138
الجزء الثالث : النّظرية
التّواصل لا يقتصر على التَّحدث بل على الاستماع والمُشاهدة :
قد يُستخدَمُ الإصغاء النَّشط للتّأكد من أنَّك فهمت ما قالته الناجية أم لم تفهمه . وفي مثل هذه الحالات ، كرِّر ما تعتقد أنَّك سمعته للتّحقّق من أنَّك فهمت ما قالته بصورةٍ صحيحة . وإذا كانت الكلمات تُستَخدم بطريقةٍ مُختلِفة في لغاتٍ مُختلِفة ، أو مجموعاتٍ ثقافية مُختلِفة ، فمع كلّ ذلك ، فإنّ الإصغاء النَّشط ذاته قد يفشل حتّى في التقاط سوء التّفاهم . لذك استمعي أيضاً إلى أشكال التّواصل غير اللّفظية . واطلبي من المُيسِّ رة المحليّة إعطاءك بعض النَّصائح التي تُساعِدك في فهم الاختلافات الثَّقافية في ما يتعلَّق بالتّواصل غير اللّفظي . واستمعي بانتباهٍ
إلى الكلمات التي تستخدمها النّاجية لوصف حالتها أو مُشكِلتها ، واستخدمي كلماتها بدلاً من المُصطلحات الطبية أو المُنحازة ثقافياً . وقد يأخذ الاستماع أشكالاً مُختلفة : فبإمكانِك الاستماع إلى الكلمات الفعلية التي تتفوّه بها النّاجية وتُفسِّ ر معانيها ؛ إلى نَبرة صوتها ؛ إلى وِقفتها أو لغة جسدها ؛ إلى صمتها وإلى ما لم تتلفَّظ به . ولا تَفترضي أبداً أنَّك تعرِفين كيف يشعر الشّ خص ، حتَّى وإنْ كُنت تستمِعين إليه بتقمُّص وجداني . كرِّري ما قالته بكلماتِك الخاصّ ة لتُثبِتي لنفسك أنّك قد فهمت ، واعطي الشّ خص الآخر الفُرصة لتصحيحك في حال أسأت الفَهم . وتأكّدي أنَّ لغة جسدك لا تُبطِ ل ما تقوله النّاجية . فلن يُجدي نفعاً قولك للنّاجية أنك مُهتمة جداً بما تقوله إذا كانت لغة جسدك تُعبِّر عن الضَّ جر . ففي أحسن الأحوال ، قد تُربِك هذه الإشارات المُختلطة الشّ خص الذي تتحدثين إليه . أمّا في أسوء الحالات ، فإنَّها قد تفضي إلى عدم الثِّقة أو إثارة الشّ كوك بشأنِ مدى صِ دقك واقتناعِك .
السَّ ماح بلحظات الصّ مت :
عندما تُصارِعُ النّاجية في سبيل التّعبير عن نفسها ، يكون التّحلّي بالصَّ بر مُهمّاً . فقد تجتاح العواطف عقل النّاجية ، مُسبِّبة الحُ زن لها مع تداخل هذا الحُ زن مع المُقابلة . ويجب على المُساعِدات منح النّاجية بعض الوقت لكي تُدير عواطِ فها ، أو تُنظّ م أفكارها ، أو تُقرِّر التّعبير أو عدم التّعبير عن فِكرة مُعيّنة .
مدى مُلاءمة حقوق الإنسان :
قد يمنحك تبني مُقاربات حقوق الإنسان أداةً إضافية . فهذه الحقوق تُساعِدك وتُساعد النّاجية في الأخذ بعين الاعتبار حقِّها في أنْ تتحدّث ، وأنْ تُستشار ، وأنْ تُشارِك ، وأنْ تَلتَزِم الصّ مت ، وحقِّها في المُحافظة على خصوصيتها ، وفي السّ عي إلى الحصول على التّعويض ، وفي أنْ تُعامَل في جميع الأوقات باحترامٍ وكرامة .
إنَّ الخصوصية مُهمة جداً من أجل استحداث بيئةٍ آمنة للقاء بين المُساعِدة والنّاجية . فمن الصّ عوبة بمكان أو من المُستحيلأن تُطلِع شخصاً وتأتمنه على أسرارك إذا لم تكن مُتأكّداً من أنّه يتعامل مع الحوار الذي يدور بينك وبينه مع مراعاة خصوصيتك . كما أنَّ الحقّ في التزام الصّ مت مهمٌّ أيضاً ، وخصوصاً لأنَّ العلاقة بين المُساعِدة والنّاجية سوف يُساءَ تفسيرها في أغلب الأحيان على أنَّها علاقةٌ تراتبية هرمية . وقد تعتقد النّاجية أنَّ عليها إخبار المُساعِدة كلَّ شيء . ويجب طمأنتها على أنَّ ذلك لا يُعبِّر عن واقع الحال الحقيقي .