�صــــورة، ق�صــــة
ّ
une photo, une histoire I a shot, a history I
ُ
ُ ّ
وفــــــاة الكــــــاتب والمؤَ لـــــف
عبـــــــــــد الوهــــــــــاب المــدب
ّ
تــــــــــــوفــــــــــــي الشاعر والباحث اإلسالمي والكاتب
واملُؤلِّف عبد الوهاب املدّب، الذي ولد يف عام 6491 يف تونس، يف
َ
مستشفى بيزيت، يف باريس، يوم األربعاء، 5 نوفمرب بعد معاناة
من مرض رسطان الرئة. كان الباحث الكبري، والعامل األجل املتشبع
بالثقافة اإلسالمية والغربية ينادي بال هوادة ودون كلل إىل إسالم
عرص التنوير، وحوار الحضارات بدل التصادم بني األمم، والصور
والتمثيل. درس عبد الوهاب املدّب األدب املقارن يف جامعة باريس
َّ
العارشة نانتار، وأرشف عىل مجلة ديدال وأنتج برنامج « ثقافات
اإلسالم »، الذي كان يبث عىل اإلذاعة الثقافية الفرنسية « فرانس
كولتور». وألف ما ال يقل عن ثالثني كتابا، مبا يف ذلك تاليسامنو
(كريستيان بورجوا، 9791)، ومواعظ مضادة (سوي، 6002)،
والخروج من اللعنة. واإلسالم بني الحضارة و الهمجية (سوي، 8002)،
ورهان الحضارات (دار سوي، 9002), وربيع تونس، تحول التاريخ
(دار ألبا ميشال، 1102) و « تاريخ العالقات بني املسلمني واليهود
من البدايات إىل يومنا هذا »(الصادر عن دار ألبا ميشال، باالشرتاك
مع بنيامني ستورا، 3102).
قرر الشاعر واملُؤلِّف التونيس الفرنيس، املفتون باألدب امللتزم
َ
بعد هجامت الحادي عرش من سبتمرب 1002، الدخول إىل حلبة
املناقشات. وكتب يف افتتاحية كتابه الرائد الصادر عن دار سوي يف
عام 2002، تحت عنوان مرض اإلسالم الذي دعا فيه العامل اإلسالمي
أن ينظف « أمام بابه » وكرس دوامة العنف والحقد أن « إذا كان
وفق فولتري التعصب هو مرض الكاثوليكية، وإذا كانت النازية هي مرض أملانيا، فإن األصولية هي مرض اإلسالم ». وكان يدعو
ِْ
مرارا وتكرارا إىل محاربة اإلسالم الراديكايل، متاما مثل االِزدراء الجاهل الذي كان بعض املثقفني الفرنسيني يواجهون به املسلمني.
« إنـــي أحمـــل فــي داخلــــي مرض اإلســــــــالم »
موقف فريد نتج عنه, ظهور خصوم له يف كل فصيل. ولكن أيضا الكثري من األصدقاء واملؤيدين، مثل الباحث اإلسالمي كريستيان
جامبيت، والفيلسوف جان لوك نانيس، واملؤرخ يف مجال الفن جان هوبري مارتن، والكاتب مونجني أوليفييه، املدير السابق ملجلة
الروح، الذي عرض عليه االنضامم إىل هيئة تحرير املجلة. فضال عن املوسيقار ميشال بورطال، الذي قام بعزف ألحان موسيقية
ملوزارت وشوبري وارتجل عىل آلة الكالرينيت ألحان أخرى يف غرفة املستشفى، بغية تخفيف معاناة هذا "الال اختزايل" واملحب
للفن.
كان يقول « إين أحمل يف داخيل مرض اإلسالم » بينام كان يصارع املرض الخبيث الذي كان يفتك بج سده. لقد دعا يف املقالة
األخرية التي نرشتها جريدة لوموند يف يوم 9 أكتوبر، بعد إعدام الرهينة الفرنيس هرييف غورديل، املسلمني إىل « االحتجاج والتظاهر،
كمسلمني ضد هذه الفظائع التي ترتكب باسمنا » وعدم التوقف عن « نرش وبث عجائب اإلسالم ».
يقرتح عبد الوهاب املدّب لفصل السياسة عن الدين ومكافحة الحرفانية واألصولية، البحث من خالل التقاليد الصوفية البن العريب
َ
(0421-5611)، عن طريق اإلسالم املنفتح عىل التعددية التي تسود العامل. ومثلت هذه املسألة محورا من محاور كتابه األخري الذي
صدر مؤخرا تحت عنوان صورة الشاعر يف الصوفية، عن دار بالن للنرش (181 صفحة، 91 يورو)، والذي يتحدث فيه شاعر رحالة
إىل آيا، موضوع حبه : « عندما تعطي، تعطي كل يشء/والشغف هو الذي يحركك ». بيت يناسب مثل القفاز أفكار عبد الوهاب
املدّب، الذي ظل طوال حياته متحمسا ومسكونا بقضايا اإلسالم ومرضه الذي كان يفتك بجسده. I
مقتطفات من جريدة "لـو مـوند" فـي 60. 11. 4102
82
La Gazelle 59 I