April21 | Page 11

أحد السامريه

نيافه الانبا ابرام
سوف نتكلم اليوم عن بنت حلوة من بنات السيدة العذراء وهى السامرية وفى الحقيقة ان السامرية تفرح كل نفس حيث يجد الإنسان الخاطىء فى حياتها مصدر عزاء له الانسان الخاطى البعيد عن الله يكتشف فى حياتها حب المخلص للنفس الخاطئة وقد يسعى الله من أجل رجوع النفس الضالة ونرى فيها أيضا ان الله من محبته يسعى لكى يخلص الانسان المتمسك ولو بجزء بسيط جدا من الفضائل ويجعلنا رغم كل الشرور وكل الخطية التى فينا لا نتخلى عن فضيلة نحن عشناها وتعودناها فإذا تعودت الصدق وتعودت الأمانة فى حياتك أو تعودت ان تصلى ولو جزء صغير أو تتناول فحتى لو فيه أخطاء فلا تتنازل عن تلك الفضائل حتى مع وجود الاخطاء لأن من أجلها الله يرحم من الاشياء الاخرى فنحن نرى السيد المسيح لم يذهب الى السامرية دون ان يجد فيها شيئاً‏ فالله يسعى للانسان ويقبله اذا وجد عنده إستعداد وكيف يكون هذا الاستعداد ؟ يكون بوجود بذرة حب الفضائل وحب الخير فى النفس إذا وجدت يقول الكتاب المقدس « فتيلة مدخنة لا يطفئها » حب الله ممكن أقوى شىء واضح مع السامرية فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ كل إنسان إذا فتش فى ذاته وجد خطأ أواثنين او ثلاثة او اربعة حتى كل آبائنا القديسين لم يوجد منهم من أستطاع ان يقول أنا ليس عندى خطية وفى آخر لحظة من لحظات حياتهم يصرخون بدموع وتوبة فأنا اتذكر عبارة فى البستان كل ما أقرأها أتوقف أمامها فى ذهول حيث تقابل سائح مع سائح فى برية سيناء يسأله فيما هو الخلاص ؟ سائح وصل لأعلى الدرجات وهى السياحة ومازال يسأل اين الخلاص ؟ فقد شهد ان هناك اخطاء عليه ان يتخلص منها هذا الشعور يصل به الانسان للخلاص والمجد إذا نظر بحب الى الآب والى المسيح أما إذا نظر الى خطاياه وذاته سوف يتملكه اليأس ومن الجائز ان يضيع والكنيسة فى الصوم الكبير بصفه خاصة حيث يعتبر فترة التوبة تعلمنا هذا الدرس لاتيأس أنظر الى محبة الله فلو نظرنا الى قراءات هذا الصوم بدءا من أول التجربة وحتى الابن الضال تقول لنا لو مريت بتجارب لاتيأس فمحبة الله كبيرة لو انت فى مرحلة التيه كما فى الابن الضال فالامل كبير وقوى ولو وصلت الى مرحلة اصعب كما فى السامرية فالامل أيضا كبير ولو انت محطم كما فى حالة المفلوج أيضا لاتيأس ولو الشيطان أعمى الانسان عن وصايا الله كما هو فى المولود
أعمى هناك امل ورجاء حى . يستطيع به ان يدخل مع السيد المسيح منتصر ويفرح بالقيامة فالمسيح يحبك ومن اجل محبته قدم لك الفداء والخلاص ومستعد ان يصل الى كل إنسان ليتنا نتأمل فى محبة الله فى بيوتنا الكنيسه هنا ترغب فى ان تعرفنا حب الله لنا . فالمسيح يحبك ومن أجلك قدم الفداء وقدم الخلاص لكل إنسان ومستعد أن يقبل كل إنسان بضعفاته .
فنحن نرى كيف ان محبة الله الكبيرة سمحت له أن يذهب الى السامرية فيعلمنا الرب هنا التمسك بالفضائل . العالم قد حكم على مدينة السامرة أنها أشر مدينة فى العالم ، حتى ان اليهود عندما أرادوا أن يشتموا السيد المسيح لم يجدوا أصعب من أن يقولوا له إنك سامرى وبك شيطان . فقد قالوا كل ما عندهم من شتائم .
وجاءت السامرية التى يشعر أهل السامرة انها أشر إنسانة فى المدينة كأن السامرية أشر الأشرار . أى أشر إنسانة موجودة فى أشر مدينة . هذه هى نظرة العالم لكن نظرة المسيح مختلفة .
حيث وجد المسيح فيها عدة فضائل غير موجودة فى آخرين . وهذا يعلمنا ألا نحكم على أحد بالظاهر حتى لو حكم عليه الناس بأنه من الأشرار . فيقول لنا الكتاب « لا تدينوا لكى لاتدانوا أنظروا لنهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم » وهذا أول درس نتعلمه من حياة السامرية وهو تأمل فضائل الآخرين قبل أن تحكم على الناس . تأمل الفضائل المخفية التى لا تراها أنت بل يراها الله .
ونجد أن فضائل السامرية التى جذبت السيد المسيح والتى من أجلها ذهب إليها بنفسه لكى يخلصها عدة فضائل كما جاء ذلك فى الإصحاح الرابع من إنجيل يوحنا .
‎11‎