Gazelle | Page 150

I envie découverte I wishlist discovery I رغباتنا اكتûشاف
البندقية ، صاحبة السموّ‏
رومانسية ، خالدة ، مذهلة ... نعوت وفيرة للإشادة بالبندقية . مدينة العشاق التي تأسّ‏ ر قلوب الزوار وتستقبل نحو 20 مليون سائح كل عام وما يفسر هذا الكم الهائل ممن يقعون في سحرها ، هو أن فضلا عن أجوائها المشحونة بشعرية يكتنفها الغموض ، تتميز
. البندقية بمعالمها المعمارية الرائعة
Le pont des soupirs , qui relie les anciennes prisons aux cellules d ' interrogatoires du palais des Doges I The Bridge of Sighs ( Ponte dei Sospiri ), connecting the Doge ' s Palace old prisons to interrogation cells I جسر التنهدات ، الذي يربط السجون القديمة بأماكن
الاستجواب الموجودة في قصر دوجي
من لم يرها لا يصدق ما يقال عنها ، ومن يراها لا يكاد « يصدق ما يراه .» هكذا أشاد الشاعر لويجي غروتو في 1570 في خطابه " إشادة بالبندقية ،" بهذه المدينة الخالدة التي تسحر بثقافتها وتصاميمها المعمارية
. الجميلة التي تتسم بالجسارة كما استطاعت " المدينة المعجزة " ترويض الأراضي الرطبة للبحيرة وجداول المد والجزر بفضل براعة وعبقرية مهندسيها . وما كان مجرد بحيرة يسكنها الصيادين واللاجئين خلال العصور القديمة ، تحوّ‏ ل على مر القرون إلى قوة بحرية بلا منازع ، وهكذا كان مصير المباني الهشة التي تحوّ‏ لت إلى مباني دائمة . لقد تم تجفيف الأراضي لتثبيت ركائز ومنصات من خشب البلوط أو الأرز ، ثم تم دعمها وجرفها ، بما سهّ‏ ل على الفنيسيين بناء المنازل والقصور ، مستعينين بتقنيات متطورة مكنت من إعادة إعمار المدينة وتصميم مباني عملاقة على غرار كنيسة سانتا ماريا ديلا سالوتي ، التي شيدت على 1006657 ركيزة يبلغ طول كل واحدة منها 4 أمتار ! وبعد نشوب الحرائق التي اجتاحت المدينة في القرن الثاني عشر ، تم استبدال الخشب المستخدم لبناء القصور بقطع الآجر
. وحجارة " استريا ،" وتنفيذ عمليات تجديد وترميم كبيرة ولمواجهة الزيادة المطردة في عدد سكانها قامت
. البندقية بتوسيع مساحتها تدريجيا على حساب البحر حيث أن 80 إلى 90 في المائة من المدينة مبنية على الماء ، مما يسبب في مستهل كل شهر ربيع من كل عام
. في غمر جزء منها كل مبنى أو معلم يروي قصة طبعتها التأثيرات الفنية المختلفة التي عرفتها البندقية . على غرار ما خلفته غزوات البربر " المشحونة بجمالية البندقية التي تقدم لنا " أجمل الإبداعات التي لا تزال تنال إعجابنا . النمط البيزنطي حاضر كذلك بقوة في البندقية كما تشهد على ذلك كاتدرائية سان ماركو المشهورة عالمياً‏ ( تعتبر كواحدة من أعظم الجواهر المعمارية للفن البيزنطي ،) وكنيسة القديسة صوفيا والقصور الأولى التي شيّدت على القناة
. الكبرى أما القوطية المنمّ‏ قة ، التي ظهرت على يدي فنانين فينيسيين وتوسكان ولومبار ، والتي تتميز بديكورات أنيقة ، فقد أضاءت بشعاعها فينيسيا من القرن الرابع عشر إلى نصف القرن الخامس عشر . حيث يعد قصر دوجي خير مثال على ذلك . ويكشف هذا المبنى ، الذي كان مقر القضاة والإدارة الفينيسية ، تكامل الطراز البيزنطي والقوطي والفينيسي الذي ألهم أفضل
المهندسين المعماريين ومصممي الديكور في القرن الرابع عشر مثل فيليبو كالونداريو وبيترو باسيجيو
. وسانسوفينو ، وفيرونازي وتينتوريت كما أن كنائس سانتا ماريا دي ميراكولي وسانتا ماريا ديلا سالوتي تندرج بدورها في حركة عصر النهضة التي
. ظهرت في إيطاليا في نهاية القرن الخامس عشر وفضلا عن هذا التراث المعماري الفريد ، احتلت فنون الرسم حيزا لا يستهان به في البندقية . أنجبت البندقية رسامين مرموقين شاركوا في بناء مجدها خلال عصر النهضة . حيث أن أعمال عائلات بيلليني وتيتيان وتينتوريت وتييبولو وكاناليتو تجاوزت جمالياتها حدود المدينة . و إن كان العديد من هذه الأعمال قد تشتت في جميع أنحاء العالم ، لا تزال بعضها تزين جدران قصر
. دوجي وكاتدرائية القديس سان ماركو
أثرت البندقية على العالم بأسره لعدة قرون بفضل
، قدراتها الخلاقة التي رفعتها إلى أعلى مراتب الجمالية وهي تستحق عن جدارة لقب " مدينة متحف " فقد خيرت عوض الوقوف على أطلال الماضي أن تثبت وجودها
كموطن للفن المعاصر وذلك من خلال بينالي البندقية الذي أصبح نموذجا في مجال الهندسة المعمارية والرقص والموسيقى والسينما المعاصرة . لذا يتحتم عليكم حضور الدورة السابعة والخمسين لبينالي الفن المعاصر ، بعنوان " فيفا آرتي فيفا ،" التي ستعقد هذا العام من 13 ماي إلى غاية 26 نوفمبر 2017 ومهرجان البندقية السينمائي الشهير ، حيث ستنطلق دورة عام
I . 2017 يوم 30 أوت لتتواصل إلى غاية 9 سبتمبر
78