في مكة المكرمة لخدمة المنطقة الغربية ، مدينة الملك في�صل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية ، مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز لخدمة المناطق ال�شمالية ، ومدينة الملك خالد لخدمة المنطقة ال�شرقية .
وتم في هذا العهد الميمون ت�شغيل العديد من الم�شاريع ال�صحية ، منها ت�شغيل �سبعة مراكز لل�سكري وت�شغيل واإحلال 22 مركزاً لطب وجراحة الأ�سنان في مختلف مناطق المملكة ، كما بلغ عدد الم�ست�شفيات التي تم ت�سلمها منذ عام 1430ه حتى اليوم 33 م�ست�شفى تحت�ي على �صريراً 4120 ، كما يت�قع ت�سلم 32 م�ست�شفى بنهاية العام الحالي وبداية العام المقبل تحتوي على �ستة اآلف �سرير فاقت ن�سبة اإنجازها %. 80
وفي اإطار الخطط التنموية والعمل الم�ؤ�س�سي ا�ستكملت وزارة ال�صحة اإعداد الخطة ال�ستراتيجية للوزارة لل�سنوات الع�شر المقبلة ( 1431 1440ه / 2010 – 2020م ) تحت �شعار " المري�ض اأولً " وبلغ عدد الم�شاريع التطويرية الجاري تنفيذها في ال�زارة والجاري طرحها والمعتمدة في ميزانية ال�زارة 195 مرفقاً
�صحياً ت�شمل اإن�شاء وتطوير مدن طبية وم�ست�شفيات تخ�ص�صية وعامة واأبراج طبية �صدر الأمر ال�سامي الكريم بتنفيذها . وتغطي هذه الم�شاريع التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 41 مليار ريال جميع مناطق المملكة ومحافظاتها و�ست�سهم - ب إاذن الله - في الرتقاء بم�ستوى الخدمات ال�صحية .
( مبادرات خلاّقة وبرامج وقائية )
جدير بالذكر ، اأن تطور القطاع ال�صحي في المملكة ، انطلق من روؤية ور�صالة �صحية �سديدة وا�ضحة المعالم تمثلت في توفير الرعاية ال�صحية ال�شاملة والمتكاملة الوقائية والعلاجية والتاأهيلية والتعزيزية ، بما يتما�شى مع مبادئ ال�شريعة الإ�سلامية واأخلاقيات المهن ال�صحية ، وبما يحقق ر�ضا الم�ستفيدين من المراجعين والمر�ضى واأ�سرهم ومجتمعهم من الخدمات ال�صحية ، وذلك من خلال رفع م�ستوى الوعي ال�صحي وتحقيق العدالة في ت�زيع الخدمات ال�صحية كماً
ونوعاً على مختلف مناطق المملكة ، اإلى جانب اهتمام وزارة ال�صحة ، باأو�ضاع من�سوبيها والعناية بتدريبهم وتاأهيلهم وتحفيزهم ورفع كفاءتهم ب�صفة م�ستمرة بما ينعك�س اإيجاباً على م�ستوى ما يقدمونه من خدمات .
كما تم تنفيذ الأهداف ال�صحية للمملكة ، وفق اإ�ستراتيجية �صحية مدرو�سة ، تم التعامل معها على اأ�سا�س اأنها م�شروع وطني للرعاية ال�صحية المتكاملة وال�شاملة ، والذي يعد اأحد اأهم مرتكزات واأركان الخطة ال�صحية الإ�ستراتيجية ، التي اعتمدتها وزارة
ال�صحة اأخيراً ، والتي ا�شتملت على مجموعة من البرامج والمبادرات ال�صحية ، التي من بينها على �سبيل المثال ، برنامج الطب المنزلي ، وبرنامج إادارة الأ�صرَّ ة ، وبرنامج جراحة اليوم ال�احد ، وبرنامج علاقات المر�ضى ، اإ�ضافة اإلى برنامج الطبيب الزائر ، الذي قام ب�سد احتياجات المناطق من التخ�ص�صات النادرة والدقيقة .
كما تجدر الإ�شارة اإلى اأن الخدمات ال�صحية في المملكة ، اأ�صبحت اليوم محل تقدير واإ�شادة المتابعين والمهتمين بها ، لي�س على الم�ستوى المحلي فح�سب ، بل حتى على الم�ستوى الدولي ، حيث �صنفت منظمة ال�صحة العالمية الخدمات ال�صحية للمملكة ، في م�صاف الدول المتقدمة من حيث الم�ستوى المتطور ، الذي و�صلت اإليه اأنظمة الرعاية الطبية واأ�ساليب الخدمات ال�صحية المعمول بها .
وتحقيقاً لتطلعات خادم الحرمين ال�شريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وولي عهده الأمين والنائب الثاني – حفظهم الله – فقد �سعت وزارة ال�صحة جاهدة اإلى تحديث القطاع ال�صحي وتطويره ، بال�شكل الذي يحقق ر�ضا الله �سبحانه وتعالى ثم ر�ضا المواطن ال�سعودي الكريم ، حيث جاء الهتمام في المقام الأول ، بال�صحة العامة ومكافحة الأمرا�ض ، وتحقق تبعاً لذلك عدد من الإنجازات ال�صحية الطموحة في عهد خادم الحرمين ال�شريفين الميمون الملك عبد الله بن عبد العزيز اآل �سعود حفظه الله ، التي من اأبرزها اإن�شاء المدن الطبية في اإنحاء عديدة من البلاد .
( إستراتيجية : المريض أولاً )
وتاأتي ال�ستراتيجية الوطنية ال�صحية لل�سنوات الع�شر ( 2020-2010م ) ، تحت �شعار ( المري�ض اأولً ) ، ب�شكلها الحالي مت�سقة ومتناغمة تماماً مع ا�ستراتيجية الرعاية ال�صحية في المملكة ، لكونها تركز ب�شكل كبير جداً على تح�سين خدمات الرعاية ال�صحية المقدمة لمواطني المملكة ، وتحقيق روؤية م�ستقبلية تتما�شى مع ما ي�شهده قطاع الخدمات ال�صحية من تطور في العالم اأجمع ، ول�سيما اأنها تاأتي ا�ستجابة لمجموعة من التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الرعاية ال�صحية في مختلف دول العالم والتي من بينها المملكة ، ومن بين هذه التحديات النمو الكبير والتقدم في م�ستوى وعي المتلقي للخدمة ال�صحية ، اإ�ضافة اإلى ارتفاع �سقف توقعاته المتمثل في تطلعه المتزايد اإلى خدمات �صحية ي�ستطيع الو�صول اإليها ب�سهولة ووفق معايير جودة عالية ، وبالذات في ظل نمو الوعي ال�صحي لدى اأفراد المجتمع ، وازدياد الطلب على خدمات الفح�ص الدوري
ور�صد عوامل الخطورة والكت�شاف المبكر ل ألامرا�ض واإلى غير ذلك من التحديات .
ومن هذا المنطلق بادرت وزارة ال�صحة من خلال الخطة الإ�ستراتيجية ال�صحية الحالية ، إالى الأخذ بالمناهج الحديثة في تقديم خدمات الرعاية ال�صحية ، التي ت�ستند اإلى أان المري�ض هو مركز اهتمام النظام ال�صحي ، ولي�س مجرد جزء منه ، الأمر الذي يعني أان منظومة الخدمات ال�صحية تتمحور كلها حول تلبية احتياجات المواطن ال�سعودي ال�صحية في الوقت المنا�سب وفي المكان المنا�سب ، ابتداءً من الرعاية ال�صحية الأولية ، وانتهاءً بالخدمات العلاجية المتخ�ص�صة ، وبطريقة مهنية ي�ضمن معها المري�ض حقوقه كافة ، مثل حقه في معرفة طبيعة حالته ، وحقه في معرفة خيارات العلاج المختلفة ، وحقه في اختيار الطبيب المعالج ، وحقه كذلك في اأن تتم معاملته دائماً
بطريقة ت�ضمن كرامته ، وتلبي تطلعاته وتحقق له توقعاته باهتمام تام وعناية كاملة .
( استشراف المستقبل )
وخلا�صة القول ، إان الخدمات ال�صحية في المملكة العربية ال�سعودية ، �شهدت تطوراً ملحوظاً وتقدماً
ملمو�ساً خلال العقود القليلة الما�ضية من الزمن ، حتى أان أا�صبحت اليوم ت�ضاهي اأف�ضل م�ستويات الخدمات ال�صحية ، التي تقدم على م�ستوى دول العالم المتقدم .
من بين أابرز الأ�سباب ، التي اأ�سهمت في تطور القطاع ال�صحي في المملكة ، توجيهات القيادة الحكيمة ، ثم الهتمام الكبير الذي توليه وزارة ال�صحة لتطوير خدمات القطاع ال�صحي ، والمتمثل في الرفع من م�ستوى وج�دة اأداء الخدمات ال�صحية ، من خلال �ضمان تقديم رعاية �صحية بم�ستويات عالمية ، واأي�ضاً من خلال رفع م�ستوى المهارات الفنية والطبية للعاملين في المجال ال�صحي والطبي ، بما في ذلك ا�ستخدام اأف�ضل الأجهزة الطبية الحديثة على م�ستوى العالم .
ويتوقع للخدمات ال�صحية في المملكة ، اأن ت�شهد المزيد من التطور والتقدم خلال ال�سنوات القليلة المقبلة ، بما يتما�شي مع النمو المطرد على الخدمات ال�صحية في ال�سعودية ، وبالذات في ظل اللتزام بتطبيق بنود الإ�ستراتيجية الوطنية ال�صحية ، وال�سعي الدءوب لتطوير الخدمات الإلكترونية ال�صحية وا�ستقطاب الك�ادر الب�شرية الوطنية المتميزة للعمل في المجال ال�صحي ، والله من وراء الق�صد .