La Gazelle | Page 48

‫84‬ ‫94‬ ‫اسطــنبـــول‬ ‫بيزنطة، أو القسطنطينية، أو اسطنبول، مدينة فريدة، ال مثيل لها،‬ ‫لؤلؤة ماء، و ظاهرة يتجىل فيها أبدع ما صنعه اإلنسان: جرس يصل بني‬ ‫قارتني، و يحتفظ يف باطنه بثقافة ترجع إىل آالف السنني. اسطنبول التي‬ ‫َ‬ ‫ستكتشفونها مدينة من أكرث املدن سحرا و جاذبية. و هي اليوم تعيش‬ ‫َ‬ ‫عىل إيقاع إبداع فنّي عجيب، و تطور اقتصادي نشيط من أرسع ما‬ ‫يشهده العامل. و سكان اسطنبول ينظرون إىل املستقبل بهدوء و اطمئنان،‬ ‫وهم يرسمون مالمح اسطنبول الجديدة.‬ ‫اسطنبول التاريخية‬ ‫اسطنبول هي من أكرب املدن يف تركيا، تقع يف منطقة مرمرا. وهي اذ تربط‬ ‫آسيا بالقارة األوروبية تضطلع بدور الجرس بني املرشق و املغرب .‬ ‫َ‬ ‫و هي من املدن القليلة يف العامل التي يرجع تاريخها إىل أعىل العصور‬ ‫القدمية. و تنقسم إىل قسمني يفصلهام مضيق البوسفور الذي يصل البحر‬ ‫َ‬ ‫األسود ببحر مرمرا. أما من الوجهة الجغرافية، فتضاريسها تتمثل يف هضاب‬ ‫َ‬ ‫محدبة بأكامت خفيفة االرتفاع تقطعها أودية تسيل بها أنهار صغرية‬ ‫تصب يف بحر مرمرة و يف البحر األسود، أما الجزء اآلسيوي من املدينة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فتغلب عليه الصبغة الجبلية و يتمثل يف مرتفعات متتالية .‬ ‫َ‬ ‫ها نحن يف حي السلطان أحمد، عىل الضفة الغربية من املدينة، يف ما‬ ‫يسمى باملركز التاريخي. يومان يكفيان لزيارة هذا الحي .‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫قرص توبكايب، الذي ش ّيد يف القرن الخامس عرش للميالد كان مقر إقامة‬ ‫َ‬ ‫السالطني العثامنيني حتَى القرن التَاسع عرش. و هو يضم تراث السالطني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الذي ميثل مجموعة من أكرب مجموعات الفنون اإلسالمية .‬ ‫َ‬ ‫عند الخروج من توبكايب وعىل بعد بضع مئات من األمتار، تجد جامع آيا‬ ‫صوفيا و الجامع األزرق، و هام متقابالن. فاألول بناه املهندسان أرتيميس‬ ‫دي ترالس و إيزودور دي ميالي عام 235 للميالد بطلب من االمرباطور‬ ‫جوستينيان األول. و آيا صوفيا و قد كانت كاتدرائية مشهورة مبا فيها من‬ ‫لوحات الفسيفساء و كذلك بطابعها الهنديس و خاصة مبقاساتها املذهلة‬ ‫َ‬ ‫و ق ّبتها املتميزة. و قد حولت إىل جامع إثر دخول األتراك املسلمني عندما‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فتح السلطان محمد الثاين الغازي القسطنطينية عام 3541 م .‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و تجاه آيا صوفيا، يقوم جامع السلطان أحمد املعروف لدى الجمهور‬ ‫َ‬ ‫بالجامع األزرق، و هو من عمل املهندس املعامري سيدفكار محمد آغا، و‬ ‫َ‬ ‫تم بناؤه فيام بني 9061 و 6161 بأمر من السلطان أحمد األول، و شكله‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الهنديس مستوحى من آيا صوفيا مثلام هو شأن العديد من الجوامع‬ ‫الكالسيكية األخرى التي أنشئت يف العهد العثامين. و داخله يغمره النَور، و‬ ‫َ‬ ‫هو ملبس بأبدع األصناف من زليج ايزنك التي تغلب عليها املسحة الزَرقاء‬ ‫و لذلك سمي بالجامع األزرق.‬ ‫ّ‬ ‫و ال ينبغي ان نغادر حي السلطان أحمد دون زيارة البازليك الصهريج‬ ‫املشهورة باسم القرص املغمور. فهذا املبنى املدهش طوله 041 مرتا و‬ ‫َ َ‬ ‫عرضه سبعون مرتا وهو مقسم إىل 21 صفا من األعمدة يضم كل واحد 82‬ ‫عمودا و يبلغ ارتفاعها 5 أمتار. و تنترش مبختلف مناطق اسطنبول صهاريج‬ ‫عديدة كانت تزود املدينة باملاء.‬ ‫و آخر مرحلة قبل اجتياز جرس غالطا هي السوق الكبري (البازار) الذي ال‬ ‫َ‬ ‫ميكن عدم زيارته. ففيه أصناف وفرية من املصوغ، و من الفريوز و العنرب‬ ‫رائعة فتانة. أما املغرومون بالزرايب، فإنهم يجدون فيه أصنافا متعددة و ال‬ ‫مثيل لها من الزَخارف و األلوان و أساليب النسج.‬ ‫.‪Entrée et Suite du House Hôtel Galatasaray‬‬