لنتحـ ّلق رحلـة عبـر الزمـن I évasion voyage dans le temps I fly away journey through time I
Vue d’ensemble de la ville de
Testour I View over Testour I
مشهد عام لمدينة تستور
تستور األندلسية
تقع تستور في الشمال
الغربي للبالد التونسية
وتحافظ بحرص على ماضيها
األندلســـي.
وقد شيدت على أنقاض
مدينة " ِتيشي ّ
ال" الرومانية
العتيقة التي اندثرت في
القرون الوسطى ،وها هي
اليوم تكشف لنا عن جامعها
الكبير وشوارعها الضيقة
ومنازلها التي بنيت قبل 600
مما يجعلها من أقدم
عامّ ،
المدن التونسية.
أصبحت تستور واحدة من أكبر المدن
الموريسكية بعد هجرة الموريسكيين
إلى تونس حوالي سنة ،1580وهي
شاهدة على ماض أندلسي ثري بمعالمها
وتقاليدها وعادات أهلها في الحياة
اليومية .إن هندسة الجامع الكبير واأللقاب
العائلية توحي بأن مؤسسي تستور هم
من األرغون قدموا من قشتالة وأرغون،
كما تشير كتب الرحالت إلى أن السكان
ظلوا يتكلمون اإلسبانية قرابة قرن ونصف
وحافظوا على بعض التقاليد كمصارعة
الثيران .ويظهر الطابع األندلسي أيضا
على أسطح المنازل المغطاة بالقرميد
األحمر المصفوف بد ّقة وتوجد هذه
المساكن في األحياء المختلفة كالرحيبة
والتغرين والحارة.
الجامع الكبير وساعته الشمسية التي
تدور عقاربها عكس عقارب الساعة
يقع جامع تستور الكبير في قلب المدينة
عند تقاطع األنهج الكبيرة وهو يقدم
خالصة فريدة من نوعها للتقاليد المحلية
اإلفريقية والتقنيات الزخرفية والهندسية
اإلسبانية الموريسكية .وقد بني في
الثلث األول للقرن السابع عشر حوالي
سنة 1630من طرف محمد تغارينو وهو
مهاجر من أصل أندلسي استقر بتستور،
ثم وقعت توسعته في القرن الثامن
عشر حيث أضيف صحن ثانوي وميضأة.
يميز بناء
ويظهر الطابع األندلسي الذي ّ
هذا الجامع بوضوح في المظهر الخارجي
للجامع حيث تمت تغطية المبنى بأسقف
صلبة من القرميد ،ويبلغ طول المئذنة
اثنين وعشرين مترا ونصفا وتتكون من
برجين متراكبين .شيد البرج السفلي
على الطريقة الطليطلية ويعلوه برج ذو
ثمانية أضالع وفوق البرجين مصباح صغير
له غطاء خشبي هرمي الشكل ،وتمتاز
المئذنة بانها مزخرفة بنجوم سداسية
ولعل في ذالك اعتراف بالجميل للجالية
اليهودية من أصول موريسكية التي ال
بد أنها ساهمت في بناء المئذنة .وهناك
خاصية أخرى تكاد تكون فريدة من نوعها
في الجوامع وهي الساعة الشمسية
التي تعلو إحدى النوافذ وميزتها أن
عقاربها تدور في اتجاه معاكس التجاه
I
عقارب الساعة العادية .وبعد أن وضعها
األندلسيون توقفت مع األسف طيلة ثالثة
قرون ولم تعد إليها الحياة إال في ديسمبر
2014بمبادرة مواطنية من المهندس
التونسي عبد الحليم كوندي تقديرا
منه لج