من هي مريم؟
مريم اسم عربي معناه »مُر«، ويحتمل أنه اسم مُشتق من كلمة
»مريامون« الهريوغليفية، ويف اآلرامية فإن اسم »مريم« يعني
»أمرية أو سيدة«، وقد جاء هذا االسم ألول مرة يف الكتاب املقدس
ملريم أخت موىس وهرون، وقد تسمت القديسة العذراء بهذا
االسم »مريم«، الذي انترش بعد ذلك مرتبطاً مبكانتها وشخصيتها.
يعود نسب القديسة العذراء مريم إىل زربابل، من عائلة وبيت
داود، وهذا ما يؤكده البشري لوقا يف كتابته لبشارة املالك لها حني
كلًّمها قائالً »فقال لها املالك ال تخايف يا مريم ألنك قد وجدت
نعمة عند الله وها أنت ستحبلني وتلدين ابناً وتسمينه يسوع،
هذا يكون عظيامً وابن العيل يدعى ويعطيه الرب اإلله كريس داود
أبيه، وميلك عىل بيت يعقوب إىل األبد وال يكون مللكه نهاية« (
لوقا 30-30:1 ) .
نستطيع أيضاً أن نتعرف عىل بعض أفراد عائلتها، فنعرف أنه كان
لها أخت جاء ذكرها يف بشارة يوحنا عند حادثة الصلب حيث
»كانت واقفات عند صليب يسوع أُمُّهُ وأخت أُمِّهِ مريم زوجة كلوبا
ومريم املجدلية« )يوحنا 19:25(. وأنها أيضاً نسيبه أليصابات
)لوقا 36:1(، أم يوحنا املعمدان.
كانت الخطبة يف الرشيعة اليهودية عهداً أبدياً ال ينفصم، وما
الزفاف إال حفل تنتقل فيه الفتاة من بيت أبيها لبيت رجلها، ووفقاً
لهذه الرشيعة كانت الفتاة املخطوبة مبثابة زوجة لخطيبها، ولو
مات خاطبها أثناء فرتة الخطبة وقبل الزفاف تُعترب الخطيبة أرملة
خاضعة لرشيعة الزواج من أخي الزوج )تثنية 10-25:5(؛
ومل يكن ممكناً للفتاة أو عائلتها أن يفُضَّ ا عالقة الخطوبة هذه إال
بكتاب أو وثيقة طالق، كام أن هذه العادات أو الرشيعة ما كانت
لتسمح بوجود عالقة جنسية بني الخطيب وخطيبته قبل إعالن
حفل الزفاف وإال اُعتربا يف حُكم الزناة.
وفقاً لهذه الرشيعة، كانت العذراء مريم مخطوبة لرجل من
بيت داود، اسمه يوسف ( لوقا 27:1 (؛ كان يوسف رجالً باراً،
فحني عَرِفَ بأمر حبل خطيبته، لم يشأ أن يُشِّ هرَ بها، أراد تخليتها
رساً، ولكن فيام هو مُتفكر يف هذه األمور جاءته بشارة املالك
قائلة »يا يوسف ابن داود ال تخف أن تأخذ مريم امرأتك، ألن
الذي حُبل به فيه هو من الروح القدس« ( متى (. 20:1
10