تمر التربية والتعليم في أزمة عالمية ، وهناك نقاش ومحاولات على صعيد العالم والبلدان والمناطق عن كيفية تعليم الجيل الرقمي , فنظراً لعدم مواكبة التعليم للتطور السريع ، فالمدرسة بشكلها ونظامها الحالي عمرها مئات السنين ، ولم يطرأ اي تغيير نوعي عليها ما أثر سلباً على اداء التلاميذ , لذلك تعتبر التكنولوجيا والعالم الرقمي هو باب للتقرب من لغة التلاميذ ، ولجعل التعليم هو مرافق لحياتهم اليومية وليس منفصلاً عنها . فبدأ العالم اليوم على صعيد غالبية الدول ، الفقيرة والغنية بادخال اللوح الالكتروني على المدارس ، مما زاد تحفيز التلاميذ وانتاجيّتهم ومحبتهم للمدرسة . ولكن اي تغيير يمر بصعوبات عند التطبيق ولاسيما في عند البدايات وهو امر طبيعي , ومن احدى الصعوبات هي عند الاساتذة حين عليهم تغيير المنهجية فيتطلب ذلك الكثير من الجهد والوقت حتى تبدأ تظهر مفاعيل التغيير , وصعوبة اخرى ايضاً ألا وهي تغيير في نظرة الاهل الى عملية التعليم على انها انتاج وليست تلقي ، فيصبح اللوح الالكتروني مع باقي الادوات من كتاب ودفتر وغيرها ادات للانتاج والتفكير والابداع
وغداً ، ليس فقط المعرفة بل الابتكار والتجدد والانتاجية . وهذا بعيد كل البعد وللأسف الشديد عن نظام التعليم الحالي
اشكر ادارة مدرسة بولدوين على دعوتها لي بلقاء الاهالي وتبادل الخبرات معهم على أمل ان نلتقي مجدداً .
بيروت في 2014 / 01 / 17
التحديات
اصبح الوصول الى اي معلومة سهل ، غير ان هناك معلومات تصلح لاولادنا وهناك معلومات لا تصلح . هذا ما يثير الخوف والارتباك على الاولاد من هذا الموضوع . وبما ان المعلومات تأتي الينا من مئة مصدر ومصدر ، فالحماية تأتي ليس بامتناعنا عن ايصال المعلومة الى اولادنا ، لانها ستصل اليهم بحضورنا او بغيابنا ، بعلمنا او بعدمه ، بل بمرافقتهم لاخبارنا بجميع ما يصلهم ومشاركتنا ، والافضل ان يأخذ المعلومة منا بشكل موضوعي وعلمي على ان يصلهم بشكل آخر , وأبرز مثال على ذلك ، عندما وضعت المدرسة كلمة سر على محتوى اللوح الالكتروني للحماية ، رأينا كيف قام التلاميذ بخرق هذه الحماية ، وجهد أسابيع اضمحل خلال 24 ساعة ، لا يمكن منع الاولاد عن المعلومة كما لا يمكن منع الانسان عن التنفس . التحدي الثاني هو سوق العمل ، اصبح اقتصاد العالم اقتصاد واحد ، فالعامل في اي مهنة يتنافس مع زميل له في اي بلد في العالم . واذا لم نواكب طريقة تعليم متناسبة مع العالم الرقمي ، نحن نحكم على اولادنا بعدم قدرتهم على المنافسة . المطلوب في العمل اليوم
44 مدرسة بولدوين العالمية