AUG Magazine | Page 5

فضائل السيدة العذراء بنت السيدة العذراء حياتها عىل فضائل أساسية وبدونها صعب أن يخلص اإلنسان،‏ أو أن يكون له حياة أبدية،‏ أو يقتنى املسيح ىف أحشائه كام اقتنته السيدة العذراء ىف أحشائها.‏ وهذه الفضائل األربعة هى:‏ ‎1‎‏-‏ فضيلة النعمة.‏ ‎2‎‏-‏ فضيلة الحوار.‏ ‎3‎‏-‏ فضيلة االتضاع.‏ ‎4‎‏-‏ فضيلة التسليم.‏ ‎1‎‏-‏ النعمة:‏ قال لها املالك:‏ ‏»سالم لك أيتها املمتلئة نعمة«‏ كلمة ‏)نعمة = خاريس(..‏ أصل الكلمة يقصد ‏»فعل الروح القدس«..‏ فعندما ميأل روح الله اإلنسان ميأله من النعمة.‏ ما معنى ميأله نعمة؟ أى يفعل فيه فعالً‏ إلهيًا مقدسً‏ ا ومكرسً‏ ا ومدشنًا هذا اإلنسان،‏ فيصبح هذا اإلنسان مكان وهيكل لسكنى الروح القدس.‏ ‏»أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم«‏ إذن النعمة هى عمل الروح القدس..‏ فالعذراء وهى طفلة ىف الهيكل..‏ فتحت قلبها لعمل الروح القدس،‏ لذا كان طبيعيًا أن يحل فيها الروح القدس.‏ وهنا أريد أن أسألكم أحباىئ الشباب ما مدى شبعى بوسائط النعمة؟ فالسيدة العذراء:‏ ىف الهيكل إما أن تصىل أو تقرأ..‏ أو تخدم الذبيحة بطريقة ما،‏ هذه الثالث وسائط التى متألنا نعمة.‏ نصىل كثري..‏ نقرأ اإلنجيل كثري..‏ نتحد بذبيحة األفخارستيا،‏ هذه هى النعمة وسكنى الروح القدس واملصاحبة الربانية لإلنسان.‏ أال يقال أنه:‏ ‏»يوجد صديق ألزق من األخ«‏ املسيح يحب أن يكون صديق لنا وساكن بداخلنا،‏ واملسيح ال يسكن بداخلنا إال بعد أن ميألنا بالنعمة أوالً‏ ‏..‏ أمل يسكن داخل العذراء بعد أن مألها نعمة.‏ وهكذا فأنت عندما تصىل تتغذى،‏ ألن الصالة متامًا كالحبل الرسى للجنني ىف بطن أمه،‏ لوال هذا الحبل الرسى ميوت الجنني..‏ وأيضً‏ ا يوجد بيننا وبني االنبا موسى أسقف الشباب الله حبل رسى.‏ فالله يسكب دمه اإللهى ويسكب نعمته ىف أحشائنا،‏ الله يعمل فينا من خالل نسمة الحياة التى هى الصالة،‏ فالصالة هى األكسجني أو الغذاء.‏ يقول الكتاب:‏ ‏»ليس بالخبز وحده يحيا اإلنسان..‏ بل بكل كلمة تخرج من فم الله«.‏ إذن الذى ال يقرأ الكتاب املقدس يجوع...‏ ومن يجوع ميوت...‏ الخبز للجسد كالكتاب املقدس للنفس،‏ ومثلام الخبز يشبع الجسد وأساىس لحياته،‏ كذلك الكتاب املقدس أساىس لشبع النفس.‏ ىف الصالة نشبع بالسامئيات،‏ وىف الكتاب املقدس نشبع بكلمة الله ‏»وجد كالمك فأكلته فكان كالمك كالشهد ىف فمى«.‏ ونتغذى أيضً‏ ا من خالل األرسار املقدسة ‏»ألن من يأكل جسدى ويرشب دمى يثبت ىفّ‏ وأنا فيه«‏ الصالة خبز والكتاب خبز والتناول خبز.‏ ‎2‎‏-‏ الحوار:‏ مل يكن هناك تعامل مع الله عىل أنه ساكن بالسموات،‏ ونحن هنا عىل األرض وبيننا وبني الله مسافة كبرية،‏ ولكن السيدة العذراء أحست أن الله أباها،‏ وبدأت تقيم حوارًا معه،‏ فحتى عند بشارة املالك لها بأنها ستحبل وتلد أبنًا كانت تستطيع أن تصمت عىل األقل خوفًا ورهبة،‏ ولكنها بدأت تسأل:‏ ‏»كيف يكون ىل هذا؟«‏ وكان رد املالك لها محاوالً‏ أن يوضح لها ويفرس ذلك...‏ ‏»الروح القدس يحل عليك وقوة العىل تظللك...«‏ وكان سؤال العذراء استفسارى ىف حوار بنوى،‏ وليس حوار فيه روح الشك،‏ فالعذراء كان بينها وبني الله دالة،‏ ما أحىل أن تكون موجودة بينك وبني ربنا يسوع هذه الدالة البنوية.‏ نحن ال نريد أن نتكلم والله يسمع فقط،‏ ولكن الله أيضً‏ ا يتكلم وأنت تسمع ‏»تكلم يارب فإن عبدك سامع«‏ بيننا وبني ربنا حوار..‏ مناجاة..‏ محادثة.‏ 5