Feb | Page 3

قداسة البابا تواضروس الثانى

صوم يونان وخمسة صور لنعمة اهلل

نينوى – املوصل حاليًا-‏ املدينة العظيمة التي ارسل الله يونان إليها ، وهى أخر عاصمة ألمرباطورية أشور ، وهى تقع عىل الشاطئ الرشقي لنهر دجلة يف العراق ( شامل العراق ) وخربت عام ‎٦١٢‎ق . م ( ٧ قرون ق . م ) ، مدينة نينوى اسسها منرود ونقرأ عنه يف سفر التكوين أصحاح . ‎١٠‎ ويونان النبي كان معارصًا لثالث أنبياء عاموس وهوشع وميخا ، قصة نينوى قصة غريبة ومثرية والسفر ال يسجل أقوال نبوة ولكن السفر يحيك مشهد من مشاهد حياة يونان النبي ، يونان النبي عاش عمر طويل تعدى الثامنني ولكن يونان يف حياته كلها كانت هذه الواقعة وسجلها ، ويونان هو النبي الوحيد الذي استخدمه السيد املسيح وشبه بنفسه من بني كل أنبياء العهد القديم ، استخدم تشبيه يونان الذي ظل يف بطن الحوت ثالث أيام وثالث ليايل كرمز ابن اإلنسان ، القصة معروفة ولكن أريد أن أتكلم عن النعمة وصور النعمة يف سفر يونان . وجميعنا نعرف القصة ونقرأها كل يوم يف صوم يونان وهذا الصوم ميهدنا للصوم الكبري . خمسة صور لنعمة الله التى يصنعها معنا وهي
أولً‏ : نعمة التكليف الله يكلف إنسان بعمل وإذا نظر اإلنسان لنفسه يقول إنني لست قادر عىل هذا العمل ، نعمة التكليف انه يحبنا ولذلك يرسلنا ، مثل خادم صغري “ إرميا النبي ” عندما يقول “ أنا ولد ” فيقول له “ ال تقل أين ولد ” يف عني الله يستطيع اإلنسان أن يصنع الكثري ، نعمة التكليف تحتاج من اإلنسان أن يكون قلبه طائعًا لقب مطاوع وليس مالوع وغري معاند ، وعندما يكلفنا الله ويرسلنا … يشجعنا ، قال ليونان ” اذهب إىل نينوى املدينة العظيمة , أنا أكلفك برسالة لشعب كامل هذا تكليف عظيم يف حد ذاته ، والله عندما يكلفنا يحرتم ارادتنا ويستخدمنا عن استحقاق وليس عن كرامة ولكن هذه عادة الله يستخدم غري املعروف ويصنع بهم عجبًا ، أول نعمة تعرفها أنه ميكن أن يستخدمك الله ويكلفك بعمل قد يتكرس شاب أو فتاة ويكون الله معه املهم أن يضع اإلنسان نفسه يف يد الله التي تشكل
ولكن عندما يضع اإلنسان فكره الخاص تضيع عليه هذه النعمة لذلك أيها الحبيب انتبه … لكل نعمة يكلفك بها الله وذلك ليس عىل نطاق الخدمة والكنيسة ولكن بصفة عامة .
ثانيًا : نعمة التأديب التأديب لصالحك ولخريك ومستقبلك ، نزل يونان ونام يف السفينة والبحر هاج والسفينة تضطرب وخاف البحارة وتخلصوا من البضائع فقاموا بالقرعة وعندما طلع يونان صنعوا معه تحقيق والقوا يونان من السفينة فصار سكون يف البحر ، وكان التأديب نعمة لتحرك قلب يونان والبحارة وركاب السفينة وتحرك قلبنا ، هذا التأديب له نعمة خاصة والشاطر الذي يستغل التأديب ويونان كان شاطرحول جوف الحوت إىل مخدع صالة ، نعمة التأديب … إذا البحر هاج عليك وسفينة حياتك اضطربت وظهر هناك حوت أعرف أن هناك بصيص من النور هو يد الله التي تحرك هذا الكون كله .
ثالثًا : نعمة التخليص عندما هاج البحر القوا يونان ولكن الله كان يريد أن يعطيه نعمة الخالص فريتب الله حوتًا ، أمر الله الحوت أن ييإيت بقرب السفينة ويفتح فمه وينتظر وامره أن يبتلع يونان ولكن اليقتله ويجهز له الهواء الذي يتنفس به ، أنقذ الله يونان بالحوت وأنقذه بهدوء البحر ، نعمة الخالص التي قدمها الله ليونان عظيمة للغاية نعمة األنقاذ بهذا الحوت والنعمة األكرب عندما خرج يونان من جوف الحوت ذهب ونادى عىل نينوى وهو ال يصدق أنها ممكن أن تنال خالص ” بعد أربعني يوم تنقلب املدينة ” وكان يريد أن تنقلب املدينة ولكن أهل نينوى خذلوه ، نعمة الخالص جائت ليونان وهو صائم وجائت ألهل نينوي وهم يف صيام ، ان الله
3