خادم السبت وخادم الانسان
وَاجْتَازَ فيِ السَّ بْتِ بَينْ َ الزُّرُوعِ ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِ فُونَ السَّ نَابِلَ وَهُمْ سَ ائِرُونَ . فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِ يُّونَ :« انْظُرْ ! لِماَ ذَا يَفْعَلُونَ فيِ السَّ بْتِ مَا لاَ يَحِ لُّ ؟« فَقَالَ لَهُمْ :« أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِ ينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِ ينَ مَعَهُ ؟ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فيِ أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِ مَةِ الَّذِ ي لاَ يَحِ لُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ ، وَأَعْطَى الَّذِ ينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضً ا «. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ :« السَّ بْتُ إِنمَّ َا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَ انِ ، لاَ الإِنْسَ انُ لأَجْلِ السَّ بْتِ . إِذًا ابْنُ الإِنْسَ انِ هُوَ رَبُّ السَّ بْتِ أَيْضً ا «. ( ع ) ٢٨ : ٢٣ في حياة السيد المسيح على الأرض نجد أحداثًا كثيرة تكشف لنا عن مبادئ رحمة تصلح لكل زمان . أحد هذه المبادئ ، هو مبدأ « السَّ بْتُ إِنمَّ َا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَ انِ ، لاَ الإِنْسَ انُ لأَجْلِ السَّ بْتِ .« والمقصود بالسبت هنا هو « الشئ » أي أن الأشياء جُعِلت لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل الشئ . كلنا آباء نمثل الكنيسة ونحتاج أن نضع هذا المبدأ أمامنا في كل ساعة ويجب أن نعيشه حسب الانجيل . وهناك من يخدم السبت وهناك من يخدم الإنسان . والفارق كبير بين « خادم السبت » وبين « خادم الإنسان «. وسأحدثكم في عشر نقاط مركزة في هذا الموضوع أولاً : مقارنة بين خادم السبت وخادم الإنسان :
١- مفهوم الطقس : خادم السبت يرى أن السبت ( الطقس ) هدف وغاية ويغالي في الدفاع عنه ، أما خادم الإنسان فيراه خزانة للإيمان واللاهوت والعقيدة والحياة مع الله . وأنه وعاء ثقافي محلي ، ومن المهم أن نميز بين الوعاء والمحتوى ، وبين
الفلكلور والطقس . مثلاً تحولنا إلى اللغة العربية في القرن العاشر وأصبحنا بالتدريج نعتمد عليها إلى جانب اللغة القبطية . وكذلك فالطقس حاليًا نصليه في كنائسنا في الخارج بعدة لغات .
٢- مكانة المسيح : خادم السبت يذيب المسيح في شخصه . أما خادم الإنسان فيذيب نفسه في المسيح . يجب أن ننتبه إلى الآية « يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنيِّ أَنَا أَنْقُصُ .« ( يو (. ٣٠ : ٣ وأيضً ا « لَسْ نَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِ نَا ، بَلْ بِالْمَسِ يحِ يَسُ وعَ رَبًّا ، وَلكِنْ بِأَنْفُسِ نَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُ وعَ .« ( ٢ كو (. ٥ : ٤
٣- نظرة كل منهما لنفسه : نظرة خادم السبت لنفسه ونظرة خادم الإنسان ، خادم السبت نظرته لنفسه أنه يمتلك الحقيقة بمفرده كأنه الحكيم الأوحد الذي يعرف كل شئ ويصم أذنيه عن سماع أي معرفة أخرى ويرفض أن ينصحه أحد . أما خادم الإنسان فهو إنسان تقي يحاسب نفسه ويقرع صدره دائمًا ويطلب مراحم الله . وعندما يستطيع الإنسان أن يعاتب ويقييم نفسه ويدبر خدمته ، ينمو وتنمو خدمته ، ما يجب أن نعلمه أننا جميعًا تحت الضعف .
٤- مقدار الثمر : خادم الإنسان ثمره مبارك . وثمر البر يزرع في السلام ، حياته ملؤها ثمار متكاثرة ، يعمر ويبني ودومًا تكون طلبة قلبه يارب اجعلني سببًا لسلامك . أما خادم السبت فدائم الخصام والصدام ذاته منتفخة تعطل عمل الكنيسة ويعوق عملها يضع السراج تحت المكيال . لا تنسوا أن كنيستنا أم ولود ، أي أنها كثيرة الثمر . ثانيًا : صفات خادم السبت :
12