Gazelle | Page 132

‫لنتحـ ّلق رحلـة عبـر الزمـن ‪I évasion voyage dans le temps I fly away journey through time I‬‬ ‫‪Vue d’ensemble de la ville de‬‬ ‫‪Testour  I View over Testour I‬‬ ‫مشهد عام لمدينة تستور‬ ‫تستور األندلسية‬ ‫تقع تستور في الشمال‬ ‫الغربي للبالد التونسية‬ ‫وتحافظ بحرص على ماضيها‬ ‫األندلســـي‪.‬‬ ‫وقد شيدت على أنقاض‬ ‫مدينة " ِتيشي ّ‬ ‫ال" الرومانية‬ ‫العتيقة التي اندثرت في‬ ‫القرون الوسطى‪ ،‬وها هي‬ ‫اليوم تكشف لنا عن جامعها‬ ‫الكبير وشوارعها الضيقة‬ ‫ومنازلها التي بنيت قبل ‪600‬‬ ‫مما يجعلها من أقدم‬ ‫عام‪ّ ،‬‬ ‫المدن التونسية‪.‬‬ ‫أصبحت تستور واحدة من أكبر المدن‬ ‫الموريسكية بعد هجرة الموريسكيين‬ ‫إلى تونس حوالي سنة ‪ ،1580‬وهي‬ ‫شاهدة على ماض أندلسي ثري بمعالمها‬ ‫وتقاليدها وعادات أهلها في الحياة‬ ‫اليومية‪ .‬إن هندسة الجامع الكبير واأللقاب‬ ‫العائلية توحي بأن مؤسسي تستور هم‬ ‫من األرغون قدموا من قشتالة وأرغون‪،‬‬ ‫كما تشير كتب الرحالت إلى أن السكان‬ ‫ظلوا يتكلمون اإلسبانية قرابة قرن ونصف‬ ‫وحافظوا على بعض التقاليد كمصارعة‬ ‫الثيران ‪ .‬ويظهر الطابع األندلسي أيضا‬ ‫على أسطح المنازل المغطاة بالقرميد‬ ‫األحمر المصفوف بد ّقة وتوجد هذه‬ ‫المساكن في األحياء المختلفة كالرحيبة‬ ‫والتغرين والحارة‪.‬‬ ‫الجامع الكبير وساعته الشمسية التي‬ ‫تدور عقاربها عكس عقارب الساعة‬ ‫يقع جامع تستور الكبير في قلب المدينة‬ ‫عند تقاطع األنهج الكبيرة وهو يقدم‬ ‫خالصة فريدة من نوعها للتقاليد المحلية‬ ‫اإلفريقية والتقنيات الزخرفية والهندسية‬ ‫اإلسبانية الموريسكية‪ .‬وقد بني في‬ ‫الثلث األول للقرن السابع عشر حوالي‬ ‫سنة ‪ 1630‬من طرف محمد تغارينو وهو‬ ‫مهاجر من أصل أندلسي استقر بتستور‪،‬‬ ‫ثم وقعت توسعته في القرن الثامن‬ ‫عشر حيث أضيف صحن ثانوي وميضأة‪.‬‬ ‫يميز بناء‬ ‫ويظهر الطابع األندلسي الذي ّ‬ ‫هذا الجامع بوضوح في المظهر الخارجي‬ ‫للجامع حيث تمت تغطية المبنى بأسقف‬ ‫صلبة من القرميد‪ ،‬ويبلغ طول المئذنة‬ ‫اثنين وعشرين مترا ونصفا وتتكون من‬ ‫برجين متراكبين‪ .‬شيد البرج السفلي‬ ‫على الطريقة الطليطلية ويعلوه برج ذو‬ ‫ثمانية أضالع وفوق البرجين مصباح صغير‬ ‫له غطاء خشبي هرمي الشكل‪ ،‬وتمتاز‬ ‫المئذنة بانها مزخرفة بنجوم سداسية‬ ‫ولعل في ذالك اعتراف بالجميل للجالية‬ ‫اليهودية من أصول موريسكية التي ال‬ ‫بد أنها ساهمت في بناء المئذنة‪ .‬وهناك‬ ‫خاصية أخرى تكاد تكون فريدة من نوعها‬ ‫في الجوامع وهي الساعة الشمسية‬ ‫التي تعلو إحدى النوافذ وميزتها أن‬ ‫عقاربها تدور في اتجاه معاكس التجاه‬ ‫‪I‬‬ ‫عقارب الساعة العادية‪ .‬وبعد أن وضعها‬ ‫األندلسيون توقفت مع األسف طيلة ثالثة‬ ‫قرون ولم تعد إليها الحياة إال في ديسمبر‬ ‫‪ 2014‬بمبادرة مواطنية من المهندس‬ ‫التونسي عبد الحليم كوندي تقديرا‬ ‫منه لج