La gazelle Gazelle-70 | Page 134

: المدينة العتيقة بتونس عندما تتوقف عجلة الزمن
I envie escapade I wishlist getaway I رغباتنا مغامرة
Vue sur le minaret de la mosquée Zitouna I View on Zitouna mosque’ s minaret I إطلالة على مئذنة مسجد
الزيتونة
: المدينة العتيقة بتونس عندما تتوقف عجلة الزمن
تظلّ‏ تونس المدينة ، كما يحلو للتونسيين أن ينادوا ، على الدوام المدينة العتيقة الرابضة في قلب العاصمة ، والذاكرة الحية والقلب النابض للحياة في العاصمة. فرغم اقتحام الحياة المعاصرة لجميع أرجاء قلب العاصمة ، نجح هذا المكان الخالد في ضمان استمراريته ، ويعتبر اليوم من أهمّ‏ الأماكن
، السياحية التونسية. وما تزال المدينة تزخر بأسرارها. فتحفظها بعيدا عن أعين الفضوليين
: تاريخ المدينة تشكلت النواة الأولى لمدينة تونس حول جامع الزيتونة ، في نهاية القرن السابع. ويختلف تنظيم المدينة العتيقة عن تنظيم المدن الغربية ، فلا وجود لشوارع متعامدة أو لبوابات كبيرة ولكن هناك أزقّة ملتوية ومتعرّ‏ جة ومساكن تعلو كل منها سقيفة تبدو للعيان أثناء السير في هذا المكان
. الخالد ، بعيدا عن ضوضاء السيارات
تسترق النظر عبر فتحة باب أحد المحلات ، أو عائلة مجتمعة لشرب
، الشاي إذا أطللت على أحد النوافذ أو قد يعترضك منزل قديم تمّ‏ تحويله الى مقهى كما هو الحال مع مقهى المرابط أو الى مطعم ذي صيت كما هو الشأن مع مطعم دار الجلد ، أو قد ينقلب البيت فندقا صغيرا مثل دار الضيافة « دار المدينة.» وقد تفترق الطرق فتقودنا شمالا نحو منطقة باب سويقة بمعمارها العربي ومقاهيها
رافقونا لاكتشاف المدينة نبدأ جولتنا من القصبة ، وهي عبارة عن حصن تمّ‏ تشييده في النصف الأوّل من القرن السابع عشر ، وصارت ما تبقى من ساحته
. مقرا لأهم الوزارات ولبلدية تونس وما ان نتوغّل في إحدى الشوارع الصغيرة المحاذية حت تلفت الأنظار
، الجدران الحجرية لجامع الزيتونة وهو قلب المدينة النابض ونقطة بداية كلّ‏ شوارعها. ومن أمامه تمتد أمام الأبصار مجموعة من الشوارع
، الصغيرة المتشابكة بأعراض مختلفة تؤدّي بنا الى سوق الشواشين ومن ثمّ‏ الى سوق البركة حيث يباع الذهب والحليّ‏. وعلى مرمى البصر تزين الأقمشة المختلفة واجهات المحلات الصغيرة ، فهنا جلابيب وهناك سفساري والسجاد وزرابي تغطيها
. بربرية من جميع أنحاء البلاد
، وخلال سيرك عبر شوارع المدينة قد ترى حرفيا يدقّ‏ الجلد عندما
المتعدّدة ، أو جنوبا صوب باب الجزيرة
، أين يمكن التلذذ بأكل الفريكاسي وهي تلك الفطيرة المالحة. وتشارف الجولة على نهايتها عندما تلوح من نتجاوز أسواق الصناعات التقليدية بما تضمه من مصنوعات جلدية وخشبية متقنة ، وتلوح لنا بوابة مهينة في قلب ساحة باب بحر ، وهي الحد الفاصل بين المدينة العتيقة والمدينة العصرية ، أين تسود أجواء مغايرة
. تعيدنا إلى الحداثة
جامع الزيتونة: قلب المدينة تتعدّ‏ د الفرضيات حول أصل هذه التسمية و يقول بعضها أنّ‏ الجامع اكتسب اسمه نسبة لشجرة زيتون ظلت لفترة طويلة في وسط فناء الجامع ، غير أن الفرضية الأقرب للواقع هي أنّ‏ الموقع الحالي للجامع كان في الأصل بستان زيتون. ويعد جامع الزيتونة قلب المدينة النابض ونقطة انطلاق كلّ‏ الشوارع الرئيسية
المؤدية الى الأبواب المنتشرة على أسوار المدينة. وتبلغ مساحة الجامع تقريبا 5000 مترا مربعا ، ويحتضن في أرجائه مراسم الاحتفالات المرافقة للأعياد الدينية الهامة. ويحيط بفناء الجامع 184 عمودا حجريا قديما
. جلبت من موقع مدينة قرطاج الأثري
قصر خير الدين يقع قصر خيرالدين قرب مقرّ‏ جمعية صيانة المدينة ، ويندرج ضمن المسلك السياحي الذي خضع لأعمال صيانة وتجديد والممتد من جامع الزيتونة الى نهج الباشا. و يظهر تأثير النمط المعماري للفترة الاستعمارية بوضوح
على الهندسة المعمارية للقصر الذي شيّده خير الدين باشا حوالي ‎1860‎م ، عندما كان يشغل منصب وزير. ومنحت عمارة المكان القصر رونقا خاصا وبعدا معلميا يجمع بين الزخارف التقليدية والفتحات الكبيرة والزينة المميزة للطابع الغربي. وقد تعددت استعمالات القصر منذ زمن إنشائه فاستخدم كمحكمة ثم مدرسة ابتدائية قبل أن يتحول في ‎1999‎م إلى متحف لمدينة تونس. ويستقبل المكان اليوم العديد من المعارض لفنانين تونسيين وأجانب ، ويعتبر أحد المعالم الهامة التي يجب زيارتها عند
I. المرور من المدينة العتيقة
70