تربية الطفل على مبدأ التنافس والصراع
1. المستوى الاقتصادي للأسرة :
يختلف السلوك العدواني لدى الأطفال باختلاف المستوى الاقتـصادي والاجتمـاعي للأسرة، وقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات صحة ذلك، فوجدت فروق دالـة إحـصائيا ً بين التلاميذ ذوي المستوى الاقتصادي المنخفض في بعض مظـاهر العـدوان لـصالح ذوي المستوى الاقتصادي المنخفض في هذا الإطار، اختير عدد غرف المسكن كأحد مؤشـرات المـستوى الاجتمـاعي
الاقتصادي للأسرة، حيـث لا يخفـى أن حجـم المسكن يعكس المقدرة المالية للأسرة، وما يمكن أن توفره من تسهيلات معيـشية وتربويـة تسهم في غرس السلوك العدواني، كما أن حجم المسكن وعدد غرفه يعكسان مـا يمكـن أن يطلق عليه نسبة المزاحمة التي ترتبط بإتاحة مستويات النمو المتكامل للأبناء ومـا يمكـن أن يشيع من توتر بين أفراد الأسرة والاحتكاك إذا ما ضاقت بهم مساحة المنزل الـذي يعيـشون فيه.
2. العمر وترتيب الطفل بين إخوته :
إن درجات التحصيل بين الصغار كانت تنخفض مباشـرة مـع تـصاعد الترتيـب
الميلادي وفسر ذلك بأن زيادة عدد الصغار المتقاربين في درجة النضج العقلي يخفض مـن نوعية البيئة المعرفية للأسرة ، ووجد أن الدفء الوالدي الذي يسبغ علـى الأبنـاء
يتناقص مع الأطفال الأحدث بالقياس مع من سبقوهم. وليس من شك أن افتقار الطفل إلي الإحساس بالدفء والرعاية الكامنة من قبل والديه
وما يترتب على ذلك من فشل دراسي أو انخفاض في المستوى التحـصيلي يجعلـه يـشعر بالإحباط وهو كثيرا ً ما يؤدي إلى السلوك العدواني. وتختلف مظاهر السلوك العدواني باختلاف العمر حيث يقل العدوان العلني كلما كبـر
الطفل، كما يصبح الأطفال الأكبر سنا ً أكثر قدرة من الأصغر في تمييز العوامل المؤدية إلي العدوان ويميل الأطفال الأكبر سنا ً للاستجابة للمواقف المقصودة المثيرة للغضب أكثـر مـن المواقف العفوية
3. البيئة المدرسية :
تتعدد المتغيرات المرتبطة بظروف العملية التربوية داخل المدرسـة فـي علاقتهـا بالسلوك العدواني للتلاميذ فوجد في دراسة عن الإحبـاط والعدوان أنه كلما زاد عدد تلاميذ الفصل، كلما أدى ذلك إلي نشوء الاحتكاكات والتـوترات بينهم ، وكلما أدى ذلك إلي زيادة نزعاتهم العدوانية فضلا ً على أن زيادة عـدد الطـلاب أي ارتفاع كثافة الفصل غالبا ً ما تجعل عملية ضبط المدرس وغيره للنظام أمرا ً عسيرا ً مما يفسح
المجال للتجاوزات العدوانية والتنافس والصراع. وقد وجد أيضا ً أن الكثافة الزائدة ترتبط بالعدوان وبمظاهر القلق واعتلال الـصحة كما ترتبط بالانسحاب، وتولد شعورا ً بعدم الراحة ويقل حب الناس لبعضهم البعض، ويقـل التفاعل بينهم. وفي الكثير من الحالات فإن التحصيل الدراسي كلما ارتفع مستواه كلما دل هذا علـى الشعور بالكفاءة العقلية والقدرة على الإنجاز ، وكلما تدنى مستواه كلمـا دل علـى الـشعور بالإحباط والفشل ولذا نجد أن معظم الدراسات تشير إلي وجود فروق دالة بـين العـدوانيين وغير العدوانيين في مستوى التحصيل الدراسي لصالح غير العـدوانيين.
• الحل :
تجنب الممارسات و الاتجاهات الخاطئة في تنشئة الأطفال: إن التسيب في النظام الأسري والاتجاهات العدوانية لدى الآباء تجاه الأبناء تعمل على توليد سلوك عدواني لدى الأطفال من نفس البيئة الاجتماعية وبالتالي قد يولد هذا العدوان ضعفا ً وخللا ً في الانضباط، وتفيد بعض الدراسات أن الأب المتسيب أو المتسامح أكثر من اللازم هو ذلك الأب الذي يستسلم للطفل ويستجيب لمتطلباته و يدلـله ويعطيه قدرا ً كبيرا ً من الحرية أما الأب ذو الاتجاهات العدوانية غالبا ً لا يتقبل ابنه ولا يستحسنه وبالتالي لا يعطيه العطف ومشاعر الأبوة أو الفهم والتوضيح فهؤلاء الآباء غالبا ً ما يميلون لاستخدام العقاب البدني الشديد لأنهم تسلطيين وهم بذلك يسيئون استخدام السلطة ومع مرور الوقت وهذا المزيج السيئ من السلوكيات الوالدية السلبية يول َد الإحباط والعدوان لدى الأطفال بسبب السخط عند الطفل على أسرته ومجتمعه وبالتالي التعبير عن هذا السخط بهذا السلوك، لذلك لا بد للآباء أن يكونوا قدوة حسنة للأبناء في تجسيد الوسائل الجيدة لحل المشكلات وإرشاد الأطفال لحل المشكلات بالطريقة الصحيحة .
العمل على خفض مستوى النزاعات الأسرية : لا تخلو الأسر غالبا ً من وجود نزاعات زوجية بغض النظر عن حدتها وأسبابها وطريقة هذه النزاعات، ومن المعروف أن الأطفال يتعلمون الكثير من السلوك الاجتماعي من خلال الملاحظة والتقليد وعلى ضوء ذلك يتوجب على الوالدين أو الإخوة الكبار أن لا يعرضوا الأطفال إلى مشاهدة نماذج من النزاعات التي تدور داخل الأسرة وذلك لما له من أثر سلبي على الأبناء يتمثل في تعليم
تنظيم وترتيب بيئة للطفل : إن إعادة ترتيب البيئة المنزلية والمدرسية للطفل التي تتضمن أماكن واسعة في غرف النوم والمعيشة وأماكن اللعب وغرف الفصول تعمل على التقليل من التوترات والانفعالات وبالتالي تقطع الأمل في حدوث سلوك عدواني ناتج عن الضيق في مساحات اللعب وغيره لان ذلك يعطي فرصا ً أكبر للأطفال للعب والحركة كما انه ينصح بوجود أشخاص راشدين كمراقبين لسلوك الأطفال لمنع حدوث المشاجرات بين الأطفال.
10