Gazelle | Page 118

حوار مزدوج : ألفة تراس رامبورغ ورضا مومني
I rencontre interview I encounters interview I لقاءات مقابلة
حوار مزدوج : ألفة تراس رامبورغ ورضا مومني
إن معرض " عهد الأمان " في قصر السعيد كان ثمرة لقاء نتج عنه مشروع استثنائي . بهذه المناسبة ذهبنا لمقابلة ألفة تراس . رامبورغ ورضا مومني وهما شخصيتان قويتان شغوفتان استطاعتا أن تحولا هذا الحلم إلى واقع لكل التونسيين
. م غ : حدثنا عن مسيرتكما
أ ت : ولدت في بنزرت وفيها ترعرعت ثم درست في المدرسة العليا للتجارة بتونس حيث تحصلت على شهادة الماجستير في التصرف البنكي . وإثر ذلك مباشرة توجهت إلى لندن للعمل في ميدان المالية المتصلة بالمشتقات
. المالية الأوروبية وأنا الآن أعيش بين باريس وتونس بعد أن قضيت خمس عشر عاما في انجلترا . أنا أم لخمسة أطفال وقد عدت إلى مقاعد الدراسة في السوربون منذ بضع سنوات للتحصل على الإجازة في القانون العام ، وسأركز الآن على
. المؤسسة ونشاطها في تونس ر م : بعد أن تحصلت على شهادة الباكالوريا من معهد بيار منداس فرانس توجهت إلى دراسة تاريخ الفن وعلوم الآثار في جامعة باريس 4 بالسوربون حيث تحصلت على الدكتوراه . بعد ذلك أسعفني الحظ ووقع اختياري كمقيم في فيلا ميديتشي ( الأكادمية الفرنسية بروما ) قبل أن أتحصل على جائزة في البحث من المعهد الوطني لتاريخ الفن بباريس وقبل أن ألتحق بالمركز
. الوطني للبحوث العلمية بجامعة إيكس مرسيليا في إطار ما بعد الدكتوراه بعد ذلك سافرت قبل الرجوع إلى تونس للعمل على عدة مشاريع . ومنذ ما
. " يزيد على السنة تفرغت بالكامل إلى إعداد معرض " عهد الأمان
م غ : ما الكلمات التي تعرف بكما أحسن تعريف ؟ . أ ت : واثقة ، متفائلة ، جدية
. ر م : فضولي ، متطلب ، أمين ، شغوف
. م غ : حدثنا عن مؤسسة رامبورغ
أ ت : أسست أنا وزوجي غيوم مؤسسة رامبورغ سنة 2011 وهي تهدف إلى إعلاء قيمة التعليم والارتقاء بالفن والثقافة في تونس ، وهي وسيلة لخدمة البلد لأن التعليم في نظري هو مفتاح النجاح في تونس ، فهو يعيد الأمل إلى
. الفنانين الشبان من خلال دعمهم ر م : لا أستطيع أن أفضل بين مؤسسة رامبورغ وبين مؤسسيها ألفة وزوجها غيوم اللذين أعتبرهما اليوم صديقين . إن أعمالهما ترمي إلى مساعدة الآخرين وتبحث دائما عن مصلحة المجموعة . وكانا بحاجة إلى كثير من الشجاعة ومن الإمكانيات للبدء في مشروع هذا المعرض الذي تواجهه عوائق كثيرة . ولم أشعر في أي وقت بأي تردد من جانبهما بل بالعكس لم أشعر إلا بالإصرار . والعزيمة للقيام بأعمال مهمّ‏ ة تهدف إلى تحقيق حياة طيبة لكل تونسي . ونادرا ما سمحت لي فرصة الالتقاء بأشخاص معطائين دون مقابل مثلهما
وعلى المستوى الشخصي فإن المؤسسة أهدت لي فرصة العمل في هذا . المعرض المشوق وسوف أعترف بهذا الفضل دائما
م غ : قمتما مؤخرا بتدشين معرض عهد الأمان في قصر السعيد فكيف نشأت هذه المبادرة ؟
أ ت : نشأت هذه المبادرة إثر لقاء جمعني برضا مومني المشرف على المعرض ولقاء آخر مع هذا المكان الساحر قصر السعيد وهو تراث مهمل
. وتاريخ مجهول نريد أن نطلع عليه كل التونسيين ر م : نشأت هذه المبادرة بعد لقائي بألفة رامبورغ التي كانت تطمح إلى
. تحقيق حدث ثقافي مهم بمناسبة إحياء الذكرى الستين للاستقلال
م غ : كيف تصفان المعرض بكلمات قليلة ؟.‏
. أ ت : جديد ، مؤثر ، ضروري ر م : إنه معرض يجمع بين الفن والتاريخ في فترة من فترات تاريخ تونس الثرية والأكثر تعقيدا . حيث تجد في هذا المعرض وثائق نادرة من الأرشيف كدستور 1861 أول دستور في العالمين العربي والإسلامي وقانون إلغاء العبودية لسنة 1846 ومعاهدة عهد الأمان وتجد أيضا تحفا فنية فريدة كالرسوم التاريخية والصور والأثاث والملابس التراثية الجميلة والأسلحة وسجاد غوبلان . إنه معرض جميل يكشف عن ثقافات مادية تونسية وأوروبية وعثمانية في القرنين
. الثامن عشر والتاسع عشر
م غ : ما الوسائل والمساعدات التي قدمت لتحقيق هذا المشروع ؟
أ ت : وضعت المؤسسة كل الإمكانيات المالية واللوجستية لإنجاح هذا المشروع بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث ووزارة الثقافة . إنه أول شراكة بين القطاعين العام والخاص في تونس حول تراث مهم . ونود أن نشكر كل من ساهم في هذا المشروع من المعهد الوطني للتراث ومن وزارة الشؤون الثقافية وكذلك شريكنا الرسمي الشركة التونسية للبنك لمساهمتها السخية ولثقتها فينا . كما نريد أن نشكر أيضا كل الهيئات الممولة كالمكتبة الوطنية والأرشيف الوطني ومتحف باردو ومتحف للاحضرية بجربة ومكتبة الكازار في مرسيليا . هذا المشروع دليل على أننا في تونس قادرون على
. تحقيق إنجازات عظيمة برجال يتحلون بالعزيمة الصادقة ر م : لقد سخرت إمكانيات ضخمة لإنجاز مشروع عظيم ، فلترميم اللوحات استعنا بشركة " أركان " التي تكفلت بترميم قاعة المرايا في قصر فرساي وقاعة أبولو في متحف اللوفر وهي التي درّبت من يتولى مهمة الترميم في المعهد الوطني للتراث . أما ورشة سان لويس التي تعمل خصيصا لمتحف . سان فرانسيسكو وللبيت الأبيض في واشنطن فقد تولت ترميم العروش . واهتمت وكالة دزيتا التي تديرها مامية طقطق وعزة العياشي بالسينوغرافيا
ولإعداد دليل المعرض استعنا بمختصين تونسيين ومساهمين أجانب
120