AUG Magazine | Page 11

صالة في بدء العام الجديد تطور صوم العذراء عبر التاريخ ارتبط صوم السيدة العذراء بأحد أعيداها الذى يعقب الصوم مبارشة ، وهو عيد تذكار صعود جسدها إىل السامء يف ‎16‎ مرسى / ‎22‎ أغسطس . وجدير بالذكر أن هذا العيد سابقاً‏ بزمن طويل للصوم الذى ألحق بها بعد ذلك بعدة قرون وأول إشارة عنه يف الكنيسة القبطية نجدها عند القديس أنبا ساويرس ابن املقفغ أسقف األشمونني يف كتابه ‏»مصباح العقل«‏ حيث يقول : « والصيام الذى يصومه أهل املرشق ونسميه صيام البتول مريم ، وهو يف خمسة عرش مرسى وبرغم أنها إشارة مبهمة إال أنه يتضح لنا منها أنه صوم معروف ىف الرشق املسيحي ، ولكن يبدو أن األنبا ساويرس يتحدث هنا عن صوم يوم واحد يف ‎15‎ مرسى يعقبه عيد العذراء يف ‎16‎ مرسى ويف القرن الثاىن عرش يأت ذكر صوم العذراء يف مرص رصاحة ألول مرة وملدة ثالثة أسابيع ، ولكنه صوم كان قارصاً‏ عىل العذارىفي البداية.‏ وهو ما نقرأه يف كتاب الشيخ املؤمتن أبو املكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود ‏)‏‎1209‎ م(‏ فيقول:‏ ‏»صوم العذارى مبرص من أول مرسى إىل الحادى والعرشين منه.‏ ويتلوه فصحهم يف الثاىن والعرشين منه ويف خالل نصف القرن بدأ هذا الصوم يزداد شيوعاً‏ بني الناس ، ولكنة كان باألكرث قارصاً‏ عىل املتنسكني والراهبات . فيذكر ابن العسال ‏)‏‎1260‎ م(‏ يف كتابة ‏»املجموع الصفوى«‏ عن هذا الصوم فيقول « صوم السيدة العذراء،‏ وأكرث ما يصومه املتنسكون والراهبات،‏ وأوله أول مرسى وعيد السيدة فصحه ‏)أى فطره(‏ ومع حلول القرن الرابع عرش نجد أن هذا الصوم قد صار شائعاً‏ بني الناس كلهم،‏ ألن ابن كرب ‏)‏‎1324‎ م(‏ يف الباب الثامن عرش من كتابه ‏»مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة«‏ ينقل ما سبق ذكره عن ابن العسال ‏،ولكنه حذف عبارة ‏»وأكرث ما يصومه املتنسكون والراهبات « والزال صوم السيدة العذراء حتى اليوم هو أحب األصوام إىل قلوب الناس قاطبة يف الرشق املسيحى،‏ الذى اختصته العذراء القديسة بظهوراتها الكثرية املتعاقبة صوم السيدة العذراء عند الروم األرثوذكس هو أيضاً‏ خمسة عرش يوماً‏ كام يف الكنيسة القبطية،‏ وهو خمسة أيام عند كل من الرسيان األرثوذكس واألرمن األرثوذكس.‏ أما عند الروم الكاثوليك يوما الجمعة اللذان يقعان بني يوم ‎14،1‎ من شهر أغسطس . ويصومه الكلدان يوماً‏ واحدا الصوم وتكريم العذراء مريم األنبا دميرتويوس أسقف ملوي صوم السيدة العذراء هذا صامه آبائنا الرسل أنفسهم ملا رجع توما الرسول من التبشري ىف الهند،‏ فقد سألهم عن السيدة العذراء،‏ قالوا له إنها قد ماتت.فقال لهم ‏»أريد أن أرى أين دفنتموها!«‏ وعندما ذهبوا إىل القرب مل يجدوا الجسد املبارك.‏ فإبتدأ يحىك لهم أنه رأى الجسد صاعدا.‏ فصاموا ‎15‎ يوماً‏ من أول مرسى حتى ‎15‎ مرسي،‏ فأصبح عيد للعذراء يوم ‎16‎ مرسى من التقويم القبطي فمن ال يعجبه موضوع الصيام هو الخارس لربكة الصوم نحن ال نصوم لهم،‏ ولكننا نطلب شفاعتهم أثناء الصوم.‏ فموضوع تكريم السيدة العذراء حري العديد فالبعض شطحوا فقالوا أنها حُبِلَ‏ بها بال دنس،‏ والبعض اآلخر شطح يف الناحية األخرى قائالً‏ إن العذراء هي كعلبة كان بها ذهباً،‏ فنأخذ الذهب وال قيمة للعلبة!!‏ أما الكنيسة القبطية ىف تقليدها السليم حسب الكتاب املقدس تبجل السيدة العذراء مريم ولكنها ال ترفعها إىل األلوهية مثل الذين يقولون أنها حبل بها بال دنس،‏ وال تتجاهلها مثل الذين يتجاهلونها وال يؤمنون بشفاعتها أما بالنسبة للفريق األول،‏ ولكن الكتاب املقدس واضحاً‏ يف هذا األمر بقوله:‏ ‏»هكذا أجتاز املوت إىل جميع الناس«،‏ فهنا مل يستثنى أحدا.‏ ويقول أيضاً‏ ‏»إذا كان بخطية واحد صار الحكم إىل جميع الناس لتربير الحياة«،‏ فحقاً‏ إن املالك قال لها أن الروح القدس يحل عليك وقوة العيل تظللك،‏ ولكن ليس معنى هذا أنها حبل بها من أمها بال دنس!‏ وإن كان السيد املسيح ولد منها بال دنس،‏ لكن هي ولدت والدة إنسانية برشية من حنة ويواقيم وال ننىس أنها قالت ‏»تبتهج روحي بالله مخليص«.‏ فالعذراء قديسة وبتول وطاهرة وعفيفة وبها العديد من الصفات جميلة،‏ ونحن نطوبها ونحاول أن نتشبه بها فحياة السيدة العذراء هي دعوة لنا جميعاً‏ أن نسلك بالطاهرة والقداسة ‎11‎