‬ ‫عىل كل حال بالنسبة لكلية الطب.‬ ‫‪évasion‬‬ ‫‪fly away‬‬ ‫لنتحـلّق‬ ‫‪visite guidée I guided tour I‬‬ ‫بين غنى المــاضي و غليان الحــاضر‬ ‫مدينة "بولونيا" تتجمع فيها كذلك عالمات أبّهة املايض. ففي‬ ‫العهد الروماين كانت هذه املدينة القامئة يف وسط طريق‬ ‫"امييليا" (فيا اميليا، و التي أصبحت تسمى اليوم "سرتادا‬ ‫ماجيوري")، تستفيد من منافع الحركة الكثيفة التي متر بها.‬ ‫فيام بعد، أصبحت األرس األغنى يف البالد اإليطالية تتزاحم عىل‬ ‫احتالل املرتبة األوىل و تتسابق يف إنفاق األموال لرعاية العلوم‬ ‫و الفنون و إقامة املعامل املعامرية الفخمة.‬ ‫"بولونيا" هي واحدة من أجمل مدن القرون الوسطى يف كامل‬ ‫إيطاليا، و فيها ميكن أن نشاهد حتّى اآلن، منازل ممتازة من‬ ‫الخشب تم إصالحها و ترميمها بعناية مثل "كازا قرايس" أو‬ ‫قرص "بوكيش" (الذي يحمل نقوشا بالعربية).‬ ‫تتميز املدينة بخاصيتني اثنتني : مئات األروقة التي بها، و‬ ‫أبراجها املائلة الشهرية.‬ ‫إذا كنتم تعتقدون أن مدينة "بيزا" هي الوحيدة التي بهــا‬ ‫أبراج مائلة، فعليكم أن تثوبوا إىل رشدكم. فبولونيا لها من‬ ‫األبراج ما يكفـــي ل