صالة في بدء العام الجديد
تطور صوم العذراء عبر التاريخ
ارتبط صوم السيدة العذراء بأحد أعيداها الذى يعقب الصوم مبارشة ، وهو عيد تذكار
صعود جسدها إىل السامء يف 16 مرسى / 22 أغسطس .
وجدير بالذكر أن هذا العيد سابقاً بزمن طويل للصوم الذى ألحق بها بعد ذلك بعدة
قرون وأول إشارة عنه يف الكنيسة القبطية نجدها عند القديس أنبا ساويرس ابن
املقفغ أسقف األشمونني يف كتابه »مصباح العقل«
حيث يقول : « والصيام الذى يصومه أهل املرشق ونسميه صيام البتول مريم ، وهو
يف خمسة عرش مرسى وبرغم أنها إشارة مبهمة إال أنه يتضح لنا منها أنه صوم معروف
ىف الرشق املسيحي ، ولكن يبدو أن األنبا ساويرس يتحدث هنا عن صوم يوم واحد يف
15 مرسى يعقبه عيد العذراء يف 16 مرسى ويف القرن الثاىن عرش يأت ذكر صوم العذراء
يف مرص رصاحة ألول مرة وملدة ثالثة أسابيع ، ولكنه صوم كان قارصاً عىل العذارىفي
البداية. وهو ما نقرأه يف كتاب الشيخ املؤمتن أبو املكارم سعد الله بن جرجس بن
مسعود )1209 م( فيقول: »صوم العذارى مبرص من أول مرسى إىل الحادى والعرشين
منه.
ويتلوه فصحهم يف الثاىن والعرشين منه ويف خالل نصف القرن بدأ هذا الصوم يزداد
شيوعاً بني الناس ، ولكنة كان باألكرث قارصاً عىل املتنسكني والراهبات .
فيذكر ابن العسال )1260 م( يف كتابة »املجموع الصفوى« عن هذا الصوم فيقول «
صوم السيدة العذراء، وأكرث ما يصومه املتنسكون والراهبات، وأوله أول مرسى وعيد
السيدة فصحه )أى فطره( ومع حلول القرن الرابع عرش نجد أن هذا الصوم قد صار
شائعاً بني الناس كلهم، ألن ابن كرب )1324 م( يف الباب الثامن عرش من كتابه »مصباح
الظلمة وإيضاح الخدمة« ينقل ما سبق ذكره عن ابن العسال ،ولكنه حذف عبارة
»وأكرث ما يصومه املتنسكون والراهبات « والزال صوم السيدة العذراء حتى اليوم
هو أحب األصوام إىل قلوب الناس قاطبة يف الرشق املسيحى، الذى اختصته العذراء
القديسة بظهوراتها الكثرية املتعاقبة صوم السيدة العذراء عند الروم األرثوذكس هو
أيضاً خمسة عرش يوماً كام يف الكنيسة القبطية، وهو خمسة أيام عند كل من الرسيان
األرثوذكس واألرمن األرثوذكس.
أما عند الروم الكاثوليك يوما الجمعة اللذان يقعان بني يوم 14،1 من شهر أغسطس
. ويصومه الكلدان يوماً واحدا الصوم وتكريم العذراء مريم األنبا دميرتويوس أسقف
ملوي صوم السيدة العذراء هذا صامه آبائنا الرسل أنفسهم ملا رجع توما الرسول من
التبشري ىف الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت.فقال لهم
»أريد أن أرى أين دفنتموها!« وعندما ذهبوا إىل القرب مل يجدوا الجسد املبارك. فإبتدأ
يحىك لهم أنه رأى الجسد صاعدا. فصاموا 15 يوماً من أول مرسى حتى 15 مرسي،
فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مرسى من التقويم القبطي فمن ال يعجبه موضوع الصيام
هو الخارس لربكة الصوم نحن ال نصوم لهم، ولكننا نطلب شفاعتهم أثناء الصوم.
فموضوع تكريم السيدة العذراء حري العديد
فالبعض شطحوا فقالوا أنها حُبِلَ بها بال دنس، والبعض اآلخر شطح يف الناحية األخرى
قائالً إن العذراء هي كعلبة كان بها ذهباً، فنأخذ الذهب وال قيمة للعلبة!!
أما الكنيسة القبطية ىف تقليدها السليم حسب الكتاب املقدس تبجل السيدة العذراء
مريم ولكنها ال ترفعها إىل األلوهية مثل الذين يقولون أنها حبل بها بال دنس، وال
تتجاهلها مثل الذين يتجاهلونها وال يؤمنون بشفاعتها
أما بالنسبة للفريق األول، ولكن الكتاب املقدس واضحاً يف هذا األمر بقوله: »هكذا
أجتاز املوت إىل جميع الناس«، فهنا مل يستثنى أحدا. ويقول أيضاً »إذا كان بخطية
واحد صار الحكم إىل جميع الناس لتربير الحياة«، فحقاً إن املالك قال لها أن الروح
القدس يحل عليك وقوة العيل تظللك، ولكن ليس معنى هذا أنها حبل بها من أمها بال
دنس! وإن كان السيد املسيح ولد منها بال دنس، لكن هي ولدت والدة إنسانية برشية
من حنة ويواقيم وال ننىس أنها قالت »تبتهج روحي بالله مخليص«. فالعذراء قديسة
وبتول وطاهرة وعفيفة وبها العديد من الصفات جميلة، ونحن نطوبها ونحاول أن
نتشبه بها فحياة السيدة العذراء هي دعوة لنا جميعاً أن نسلك بالطاهرة والقداسة
11