أسباب الكذب :-هناك عدة أسباب تدفع ببعض الناس إلى الكذب ،لعلنا نقوم باستعراض أهمها فيما يلي :-
أولا :الخوف من العواقب :- فمن أهم دوافع الكذب،خوف المرء من أنه أذا ما قال الحقيقة ،والتزام الصدق، فأنه قد يعاقب بالضرب أو بالسجن أو بحرمانه من بعض المزايا ،أو النظر إليه باحتقار ،او بنبذه من بين صفوف أصدقائة، أو غير ذلك من عواقب وخيمه أذا ما قرر الصدق ،واجتنب الكذب .
ثانيا :-اجتلاب الفوائد :-ومن بواعث الانتحاء إلى الكذب ،ورغبة الشخص الكاذب في أن يجتلب فوائد معينه ،وهو يعتقد أنه أذا ما قال الصدق ،فأن تلك الفوائد سوف تفلت منه ،ولا يحوزها .
ثالثا :-الحفاظ على وضع المرء ومكانته :-ومن بواعث الكذب ،رغبة المرء في الحفاظ على سمعته ،والاحتفاظ بمكانته التي وصل إليها في نظر من يتحدث أليهم .فثمة ما يعرف بعاطفة اعتبار الذات ،وهي عاطفة تحمل المرء على أن يسلك وفق مايماشي الواقع الذي يوجد به ،بحيث يحظى برضى الناس الذين يتعامل معهم ،وأن يظل محتلا موقعا ممتازا بينهم ،فلا يحطون من شأنه ، ولا يهبطون بمستوى تقديرهم له ،ولا ينزلونه عن المكانة التي ارتفع إليها بينهم ..
رابعا:-الانتقام من الأعداء :- ومن بواعث الكذب ،كراهية الشخص الكاذب لشخص ما ،أو لأشخاص معنين،فيختلق مواقف ويؤلف كلاما يمس شرفهم أو سمعتهم، لم يصدر عنهم شئ منها، ولكنه ينسبها إليهم ،حتى يحط من شأنهم،أو يصيبهم بأضرار مادية أو أدبية. وقد تكون للأكاذيب التي يختلقها ذلك الشخص الكاذب أصول أو جذور واقعية ،أو قد تكون صادرة عن ذلك الشخص ،ولكن بصورة مخففه، أو صدرت بدافع آخر غير الدافع الذي يفتري به ذلك الكاذب ،أو بنية أخرى لا تكون نية شريرة .ولكنه ينقلها بحيث يشوه ما كانت عليه وقت صدورها.فيلبسها من خياله الشرير أبوابا مزيفة بقصد إلاضرار به أو تشوية صورته في أذهان الناس الذين ينقلها إليهم .
خامسا :-دينامية الاعتياد :- المرء منذ طفولته،وهو يكتسب العادات المتنوعة ،أعني العادات الحركية ، والعادات الذهنية ،والعادات الوجدانية ،والعادات الكلامية التعبيرية ، والعادات العلائقية الاجتماعية ،والعادات التشوفية المستقبلية.والشخص الكذاب يكون قد اكتسب بعضا من هذة العادات على نحو غير سوى ،فقد يكون قد اكتسب عادات ذهنية ،وعادات وجدانية ،وعادات كلامية تعبيرية ،وعادات علائقية اجتماعية، بطريقة منحرفة عن السوية ،فيكون كذبة صدى لما اكتسبه من تلك العادات الرديئة...
سادسا:- دينامية التقليد والخضوع لايحاءات الآخرين :- ومن الديناميات التي تعتمل في القوام النفسي للشخص الكذاب ،دينامية الانصياع لما يعمل الآخرون وفقه، ولما يسود سلوكهم من أخلاق. فالشخص الذي نشئ على الانطباع بما يحيط به انطباعا أعمى ،بحيث يتلقى عن الآخرين تفاصيل سلوكهم عن طريق التقليد والايحاء،ويكون بذلك قد فقد قياد نفسه ،فأنه ينقل عنهم جميع مايتذرعون به في جميع المواقف،وبضمنها المواقف التي يكذبون فيها،فيكذب مثلهم ،ولا يتطبع التفرد بالصدق في أقواله وتصرفاته...