أنت فخر جنسنا، بك تكرم الطهارة والعفة الحقيقة إذ تفضلت عىل
الخالئق التي ترى عظمة وكرامة الرب املسجود له الذي اصطفاك وولد
منك.. )من أجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة يف القوة واإلجابة
كثريًا..(، )من ميمر لألنبا بولس البويش(.
كنيستنا القبطية تقدم للعذراء مريم تطوبيا وافرًا ومتجيدًا الئقًا بكرامتها
السامية. وإذ نتتبع صلوات التسبحة اليومية ومزامري السواعي والقداس
اإللهي نجد تراثًا غنيًا من التعبريات والجمل التي ترشح طوباويتها وتذكر
جميع األوصاف التي خلعتها عليها الكنيسة، وهي مأخوذة عن أصالة
الهوتية، وكلها من وضع آباء قديسني والهوتيني، استوحوها من الله، ومن
رموز ونبوات العهد القديم، التي تحققت يف شخصية العذراء.
يف االبصلمودية املقدسة السنوية:
يف مزامري السواعي:
رتبت الكنيسة يف صالة األجبية قطعا مختارة بعد إنجيل كل ساعة يف
نظام دقيق، تختص القطعة الثالثة دامئًا بطلب شفاعات العذراء. )انظر
املزيد عن هذا املوضوع هنا يف موقع األنبا تكال يف أقسام املقاالت والكتب
األخرى(. وىف بعض هذه القطع تلقب العذراء بأنها الكرمة الحقانية
الحاملة عنقود الحياة، واملمتلئة نعمة، سور خالصنا الحصن املنيع غري
املنثلم، باب الحياة العقيل.
يف القداس اإللهي:
هنا يجرى ذكرى تطويب العذراء يف حوال عرش أجزاء مثل:
يف لحن الربكة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنيس للعذراء ومطلعه:
»السالم ملريم امللكة ونبع الكرمة والتي مل تَشِ خْ...«.
بعد صالة الشكر: ترتل يف الصوم املقدس إعداد من )مزمور 87( الذي
يشري إىل العذراء باعتبارها مدينة الله املقدسة وهى: »أساساته يف الجبال
املقدسة..«.
عند رفع بخور البولس: يقال يف األعياد وأيام الفطر لحن: »هذه املجمرة
الذهب..«.
قبل وبعد قراءة االبركسيس: ويتغري املرد الخاص بالعذراء يف خمس
مناسبات من السنة القبطية.
مردات اإلنجيل: وهذه تختلف يف األحدين األولني من شهر كيهك عنها
يف األحدين اآلخرين فضالً عن طلب شفاعتها يف أيام السنة العادية بعد
تطويب قديس كل يوم.
يف قانون اإلميان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة
اآللة يف التقليد الكنيس، بعد انعقاد مجمع أفسس مبارشة سنة 431
م.، وذلك لضبط مفهوم التجسد اإللهي ومقاومة بدعة نسطور. وهكذا
أضافت مضمون العقيدة التي أقرها هذا املجمع يف مقدمة قانون اإلميان
والتي مطلعها: »نعظمك يا أم النور الحقيقي...«.
اسبسمسات أدام وواطس: هي تقال بعد صالة الصلح وقبل قداس املؤمنني
وأشهرها »افرحي يا مريم العبدة واألم...«.
يف مجمع القديسني وبعده: طبقًا ملركز العذراء يف الطقس الكنيس يطلب
الكاهن شفاعتها عىل رأس قامئة أعضاء الكنيسة املنترصة يف صالة املجمع،
وكذا يف صالة الربكة والطلبة الختامية، ثم تردد قطعة: »بصلوات وشفاعات
ذات كل قداسة املمجدة الطاهرة املباركة...«.
ما يقال يف التوزيع: يردد لحن »خبز الحياة الذي نزل من السامء واهب
الحياة للعامل، وأنت أيضً ا يا مريم حملت يف بطنك املن العقيل الذي أىت
من اآلب...«.
من بعد هذا العرض الرسيع للرتتيب الكنيس الخاص بالسيدة العذراء،
نالحظ مقدار الغنى والوفرة يف الصلوات والتسابيح املخصصة لتطويب
ومتجيد العذراء مريم، كام تقىض الكنيسة يوميا عدة ساعات يف تكريم
العذراء بالتسابيح الرائعة واأللحان الرقيقة واملردات التشفعية املنسكبة.
ليتنا نقارن ذلك بكمية عالقتنا الشخصية بالعذراء مريم يف واقعنا اليومي،
لتنطلق قلوبنا وألسنتنا عىل الدوام، لنمجد هذه التي قالت عن نفسها:
»هوذا منذ اآلن جميع األجيال تطوبني«.
7