April21 | Page 12

خادم السبت وخادم الانسان

وَاجْتَازَ‏ فيِ‏ السَّ‏ بْتِ‏ بَينْ‏ َ الزُّرُوعِ‏ ، فَابْتَدَأَ‏ تَلاَمِيذُهُ‏ يَقْطِ‏ فُونَ‏ السَّ‏ نَابِلَ‏ وَهُمْ‏ سَ‏ ائِرُونَ‏ . فَقَالَ‏ لَهُ‏ الْفَرِّيسِ‏ يُّونَ‏ ‏:«‏ انْظُرْ‏ ! لِماَ‏ ذَا يَفْعَلُونَ‏ فيِ‏ السَّ‏ بْتِ‏ مَا لاَ‏ يَحِ‏ لُّ‏ ؟«‏ فَقَالَ‏ لَهُمْ‏ ‏:«‏ أَمَا قَرَأْتُمْ‏ قَطُّ‏ مَا فَعَلَهُ‏ دَاوُدُ‏ حِ‏ ينَ‏ احْتَاجَ‏ وَجَاعَ‏ هُوَ‏ وَالَّذِ‏ ينَ‏ مَعَهُ‏ ؟ كَيْفَ‏ دَخَلَ‏ بَيْتَ‏ اللهِ‏ فيِ‏ أَيَّامِ‏ أَبِيَأَثَارَ‏ رَئِيسِ‏ الْكَهَنَةِ‏ ، وَأَكَلَ‏ خُبْزَ‏ التَّقْدِ‏ مَةِ‏ الَّذِ‏ ي لاَ‏ يَحِ‏ لُّ‏ أَكْلُهُ‏ إِلاَّ‏ لِلْكَهَنَةِ‏ ، وَأَعْطَى الَّذِ‏ ينَ‏ كَانُوا مَعَهُ‏ أَيْضً‏ ا ‏«.‏ ثُمَّ‏ قَالَ‏ لَهُمُ‏ ‏:«‏ السَّ‏ بْتُ‏ إِنمَّ‏ ‏َا جُعِلَ‏ لأَجْلِ‏ الإِنْسَ‏ انِ‏ ، لاَ‏ الإِنْسَ‏ انُ‏ لأَجْلِ‏ السَّ‏ بْتِ‏ . إِذًا ابْنُ‏ الإِنْسَ‏ انِ‏ هُوَ‏ رَبُّ‏ السَّ‏ بْتِ‏ أَيْضً‏ ا ‏«.‏ ( ع ) ‎٢٨‎ : ‎٢٣‎ في حياة السيد المسيح على الأرض نجد أحداثًا كثيرة تكشف لنا عن مبادئ رحمة تصلح لكل زمان . أحد هذه المبادئ ، هو مبدأ « السَّ‏ بْتُ‏ إِنمَّ‏ ‏َا جُعِلَ‏ لأَجْلِ‏ الإِنْسَ‏ انِ‏ ، لاَ‏ الإِنْسَ‏ انُ‏ لأَجْلِ‏ السَّ‏ بْتِ‏ ‏.«‏ والمقصود بالسبت هنا هو « الشئ » أي أن الأشياء جُعِلت لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل الشئ . كلنا آباء نمثل الكنيسة ونحتاج أن نضع هذا المبدأ أمامنا في كل ساعة ويجب أن نعيشه حسب الانجيل . وهناك من يخدم السبت وهناك من يخدم الإنسان . والفارق كبير بين « خادم السبت » وبين « خادم الإنسان ‏«.‏ وسأحدثكم في عشر نقاط مركزة في هذا الموضوع أولاً‏ : مقارنة بين خادم السبت وخادم الإنسان :
‎١‎‏-‏ مفهوم الطقس : خادم السبت يرى أن السبت ( الطقس ) هدف وغاية ويغالي في الدفاع عنه ، أما خادم الإنسان فيراه خزانة للإيمان واللاهوت والعقيدة والحياة مع الله . وأنه وعاء ثقافي محلي ، ومن المهم أن نميز بين الوعاء والمحتوى ، وبين
الفلكلور والطقس . مثلاً‏ تحولنا إلى اللغة العربية في القرن العاشر وأصبحنا بالتدريج نعتمد عليها إلى جانب اللغة القبطية . وكذلك فالطقس حاليًا نصليه في كنائسنا في الخارج بعدة لغات .
‎٢‎‏-‏ مكانة المسيح : خادم السبت يذيب المسيح في شخصه . أما خادم الإنسان فيذيب نفسه في المسيح . يجب أن ننتبه إلى الآية « يَنْبَغِي أَنَّ‏ ذلِكَ‏ يَزِيدُ‏ وَأَنيِّ‏ أَنَا أَنْقُصُ‏ ‏.«‏ ( يو ‏(.‏ ‎٣٠‎ : ٣ وأيضً‏ ا « لَسْ‏ نَا نَكْرِزُ‏ بِأَنْفُسِ‏ نَا ، بَلْ‏ بِالْمَسِ‏ يحِ‏ يَسُ‏ وعَ‏ رَبًّا ، وَلكِنْ‏ بِأَنْفُسِ‏ نَا عَبِيدًا لَكُمْ‏ مِنْ‏ أَجْلِ‏ يَسُ‏ وعَ‏ ‏.«‏ ( ٢ كو ‏(.‏ ٥ : ٤
‎٣‎‏-‏ نظرة كل منهما لنفسه : نظرة خادم السبت لنفسه ونظرة خادم الإنسان ، خادم السبت نظرته لنفسه أنه يمتلك الحقيقة بمفرده كأنه الحكيم الأوحد الذي يعرف كل شئ ويصم أذنيه عن سماع أي معرفة أخرى ويرفض أن ينصحه أحد . أما خادم الإنسان فهو إنسان تقي يحاسب نفسه ويقرع صدره دائمًا ويطلب مراحم الله . وعندما يستطيع الإنسان أن يعاتب ويقييم نفسه ويدبر خدمته ، ينمو وتنمو خدمته ، ما يجب أن نعلمه أننا جميعًا تحت الضعف .
‎٤‎‏-‏ مقدار الثمر : خادم الإنسان ثمره مبارك . وثمر البر يزرع في السلام ، حياته ملؤها ثمار متكاثرة ، يعمر ويبني ودومًا تكون طلبة قلبه يارب اجعلني سببًا لسلامك . أما خادم السبت فدائم الخصام والصدام ذاته منتفخة تعطل عمل الكنيسة ويعوق عملها يضع السراج تحت المكيال . لا تنسوا أن كنيستنا أم ولود ، أي أنها كثيرة الثمر . ثانيًا : صفات خادم السبت :
‎12‎