فضائل السيدة العذراء
بنت السيدة العذراء حياتها عىل فضائل أساسية وبدونها صعب أن يخلص
اإلنسان، أو أن يكون له حياة أبدية، أو يقتنى املسيح ىف أحشائه كام اقتنته
السيدة العذراء ىف أحشائها.
وهذه الفضائل األربعة هى:
1- فضيلة النعمة.
2- فضيلة الحوار.
3- فضيلة االتضاع.
4- فضيلة التسليم.
1- النعمة:
قال لها املالك: »سالم لك أيتها املمتلئة نعمة« كلمة )نعمة = خاريس(..
أصل الكلمة يقصد »فعل الروح القدس«.. فعندما ميأل روح الله اإلنسان
ميأله من النعمة.
ما معنى ميأله نعمة؟ أى يفعل فيه فعالً إلهيًا مقدسً ا ومكرسً ا ومدشنًا هذا
اإلنسان، فيصبح هذا اإلنسان مكان وهيكل لسكنى الروح القدس.
»أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم« إذن النعمة هى
عمل الروح القدس.. فالعذراء وهى طفلة ىف الهيكل.. فتحت قلبها لعمل
الروح القدس، لذا كان طبيعيًا أن يحل فيها الروح القدس.
وهنا أريد أن أسألكم أحباىئ الشباب ما مدى شبعى بوسائط النعمة؟
فالسيدة العذراء: ىف الهيكل إما أن تصىل أو تقرأ.. أو تخدم الذبيحة
بطريقة ما، هذه الثالث وسائط التى متألنا نعمة. نصىل كثري.. نقرأ اإلنجيل
كثري.. نتحد بذبيحة األفخارستيا، هذه هى النعمة وسكنى الروح القدس
واملصاحبة الربانية لإلنسان.
أال يقال أنه: »يوجد صديق ألزق من األخ« املسيح يحب أن يكون صديق
لنا وساكن بداخلنا، واملسيح ال يسكن بداخلنا إال بعد أن ميألنا بالنعمة
أوالً .. أمل يسكن داخل العذراء بعد أن مألها نعمة.
وهكذا فأنت عندما تصىل تتغذى، ألن الصالة متامًا كالحبل الرسى للجنني
ىف بطن أمه، لوال هذا الحبل الرسى ميوت الجنني.. وأيضً ا يوجد بيننا وبني
االنبا موسى
أسقف الشباب
الله حبل رسى.
فالله يسكب دمه اإللهى ويسكب
نعمته ىف أحشائنا، الله يعمل فينا من
خالل نسمة الحياة التى هى الصالة،
فالصالة هى األكسجني أو الغذاء.
يقول الكتاب: »ليس بالخبز وحده يحيا اإلنسان.. بل بكل كلمة تخرج من
فم الله«.
إذن الذى ال يقرأ الكتاب املقدس يجوع... ومن يجوع ميوت... الخبز
للجسد كالكتاب املقدس للنفس، ومثلام الخبز يشبع الجسد وأساىس
لحياته، كذلك الكتاب املقدس أساىس لشبع النفس.
ىف الصالة نشبع بالسامئيات، وىف الكتاب املقدس نشبع بكلمة الله »وجد
كالمك فأكلته فكان كالمك كالشهد ىف فمى«.
ونتغذى أيضً ا من خالل األرسار املقدسة »ألن من يأكل جسدى ويرشب
دمى يثبت ىفّ وأنا فيه« الصالة خبز والكتاب خبز والتناول خبز.
2- الحوار:
مل يكن هناك تعامل مع الله عىل أنه ساكن بالسموات، ونحن هنا عىل
األرض وبيننا وبني الله مسافة كبرية، ولكن السيدة العذراء أحست أن الله
أباها، وبدأت تقيم حوارًا معه، فحتى عند بشارة املالك لها بأنها ستحبل
وتلد أبنًا كانت تستطيع أن تصمت عىل األقل خوفًا ورهبة، ولكنها بدأت
تسأل: »كيف يكون ىل هذا؟« وكان رد املالك لها محاوالً أن يوضح لها
ويفرس ذلك... »الروح القدس يحل عليك وقوة العىل تظللك...« وكان
سؤال العذراء استفسارى ىف حوار بنوى، وليس حوار فيه روح الشك،
فالعذراء كان بينها وبني الله دالة، ما أحىل أن تكون موجودة بينك وبني
ربنا يسوع هذه الدالة البنوية.
نحن ال نريد أن نتكلم والله يسمع فقط، ولكن الله أيضً ا يتكلم وأنت
تسمع »تكلم يارب فإن عبدك سامع« بيننا وبني ربنا حوار.. مناجاة..
محادثة.
5